ترسانة بورسعيد البحرية.. صرح متعدد المجالات داخل هيئة قناة السويس على الرغم من قِدم إنشاؤه إلا أنه يتطور عاماً تلو الآخر ليكون أهم وأعرق الترسانات بمنطقة الشرق الأوسط، بجانب موقعها الاستراتيجي الفريد بالمدخل الشمالي لقناة السويس، ولذا باتت جاذبة كل الوفود العربية التي تطمح اكتساب الخبرات في مجال الترسانات البحرية.
وفود 15 دولة عربية في الترسانة البحرية
ومنذ أيام قليلة، تفقدت وفود 15 دولة عربية، ترسانة بورسعيد البحرية، في ختام فعاليات ورشة عمل جامعة الدول العربية لمناقشة دراسة آلية عربية لدعم صناعة وإصلاح وبناء السفن، برعاية هيئة قناة السويس وتنظيم من جامعة الدول العربية والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
واطلعت الوفود التي تضم سفراء وممثلي وزارات النقل بـ 15 دولة عربية، وممثلي اتحاد الغرف العربية والشركات المتخصصة في مجال إصلاح وصيانة السفن، على إمكانيات ترسانة بورسعيد البحرية والورش المختلفة التي تضمها، فضلا عن عدد من الوحدات البحرية التي جرى تصنيعها في الترسانة.
واستقلت الوفود معدية "تحيا مصر" - أحد أحدث المعديات التي تنقل المواطنين بين ضفتي قناة السويس - وذلك للقيام بجولة بحرية في المجرى الملاحي للقناة.
بداية إنشاء الترسانة
تم البدء بانشاء الترسانة بالتوازي مع بداية تأسيس الشركة العالمية لقناة السويس البحرية عام 1869، واكتسبت خلال فترة عملها الطويلة خبرة كبيرة في مجال إصلاح السفن، وفي عام 1960 تم تطوير الترسانة وإضافة مجال بناء السفن.
شهادة الـ ISO
تشغل ترسانة بورسعيد البحرية مساحة 410700 م2 منها مساحة 29990 م2 للورش وأرصفة إصلاح بطول 1409 م، وحصلت ترسانة بورسعيد البحرية على شهادة ( ISO 2001 : 2015 ) في مجال صيانة الوحدات البحرية، وكذلك (ISO45001:2018) في مجال السلامة والصحة المهنية .
محطات تاريخية في عُمر الترسانة
في عام 1869، تم تدشين الورش العمومية للشركة العالمية لقناة السويس البحرية بالجانب الغربي لقناة السويس بعد إفتتاح قناة السويس الأصلية مباشرة، واقتصر نشاط الورش العمومية وقتها على صيانة المعدات والوحدات البحرية المملوكة للشركة العالمية.
وفي عام 1907، ومع توسع نشاط الورش العمومية بدأ نقل الورش لشرق القناة، وعام 1914 تعطل إفتتاح الورش بسبب الحرب العالمية الأولى.
وفي ديسمبر 1919، تم إفتتاح الورش العمومية مع بناء منازل للعاملين لاستيعاب 800 أسرة، وفي 1926 تم إفتتاح مدينة بورفؤاد بعد إتفاق الملك فؤاد مع الشركة العالمية لقناة السويس البحرية بإنشائها.
وفي عام 1956 تم تأميم قناة السويس، ووقع وقتها العدوان الثلاثي على مصر، وتم ضرب بعض منشآت الورش العمومية ومغادرة كل المهندسين، والمشرفين الأجانب، وحينها بدأت عملية إعادة البناء والإصلاح.
أما عن أبريل 1957، تم إعادة افتتاح القناة بعد العدوان الثالثي، وعودة نشاط الورش العمومية، وإنشاء هيئة قناة السويس، وإنتقال تبعية الورش العمومية لها، وفي يناير 1960 التوجيه ببدء نشاط إصلاح وبناء السفن، وبالتوازي بدأت الورش العمومية في بناء السفينة " قناة السويس" على قزق ميكانيكي حمولة 1000 طن وأيضاً بحمولة 20 ألف طن.
وفي 23 ديسمبر 1960، وضع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يضع حجر الأساس لترسانة بورسعيد البحرية وتدشين السفينة "قناة السويس حمولة 3200 طن".
وخلال عام 1964، تم الإفتتاح الرسمي لترسانة بورسعيد البحرية باسمها الحالي، وبنشاطها الجديد "بناء وإصلاح وصيانة السفن"، وخلال الفترة من 1960-1967، تم بناء 9 سفن تجارية حمولة 6000 طن.
ووصولاً لعام 1967، وقعت حرب يونيو وضرب الترسانة للمرة الثانية وتدمير أجزاء كبيرة منها وإغلاقها حتى عام 1974 ،وترحيل الأفراد والفنيين والورش لمحافظة الإسكندرية اعتباراً من 1968، وفي عام 1974 تم الإفتتاح الثاني للترسانة بعد ترميمها بمدينة بورفؤاد.
مجالات ترسانة بورسعيد
هي الجهة المنوط بها عمل الدراسات الفنية للوحدات البحرية لهيئة قناة السويس وشركاتها، وتطوير الوحدات العائمة، وإصلاح وحدات هيئة قناة السويس والسفن الخارجية على الأحواض العائمة حتى حمولة 25000 طن، وتعمل في البناء الجديد للسفن وجميع الوحدات البحرية على قزق البناء حتى حمولة 20000 طن.
وتعمل الترسانة أيضا في أعمال التصميم والرسومات التنفيذية للوحدات الجديدة تحت الإنشاء باستخدام أحد أحدث برامج التصميم Marine AVEVA، أعمال هندسية عامة مثل جميع أعمال الصاج وورش الآلات الحديثة وتشغيل وسباكة المعادن ونجارة السفن والأثاثات وأعمال الدهانات والمواسير والتركيبات الميكانيكية والكهربائية لجميع الوحدات وصيانة جميع المعدات والمهمات الكهربائية للوحدات
العائمة، وتصنيع بعض قطع الغيار العاجلة، وتنمية الصناعات المغذية لصناعة بناء السفن، وكذلك المساهمة بالإمكانات المتاحة لخدمة أسطول سفن جمهورية مصر العربية والسفن العابرة لقناة السويس.
كما تساهم الترسانة بإمكانياتها في مراجعة الأجزاء الدوارة لمحطات الكهرباء على مستوى الجمهورية، والإشتراك مع الهيئة العربية للتصنيع لخراطة قطع غيار وأجزاء لبعض الصناعات اللازمة، والمساهمة لتوفير المتطلبات اللازمة لصيانة "طلمبات – محركات كهربائية – مولدات كهربائية" - قطع غيار للوحدات الخدمية لهيئة قناة السويس مثل : محطات المياه والكهرباء، متطلبات النوادي، والوحدات السكنية.
وأجرت الترسانة البحرية في بورسعيد، 6 بروتوكولات مع الشركة الألمانية للرفاصات الرأسية لتصنيع وتشغيل ما يقرب من 60 % من أجزاء الرفاصات ثم التجميع و الإختبار في وجود هيئات الإشراف بتصريح من الشركة ثم إعادة التصدير للشركة للتسويق العالمي.
وتعمل الترسانة في أعمال الإنقاذ البحري واللحام تحت الماء من بورسعيد حتى بورتوفيق، كما تعمل على تشغيل وصيانة 26 معدية بين ضفتي القناة على 5 محاور مختلفة بمحافظتي بورسعيد والإسماعيلية، والتي تقوم بنقل متوسط 20 ألف سيارة يوميا بأنواعها المختلفة، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المواطنين.
كما يتم استخدام الروافع البحرية لرفع الوحدات حتى حمولة 500 طن على طول قناة السويس، وكذلك المساهمة المجتمعية في تقديم الخدمات للبيئة المحيطة بمدن القناة من مستشفيات ومدارس، ودور عبادة، وأندية، وغيرها .
احد أحواض هيئة قناة السويس
احد الأعمال في إحدى ورش بالترسانه
احد المهندسين مع بعض الطلبة
الشرح لعدد من الطلاب
الوفود خلال جولتها
الوفود في إحدى مغذيات الهيئة
جانب من الجولة
جانب من الحضور بالترسانه
جولة الوفود
حوض في الهيئة
مركب خشبيه
معديات هيئة قناة السويس
مهندسي هيئة قناة السويس_1
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة