يترقب العالم الأسبوع جارى قمة "بريكس" 2023 المقرر عقدها فى العاصمة جوهانسبرج فى القترة من 22- 24 أغسطس، ووفق وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدى باندور، تم دعوة قادة 67 دولة، و20 ممثلا لمنظمات دولية، وحتى الآن أكدت 34 دولة مشاركتها.
ومتوقع أن يحضر قادة الصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، وسيمثل روسيا وزير الخارجية سيرجى لافروف، والرئيس الصينى، بينما يشارك الرئيس فلاديمير بوتين عبر تقنية "الفيديو كونفرانس" نتيجة إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة باعتقاله بتهمة جرائم حرب فى أوكرانيا بحسب الجنائية الدولية.
ووفقا لجونوب أفريقيا، ستنظر القمة فى طلبات مقدمة من أكثر من 20 دولة للانضمام لعضوية التكتل الذى يأمل مؤسسوه الخمسة فى أن يساهم فى اصدار قرارات اقتصادية مهمة، فمن المرتقب أن تناقش القمة تعميق استخدام العملات المحلية فى التجارة بين الدول الأعضاء فى المجموعة.
وقال قال سفير جنوب إفريقيا لدى مجموعة "بريكس" أنيل سوكلال، أن مجموعة بريكس ستناقش تعميق استخدام العملات المحلية فى التجارة بين الدول الأعضاء فى قمة بريكس، وهى خطوة تلقى ترحيبا من المؤسسات الاقتصادية العربية.
وأضاف سوكلال، فى مقابلة بمكتب وكالة بلومبرج فى جوهانسبرج، أن المحادثات ستركز على قضايا من بينها إنشاء نظام مدفوعات مشترك، مؤكدا أنه من المرجح تشكيل لجنة فنية لبدء النظر فى إصدار عملة مشتركة محتملة.
وأكد سوكلال، فى مؤتمر فى جوهانسبرج، أنه لا توجد خطط لمناقشة استبدال الدولار كعملة عالمية بحكم الأمر الواقع.وأوضح سوكلال، أن "التداول بالعملات المحلية مطروح على جدول الأعمال".
وتابع سوكلال، "لا يوجد بند فى جدول أعمال بريكس يتعلق بالتخلى عن الدولار، بريكس لا تدعو إلى التخلى عن الدولار، وسيظل الدولار عملة عالمية رئيسية، هذه حقيقة واقعة".
ماذا تعنى "بريكس"؟
وكلمة "بريكس" هى اختصار لأربع دول الأعضاء هى (البرازيل وروسيا والهند والصين) BRIC وانضمت جنوب إفريقيا إلى المجموعة لاحقًا فى عام 2010، لتصبح "BRICS"، وفى حين أن أعضاء "بريكس" يمثلون 42% من سكان العالم، إلا أنهم يتمتعون بأقل من 15% من حقوق التصويت فى البنك الدولى وصندوق النقد الدولى، حسب معهد الدراسات الأمنية ومقره فى بريتوريا.
وقبيل القمة قال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامفوزا إن قمة تجمع "البريكس"، تأتى فى خضم موقف دولى متوتر، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية؛ وهو ما انعكس على بلدان القارة الإفريقية ومصالحها وجعل من إفريقيا، ساحة لحروب دبلوماسية لا تتوقف بين الغرب وروسيا والصين؛ تتعالى فيها سخونة المنافسة على المصالح وتعزيز النفوذ فى إفريقيا الغنية بمواردها الطبيعية.
وفى السابق دعا رئيس جنوب إفريقيا - فى مقابلة أجراها مع "القناة الإفريقية المستقلة (إيه.أى.تى)" التى تبث فى العاصمة النيجيرية (أبوجا) - إلى استثمار مناخ التنافس الدولى لتعظيم مكاسب إفريقيا، وذلك من خلال بناء شراكة استثمارية بين دول القارة وتجمع البريكس (التى تضم: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا).
وقال أن القمة ستركز على دعم اهتمام دول البريكس بإفريقيا وقضاياها التنموية وكذلك تلك المتعلقة بالاستثمارات وهو ما يحتاج إلى مناخ مستقر على المستوى الوطنى فى بلدان القارة.
وفى يونيو الماضى التقى وزراء خارجية دول بريكس فى كيب تاون بجنوب أفريقيا تحضيرًا لقمة الزعماء المرتقبة، لمناقشة الأدوات التى تمتلكها الكتلة للتخلص من هيمنة النظام الاقتصادى العالمى، تضمنت المحادثات مناقشة الاستخدام المحتمل للعملات البديلة لحماية بنك التنمية الجديد التابع للكتلة من العقوبات، وإزالة الدولرة فى التجارة على نطاق أوسع.
وأكد وزراء خارجية بريكس، طموح كتلتهم فى التنافس مع القوى الغربية، إذ عبروا فى تصريحات خلال الجلسة الافتتاحية قبل محادثاتهم الخاصة، عن تطلع الكتلة لعالم متعدد الأقطاب.ودعا وزراء الخارجية إلى "إعادة توازن" النظام العالمى، إذ قال وزير الخارجية الهندى سوبراهمانيام جايشانكار فى مستهل الاجتماع، أن "العالم المتعدد الأقطاب يعيد توازنه والأساليب القديمة لا يمكنها معالجة الأوضاع الجديدة".
وقالت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدى باندور: "رؤيتنا لمجموعة بريكس هى توفير قيادة عالمية وسط عالم تمزقه المنافسة والتوتر الجيوسياسى وعدم المساواة وتدهور الأمن العالمي".
وتشير تقارير إخبارية إلى أن اطلاق عملة جديدة لا يعتبر تهديدا كبيرا للدولار الأمريكى لأن الدول الأعضاء فى بريكس ترتبط بالديون الأمريكية البالغة 30 تريليون دولار وهى على شكل سندات حكومية أمريكية وأسهم وحسابات جارية لمعظم الدول الخمس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة