فريدة النقاش فى حوارها لـ"اليوم السابع": الذكاء الاصطناعى مستحيل أن يصبح كاتبا أدبيا ولن يحل محل الإنسان مطلقا.. السوشيال ميديا ظلمت حركة النقد.. والغرب مازال يعانى من العنصرية واكتشفت أنهم ليسوا أفضل من العرب

الخميس، 10 أغسطس 2023 05:30 م
فريدة النقاش فى حوارها لـ"اليوم السابع": الذكاء الاصطناعى مستحيل أن يصبح كاتبا أدبيا ولن يحل محل الإنسان مطلقا.. السوشيال ميديا ظلمت حركة النقد.. والغرب مازال يعانى من العنصرية واكتشفت أنهم ليسوا أفضل من العرب فريدة النقاش
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أديبة وكاتبة وصحفية قديرة، صاحبة رؤية واسعة بما يحدث فى العالم، عملت فى العديد من المؤسسات الصحفية فتولت رئاسة تحرير كل من جريدة الأهالى وكانت أول سيدة تترأس تحرير الجريدة ومجلة أدب ونقد المعروفة، كما صدر لها عدة كتب منها "حدائق النساء، السجن دمعتان ووردة، أطلال الحداثة، يوميات الحب والغضب، لا أحد يخاف إسرائيل، قنطرة الذى كفر، من أجل عولمة بديلة"، هى الكاتبة الكبيرة فريدة النقاش، وحول وضع الحركة الأدبية والتطور التكنولوجى مثل تقنية الذكاء الاصطناعى، وغيرها من الموضوعات، أجرينا هذا الحوار.

س / كيف تقضى الكاتبة الكبيرة فريدة النقاش يومها؟

الحياة، اليوم، أصبحت أكثر أزدحامًا فكنت أتصور أنه عندما يكبر أولادنا ويتجاوزوا مراحل التعليم فإن الأمور سوف تصبح سهلة، لكن هذا ليس صحيحا إذ تصبح واجباتهم أكثر بكثير، فيومى مزدحم للغاية، ولدى مجموعة من الكتب التى أريد أن انتهى من قراءتها، إلى جانب كتب أريد أيضًا أن انتهى من كتاباتها.


س / ما الكتب التى تحرص الكاتبة الكبيرة فريدة النقاش على قراءتها؟

كتب النقد الأدبى والنقد بصفة عامة.

س / كيف تنظرين إلى الحركة النقدية فى الوطن العربى؟

أرى أن الحركة النقدية مظلومة للغاية، إذ يهتم الناس بالإبداع أكثر من النقد، مع أن النقد المفروض أنه يضىء الحياة الإبداعية لكن حظه مع القراء قليلا، وهذا أمر يقلقنى على المستوى الشخصى، لأن الإبداع من غير نقد كأنك تصنع الشئ وتلقيه فى البحر.
 

س / هل لدينا نقاد على مستوى حجم الإبداع العربى؟

بالطبع، فلدينا عدد كبير من الجامعات التى تضم أقساما للأدب بالعربى والأوروبى والأمريكى، وهذه الجامعات تخرج أجيالا كثيرة، وهم متميزون ومتخصصون ومفيدون للحركة الأدبية فى الوطن العربى، لكن لا ننسى أن الإعلام تأثيره كاسح على كل مجالات الإبداع، وبالذات على الإبداع النقدى لأنه تقريبا أزاح كبار النقاد لصالح التعليقات العابرة والانطباعات، وأصبح النقد المتخصص مختصرا على أقسام الأدب داخل الجامعات، ومهمة الحركة النقدية الموجود الآن استرجاع الزخم للحياة النقدية لأن الإبداع بدون نقد ينقصه الكثير.
 

س / ذكرت خلال حديثك عن الحركة النقدية التعليقات العابرة والانطباعات.. هل تقصدين السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعى؟

نعم، فهذه ضمن ظواهر مجتمع الإعلام الحديث، لأنه خطف موضوعات كثيرة وأدخلها فى عجلة الإعلام الحديث، وتم تبسيطها زيادة عن اللازم، وبالتالى أصبح النقاد الكبار فى حالة عزلة بشكل كبير.


س / هل يعد الشعر والنقد على مسافة واحدة من درجة الظلم الأدبى؟

أرى أن النقد يحتاج لدعم أكثر ليس فقد من قبل النقاد كأفراد لكن من قبل المؤسسات "الجامعات والمركز البحثية وغيرها"، فإذا تم الاهتمام بالنقد فالتالى سوف يكون حركة أدبية مختلفة فى شتى المجالات، والذى سيكون نتيجته أزدياد وإقبال القراء على اقتناء الكتب سواء فى الرواية أو القصة أو الشعر.


س / ماذا تقرأ الكاتبة فريدة النقاش خلال الوقت الحالى؟

اقرأ كتاب فكرى مهم جدًا بعنوان "بؤس العالم" للمفكر بيير بورديو، وهو عالم اجتماع فرنسي، أحد الفاعلين الأساسيين بالحياة الثقافية والفكرية بفرنسا، وأحد أبرز المراجع العالمية في علم الاجتماع المعاصر، بل إن فكره أحدث تأثيرا بالغا في العلوم الإنسانية والاجتماعية منذ منتصف الستينيات من القرن العشرين.


س / عم يدور كتاب "بؤس العالم"؟

يدور حول الأزمات الفكرية بشكل أساسى حول العالم، وبالطبع يجنح حول السياسة، ويناقش موضوعات بدأنا نقوم بتهمشها، فاالكاتب أعطى مساحة كبيرة للمهاجرين العرب فى أوروبا، وهى قضية بالغة الأهمية ويناقشها من خلال أوضاعهم الاجتماعية والثقافية وحواجز اللغة، والتعالى الاستعمارى الذى كنا نظن أنهم تجاوزه تماما، فنجد أن العنصرية موجودة بشكل قوى بالثقافة الأوروبية وممارسات الناس، فمثل هذه الأمور مازلت موجودة حتى الآن ولم يتم القضاء عليها، وتحتاج إلى وقت وجهد وكفاح كبير حتى يتخلص منها الغرب.
 

س / نوهت بأننا كنا نرى العالم الخارجى بشكل مختلف.. فما حقيقة الغرب من خلال إطلاعك الدائم؟

الغرب يعانى من قصور ومشاكل وأزمات مجتمعية وقيود كثيرة، ويجب أن نتوقف نحن كمثقفين أمام ظاهرة العنصرية التى تسود الغرب، وكيف تزال بهذه القوة داخل المجتمعات الأوربية التى عرفت الثورات الاشتراكية والتى طرحت قضايا المساواة والعدالة والإنسانية، وما استخلصته بصفة شخصية أنهم ليسوا أفضل منا بالدرجة التى كانت فى تصورنا وخيالنا.

 

س / يجب أن أتوقف مع التطور التكنولوجي الذى يشهده العام خلال الفترة الحالية مثل تقنية الذكاء الاصطناعى فنرى أن هناك أقاويل تذكر بأنه يمكن أن يتخذ أو يمتهن مهنة الكاتب الأدبى.. كيف ترى الكاتبة الكبيرة فريدة النقاش ذلك؟

لا أظن أبدًا أن تلك اللحظة سوف تأتى فى التاريخ الإنسانى، حتى الآن، ولا أحد يعلم فى المستقبل ما الذى يحدث؟، لكن لا يمكن ومن المستحيل أن يحل الذكاء الاصطناعى محل الإنسان، فليس هناك بديل للإنسان إطلاقا.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة