القرى النوبية تتحول لشواطئ مصيفية.. أبناء النوبة يحولون الركود لرواج ترفيهى.. ألعاب مائية ومشروبات بالجزر النيلية.. علامات تحذيرية لتجنب الغرق.. ومواطنون: بديلة للمحافظات الساحلية ونزهة "على قد الإيد".. صور

أسوان واحدة من المحافظات شديدة الحرارة خلال فصل الصيف، وحاجة المواطنين فيها للمصايف بات أمر ضرورى لا غنى عنه، وبمجرد دخول أشهر الصيف وانقضاء امتحانات نهاية العام، يذهب التفكير بعيدًا إلى أقصى الشمال حيث الإسكندرية ومطروح وغيرهما، أو أقصى الشرق حيث الغردقة ومرسى علم وغيرهما.

ومع أن أسوان قبلة سياحية خلال فصل الشتاء، نظرًا لطقسها الدافئ والمستقر فى معظم الأوقات، إلا أنها من الصعب تحمل طقسها خلال فصل الصيف، وتتوقف حركة السياحة فيها وتندر الحجوزات الفندقية والزيارات السياحية للمعالم والبيوت النوبية، ورغم ذلك لم يقف صانعى السياحة البيئة من أبناء النوبة مكتوفى الأيدى خلال فصل الصيف، وقرروا صناعة شواطئ نيلية تجذب المواطنين خلال تلك الفترة من الركود السياحى.

تحدث أبناء النوبة لـ"اليوم السابع"، عن تجربتهم فى إنشاء شواطئ على النيل تكون سياحية ترفيهية وآمنة بدلًا من السباحة العشوائية فى مياه النيل، مؤكدين: أن السباحة فى النيل قائمة منذ زمن وتتم بصورة عشوائية وتعرض أصحابها للمخاطر وكان معظم الذين يسبحون فى النيل هم من فئة الشباب ويصعب على الأسر التوجه إلى الجزر النيلية للسباحة قديمًا.

وأضافوا، أنهم فكروا فى تخصيص جزء من البيوت النوبية المطلة على النيل فى قرى غرب سهيل، كشواطئ تكون نزهة نيلية وسباحة فى نطاق معين ومحدد باستخدام أدوات وحبال تحذيرية لعدم تجاوزها والدخول فى المناطق العميقة من النيل، بجانب تخصيص مجموعة من الشباب كفرق إنقاذ فى هذه الشواطئ.

وأوضحوا، أن هذه الشواطئ ساعدت المواطنين كثيرًا فى تخفيف حرارة الشمس العالية والمعروفة بها محافظة أسوان خلال فصل الصيف، وساهمت هذه الشواطئ المحلية فى تقليل النفقات المادية للسفر إلى المحافظات الساحلية ويمكن للأسر الأسوانية قضاء يوم واحد فقط على شواطئ النيل والعودة إلى منزله فى آخر النهار وهو ما يصعب تحقيقه فى حال السفر إلى المحافظات البعيدة.

وأشاروا، إلى أن قرية غرب سهيل والقرى النوبية من المواقع السياحية المميزة ويقبل على زيارتها آلاف السائحين الأجانب والمصريين خلال فصل الشتاء، وقد يستعين البيت النوبى الواحد بعدد من العمالة التى تجيد التعامل مع السياحة سواء مترجمين أو طهاة أو سائقين أو غير ذلك من الخدمات السياحية المقدمة للزائرين، ولكن مع حلول فصل الصيف تبدأ البطالة تدب فى هذه المناطق نظرًا لركود الحركة السياحية وندرة الحجوزات الفندقية، فكان لابد من التفكير خارج الصندوق وإيجاد حلول بديلة لتوفير فرص عمل لهؤلاء العمالة الموسمية وتعويض حركة الركود السياحى.

وقالوا، إن الشواطئ الترفيهية على النيل حل بديل لتشغيل البيوت والفنادق النوبية خلال فصل الصيف، وتكون الأسعار بسيطة جدًا مقارنة بأسعار الشتاء خاصة وأن الزائرين فى هذه الفترة هم من أبناء أسوان نفسها، بجانب أن رسوم دخول الشواطئ النيلية رمزية جدًا وهناك مراعاة لبعض الأسر البسيطة، موضحًا أن هذه الشواطئ مزودة بألعاب ترفيهية مائية ولافتات إرشادية وشواطئ وكراسى وشماسى، بجانب استخدام هذه الأماكن خلال الفترة المسائية كافيهات لاستقبال الزوار خلال فترات المساء.

ومن جانبهم، عبر أهالى أسوان، عن سعادتهم بوجود مثل هذه الشواطئ التى تعد حل بديل للشواطئ الساحلية بالمحافظات البعيدة عن أسوان، كما أنها موفرة فى نفقات السفر وقضاء عدد من الأيام، كما أن مزودة بأدوات وألعاب ترفيهية مناسبة للأطفال والكبار، وهى بمثابة تخفيف لحدة الحرارة المرتفعة فى أسوان.

وقرية غرب سهيل، هى واحدة من القرى النوبية الناجحة التى استطاعت أن تلفت أنظار العالم من مختلف جنسياته للسياحة البيئية، ووضعوا الفلكلور والتراث النوبى طابعًا لجذب أنظار الأجانب والزائرين المحليين، وتستقبل القرية آلاف السائحين يوميًا خلال فصل الشتاء لقضاء وقت ممتع داخل البيوت النوية الملونة على ضفاف النيل والاستمتاع بتراث النوبة داخل هذه البيوت المبنية على شكل قباب وبداخلها مشغولات يدوية وحرف تراثية، ويعيش أهلها مع تماسيح حقيقية يربونها داخل البيوت فى أقفاص معينة، ويمكن تناول أطعمة ومشروبات على التراث النوبى المعروف، وتشمل القرى النوبية على جزر نيلية تحولت مؤخرًا إلى شواطئ نيلية ومنها "جزيرة بربر والتمساح وهيسا" وغيرهم.