توفيت الحاجة كاملة عبد السلام موسى، أكبر معمرة بمحافظة الشرقية عن عمر يناهز 134 سنة، بعد رحلة حياة طويلة تزوجت فيها 4 مرات، منها اثنتين من كبار عمد قرى بلبيس، وأنجبت مرة واحدة وتوفى نجلها الوحيد رضيعا.
وُلدت الحاجة كاملة عبد السلام بقرية سلمنت التابعة لمركز بلبيس، عام 1889، وتزوجت صغيرة من ابن عمها، وأنجبت منه طفلا توفي رضيعا قبل أن يكمل شهرا من عمره، لتكمل سنوات من عمرها تبحث عن الإنجاب، لتتزوج 3 مرات بعد نجل عمها، منها زواجها من الحاج محمد عبد الغفار عمدة منية سلمنت، الذي توفى بعد 5 سنوات من الزواج، لتتزوج بعده عمدة قرية بساتين الإسماعيلية، وهي القرية التي بها استراحة خاصة للملك فاروق، وقصور ومنشآت ما زالت موجودة وشاهدة على العهد الملكى.
ويؤكد رضا عبد الحليم حمزة مدير بنك، من أقارب الراحلة لـ"اليوم السابع"، أن ذاكرة الحاجة كاملة عبد السلام كانت فولاذية، رغم السن، فهي كانت تتذكر كل الأحداث، وبخاصة الفترة القديمة في العهد الملكي، وبعده ثورة يوليو، وكانت تحكي لنا قصصا ونوادر عاصرتها في هذا الوقت.
وأضاف أن الحاجة يعود ميلادها لسنة 1889، إلا أنها بعد أن كبرت في السن أجرت التسنين بالصحة وهو إجراء معتاد في ذلك الوقت لاستخراج شهادات ميلاد وأوراق تم قيدها في سجلات مواليد قبل 1910.
وأوضح أن القرية كلها كانت حزينة عليها لوفاتها، لأنها كانت سيدة حنونة وعطوفة، وحلوة اللسان وجميع الأهالي كانوا يعتبرونها جدة لهم، فدخولها أي بيت بمثابة بركة له، لذلك كنت وزوجتي نحرص علي استضافتها كل فترة بالأسابيع في منزلنا، وكذلك أحفاد أشقائها، الذين كانوا يتهافتون على استضافها، فهي كانت تقيم بين منزلها بالقرية، ومنزل حفيد شقيقها بقرية بستاتين الإسماعيلية.
وتابع أن الحاجة كاملة كانت بصحة جيدة والسمع والبصر والذاكرة إلى يوم وفاتها كانوا بحالة جيدة، لأنها كانت تحرص على روتين الأكل الخاص بها أن يكون صحيا وطبيعيا، بالسمن البلدي والجبن القريش والخبز الفلاحي وتناول الخضروات الطازجة، فمن أكلاتها المفضلة "فرك العيش" في السمن البلدي وغيرها من أكلات الريفية المعروفة.
وأكد أنها لم تمرض سوى ثلاثة أيام فقط، حيث قطعت الأكل والشرب فجأة وتم إحضار الأطباء لها وتقديم لها علاج اللازم، لكن لم تستجب وتوفيت في اليوم الثالث.
ويكمل الحاج لطفي علام، لـ"اليوم السابع" أن الحاجة كانت بركة القرية كلها، والجميع حزن عليها، وأقامت أسرتها عزاء وحضر كل الأهالي لتقديم الواجب، فهي كانت جدة لأهل البلد، الكل يحبها لأنها كانت عطوفة وطيبة القلب.
الحاجة كاملة عبد السلام
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة