بعد أسابيع طويلة فى انتظار الهجوم المضاد، الذى قالت أوكرانيا أنه يهدف إلى استعادة الأراضى التي سيطرت عليها روسيا منذ بدء الحرب منذ فبراير 2022، إلا أن المؤشرات الأولى تؤكد تعثر أو بطء شديد فى حدوث تقدم.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنه بعد خمسة أسابيع من بدء أوكرانيا الهجوم المضاد ضد القوات الروسية، فإن المقابلات مع القادة والجنود الذين يقاتلون على الجبهة تشير إلى تقدم بطئ فى ظل وجود مشكلة رئيسية تتمثل فى الألغام الأرضية.
فالحقول التي يجب على القوات الأوكرانية عبورها ممتلئة بعشرات من أنواع الألغام، المصنوعة من البلاستيك والمعدن، موضوعة فى شكل علب من التبغ الممضوغ أو عبوات المياه الغازية، تحمل أسماء مثل "الساحرة " أو ورقة شجر. وأعاق تقدم الجيش الأوكرانى غياب الدعم الجوى والشبكة العميقة من الهياكل الدفاعية التي بنتها روسيا. إلا أن الكمية الهائلة من الألغام والأسلاك الشائكة والخدع الشراكية والأجهزة المتفجرة البداية أدت إلى تقدم القوات الأوكرانية أميال قليلة فقط منذ بدء الهجوم.
ونقلت الصيفة عن أوكرانى ضمن وحدة أنقذت جنودا أصيبوا بسبب المتفجرات، إنه لا يستطيع تخيل شيء مثل هذا، وأنه كان يعتقد أن الألغام موضوعة فى صفوف، إلا أن الحقول كلها مليئة بها، فى كل مكان.
وتقول نيويورك تايمز أن الألغام طالما كانت طابعا للحرب الروسية، استخدمت بشكل مكثف فى أفغانستان والشيشان، وفى مراحل سابقة من القتال فى أوكرانيا منذ عام 2014. إلا أن حقول الألغام الموجودة فى جنوب أوكرانيا شاسعة ومعقدة، وتتجاوز ما كان معروفا من قبل بحسب ما قال جنود دخلوا تلك الحقول. كما أن أوكرانيا استخدمت أيضا متفجرات قاتلة بكميات كبيرة لوقف تقدم روسيا.
وأوضح الميجور ماكسيم بريفيازنوفيك، خبير الألغام الاوكرانى الذى يتسلل إلى الحقول ليلا قبل المشاة، إنه من أجل إزالة الألغام، ينبغي أن يكون لديك حافز وعقل هادئ، فهو عمل صعب مثل الجراح، لكن فى نفس الوقت، تنتشر المتفجرات حولك من المدفعية فى المعركة.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة واشنطن بوست إن فترة الإعداد الطويل للهجوم المضاد، والتي بدأت قبل حوالى شهر عبر قطاعات عديدة فى ساحة المعركة شرق وجنوب أوكرانيا، قد منحت الروس وقتا للاستعداد. فمناطق تتراوح عمقها بين 3 و10 أميا أمام المعاقل الأساسية لروس تم زراعتها بشكل مكثف بالألغام المضادة للدبابات والأفراد والأسلاك الشائكة، وكانت هذه الدفاعات قادرة على وقف التقدم الأوكرانى.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن معاناة أوكرانيا بسبب حقول الألغام قد كشف عن نقاط الضعف الخاصة بحاملات الأفراد والدبابات، خاصة عربات برادلى القتالية أمريكية الصنع ودبابات ليوبارد الألمانية، والتي أشاد بها المسئولون باعتبارها أساسية لأوكرانيا من أجل استعادة الأرض التي سيطر عليها الروس.
ورغم أن العربات حظت بالإشادة من الجنود، حيث أنه حتى بعد إصابتها بالألغام أصيب الجنود الموجودين بداخلها بإصابات بسيطة، إلا أنها لم تستع اختراق دفاعات روسيا وحدها.
وقال قادة أوكرانيون إن هناك حاجة للطائرات القتالية مثل إف 16 أمريكية الصنع، وغيرها من الأنظمة من أجل تقديم دعم أفضل للعمليات البرية، مضيفا أن أوكرانيا تستخدم أنظمة إزالة الألغام التي قدمتها الولايات المتحدة، إلا أنها تتدمر أيضا.
وقال وزير الدفاع والقادة العسكريين الأوكرانيين للصحيفة إنهم أبلغوا نظرائهم الغربيين بحاجتهم الملحة لمزيد من أنظمة غزالة الألغام، وقامت أوكرانيا بإعادة بعض الألوية والأسلحة الغربية المعدة للهجوم مع محاولتها التسلل فى حقوق الألغام.
ويشير القادة الأوكرانيين إلى ان الألغام واحدة من المشكلات التي تؤثر بالتأكيد على وتيرة الهجوم، وهذه مشكلة كبيرة، ويمكن حلها سريعا، والجنرال مارك ميلى، رئيس الأركان الأمريكي، يعرف كيفية حلها، لكن السؤال هو ما إذا كان سيساعد فى هذا.
وقال المسئولون الأمريكيون أنهم قدموا لأوكرانيا كل أنواع المعدات التي طلبتها تقريبا قبل الهجوم المضاد. وحذر المسئولون من أنه ليس من الممكن دائما توفير الكميات التي تطلبها أوكرانيا، لكنه قالوا إنه فيما يتعلق بأنظمة غزالة الألغام MICLIC، فإن واشنطن تعمل قريبا على توفير المزيد ليس فقط النظام، وإنها البطاريات التي يستخدمها لتفجير صف طويل من الألغام.
وفى نفس السياق، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" في مقال نشرته، أن القوات الأوكرانية خسرت 20% من أسلحتها الهجومية خلال أول أسبوعين من شن الهجوم المضاد.
وأوضحت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين، أن الدفاعات الروسية دمرت 20% من أسلحة قوات كييف في مختلف الجبهات، خلال أول أسبوعين من الهجوم الأوكراني المضاد.
وأشارت إلى أن "هذا العدد يشمل بعض المركبات القتالية الغربية القوية "المثيرة للإعجاب"، كالدبابات وناقلات الجنود المدرعة، التي اعتمدت عليها قوات كييف في قتال القوات الروسية".
ووفقا لمصادر الصحيفة "انخفض معدل خسائر قوات كييف في المعدات العسكرية خلال الأسابيع التالية إلى 10%، جراء تباطؤ سير العمليات العسكرية الأوكرانية في إطار الهجوم المضاد".
وأفاد أحد جنود القوات الأوكرانية، الذي قدم نفسه للصحفيين باسم إيغور، بأن إحدى المسيرات التابعة لوحدته وثقت تدمير عشرات الآليات الغربية في ساحة المعركة نتيجة القصف المدفعي الروسي، مشيرا إلى اختراقها كلها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة