تحتفل الأمة العربية والإسلامية بعيد الأضحى المبارك وهى المناسبة التي يحتفى بها عدد كبير من المسلمين بالحرص على ذبح الأضاحي والاحتفاء بالعيد وفق عادات وتقاليد متباينة بين شعوب المنطقة التي يجمعها عامل اللغة والدين والجغرافيا، إلا أن هذا العيد يأتي في ظروف دقيقة تشهدها دول العالم من صراعات سياسية وعسكرية أدت لتفاقم الأزمة الاقتصادية وأثرت بشكل كبير على كافة دول العالم خاصة النامية منها.
واستطاعت كل دولة عربية وإسلامية أن يكون لنا نكهة خاصة واحتفالات تعكس طبيعة البيئة التي يعيش بها المسلمين والعرب، ما يعطي مذاق وطابع خاص لعيد الأضحى الذى يشبه حالة فلكلورية تزين شوارع العرب والمسلمين في مناخ شديد الخصوصية.
العيد فى السعودية
تعد الأضحية هي البطل الرئيسي في الاحتفال بعيد الأضحى المبارك داخل المملكة العربية السعودية، وتحرص كافة الأسر في المملكة على طقوس الذبح التي تتمثل في حضور كافة أفراد الأسرة احتفاء بذبح الأضحية لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، وتكون السيدة السعودية حاضرة في هذه الاحتفالات التي تحرص على إعداد موائد طعام ضخمة لكافة أفراد الأسرة الذين يتسامرون ويتجمعون في أول أيام العيد.
تحرص السيدة السعودية على إعداد وجبة الإفطار في أول أيام عيد الأضحى المبارك ويطلق عليها "الخميس" وتتكون من بعض قطع اللحم والكبد والقلب، بالإضافة إلى وجبة "الكبسة" التي تعد أشهر الأطباق الشعبية في المملكة، وتجهز السيدات السعوديات هدايا العيد للأطفال استعدادا للاحتفال على نغم الألحان والأغاني الشعبية السعودية وهي الاحتفالات التي تنظمها أمانات وبلديات المناطق بالمملكة.
حج وأضحية .. احتفالات عيد الاضحى فى السعودية
عيد الأضحى في الإمارات
تكون احتفالات العيد في دولة الإمارات العربية المتحدة أشبه لباقي دول مجلس التعاون من حيث الاحتفاء بذبح الأضاحي وتجمع الأسر التي تحرص على الالتفاف حول ما يسمى بـ"والة العيد"، وهي المائدة الرئيسة التي يتم إعدادها خصيصًا لاستقبال عيد الأضحى المبارك، وتضم مجموعة منوعة من الأكلات والحلويات الشعبية الإماراتية، كالهريس، والعريس، والأرز مع اللحم، والخبيص.
أما ذبح الأضاحي في دولة الإمارات فيكون له طقوس خاصة بحيث يجتمع أفراد العائلة لحضور ذبح الأضاحي ويردد الرجال عند إخراج ما يطلقون عليها "الوخيفة" أي الذبائح "طلع يطرّب ويهه مغرّب" أو "عيد العود شايبهم كله من قرايبهم".
عقب الانتهاء من ذبح الأضاحي تبدأ الاحتفالات المبهجة في شوارع دولة الإمارات وتشمل عدة احتفالات إلى جانب حفلات غنائية وبرامج ترفيهية عائلية وكذلك أنشطة لكافة الأطفال المقيمين في البلاد.
احتفالات الشعب الإماراتي بعيد الأضحى المبارك
احتفالات الكويت بعيد الأضحى المبارك
تشهد حركة بيع وشراء الأضاحي إقبالا كبيرا من قبل المواطنين الكويتيين الذين يحرصون سنويا على شراء الأضاحي لذبحها في العيد، وتتمسك العائلات الكويتية بعادات وتقاليد قديمة تتمثل في اجتماع العائلة، وافتتاح الديوانيات لاستقبال المهنئين بعيد الأضحى.
ويفتح أصحاب الديوانيات في الكويت أبوابهم بتجهيز ما يسمى بـ"ريوق العيد" التي تتكون من العيش ومرق اللحم والخضار، ليتم دعوة أبناء ورجال الحي السكني الواحد لتناول الطعام في الشوارع تعبيرا عن فرحتهم بالعيد، ويبدأ الكويتون في الذهاب لمختلف أماكن الترفيه والحدائق والمتنزهات للاحتفال بالعيد وحضور الحفلات الغنائية ليلا.
احتفالات بحرينية متميزة في العيد
يؤدي أبناء الشعب البحريني صلاة عيد الأضحى في المساجد والساحات المخصصة لها ويتبادلون التهاني قبل ذبح الأضحية التي تعد أحد أهم طقوس الاحتفال بالعيد نظرا لأنها بلد زراعي يكون فيها وفرة من الماشية، ويتبع الشارع البحريني عادات وتقاليد متوارثة منذ الأجداد وتحديدا تقليد "الحيه بيه" المتوارث من أجدادهم، يصنع الأطفال قبل عيد الأضحى حصيرة صغيرة من سعف النخيل ويوزعون بداخلها الحبوب مثل القمح، وليلة وقوف حجاج بيت الله الحرام على جبل عرفات يتزين الأطفال بالزي التراثي ويتوجهون مع أهاليهم إلى أقرب ساحل بحر، ويلقون بـ"الحيه بيه" فيه، وترمز هذه الطقوس التراثية للتضحية بأجمل ما لدى الأبناء لآبائهم، غني الأطفال الأهازيج التقليدية المرتبطة بالحج وعيد الأضحى.
"هبطة العيد" .. عادة عمانية في العيد
تعد "هبطة العيد" من أهم التقاليد التي يتمسك بها أبناء الشعب العماني بنزولهم إلى الأسواق الشعبية بأعداد كبيرة لشراء كافة احتياجاتهم استعدادا للعيد وذلك شراء الأضاحي التي يجلبها الباعة إلى السوق قبل الأعياد بأيام قليلة.
وتخصص العديد من البلديات العمانية أماكن عامة لهذه الفعاليات، منها ما هو مخصص لبيع المواشي، ومنها مواقع لبيع مستلزمات العيد والوجبات الشعبية، وغيرها من احتياجات الأسر العمانية في أيام العيد.
هبطة العيد في سلطنة عمان
"قلوب صافية وتسامح" .. عادات يمنية في العيد
من أهم الأشياء التي تميز الشعب اليمني دون غيره في الأعياد هو حرصه على التسامح والمحبة بين أبناء الشعب الواحد، فلا مكان لخلاف أو مشاحنة، الجميع يصافح بعضهم البعض بحفاوة وسعادة بالغة.
الشعب اليمني الذي يتميز بالطيبة والبساطة يكون حريص على تجمع العائلة في احتفالات الأعياد للمصافحة والشروع في طقوس ذبح الأضحية التي يشوبها أيضا توزيع حلوى العيد "جعالة العيد" على الأطفال حتى تنتهي عملية الذبح، وينطلق الشباب بعد ذبح الأضاحي إلى الساحات والأسواق احتفاء بعيد الأضحى، وتشهد التجمعات شباب وفرق شعبية تحرص على أداء الرقص بالخناجر، وتظل رقصة "الدراج" أكثر ما يميز رقصات العيد.
جعالة العيد في اليمن احتفالا بعيد الأضحى
شمال افريقيا .. عيد أضحى بمذاق خاص
طقوس الاحتفال بعيد الأضحى المبارك تختلف عن باقي دول شمال افريقيا حيث تبدأ الاحتفالات بذبح ملك المغرب محمد السادس أضحيتين وذلك في تقليد روتيني في كل عيد الأضحى، حيث يذبح أضحية عنه وأضحية عن الأمة.
يتوجه أبناء الشعب المغربي لصلاة العيد مرتدين زي العيد المزركش وهو الزي الذي يحتفي به جموع المغاربة في الأعياد، ثم يتوجهون المجازر لذبح الأضاحي والتوجه بعدها مباشرة للساحات للاحتفال بالعيد، تبدأ السيدات المغربيات في إعداد أشهى الأكلات في المطبخ المغربي وتتنوع الوجبات بين أطباق مختلفة منها شرائح اللحم المجففة تحت أشعة الشمس "القديد" والذي يتناوله المغاربة مع الشاي المغربي.
ما يميز عيد الأضحى المبارك في الشارع المغربي "الوجلود" أو "السبع بو البطاين" حيث يقوم شخص ما بارتداء جلود الماعز أو الخراف، ويغطي وجهه بالأقنعة الملونة، ثم ينضم إلى مجموعات آخري صغيرة تقوم بنفس الأمر، ويبدأ بعدها الطواف في المدينة على أنغام الطبول وأغاني العيد.
احتفال بوجلود في شوارع المغرب
"شريط ملون" لتزيين الأضاحي في تونس
يحرص التونسيون مثل الشعوب العربية والإسلامية على الاحتفاء بأضحية العيد قبل أيام، وذلك باقتناء الأضاحي وتوفير كل ما تحتاجه عملية الذبح والطهي من أدواء شواء وتوابل وحتى المشروبات والعصائر، وذلك وسط حرص شديد على إشراك الأطفال في هذه الطقوس بتصميم الأسواق التونسية لأشكال مصغرة من الشوايات وأواني المطبخ.
يتوجه التونسيون في أول أيام عيد الأضحى المبارك إلى الساحات والمساجد الكبيرة لأداء صلاة العيد وتبادل التهاني، ويتم إشعال البخور في كل المنازل التي تسعى لبعث روائح طيبة وعطرة على أنغام أغاني العيد التي يكون التراث الشعبي التونسي حاضرا فيها.
ومن العادات التي تحرص شريحة من التونسيين على التمسك بها وهي تزيين أضحية العيد، حيث يجتمع صبية الحي الواحد ممسكين بالخراف المزينة بالأشرطة الملونة متباهين بجمال الأضحية وكبرها وخصوصا قرونها الضخمة.
وفور انتهاء أبناء الشعب التونسي من عملية ذبح الأضاحي تبدأ الفعاليات الرئيسية في التفاعل بين أبناء العائلة والحي الواحد للاحتفاء ببهجة العيد وسط حالة من السعادة في صفوف الأسر.
"عصبان وقريش" .. أشهر الأطعمة على المائدة الليبية
يعد الشعب الليبي أحد أبرز الشعوب المتواجدة في منطقة شمال افريقيا تمسكا بالعادات والتقاليد القديمة المتوارثة عن أجدادهم الذين حرصوا على نقل عاداتهم لأبناء القبائل، وتستعد الأسر الليبية لعيد الأضحى بعدة أيام والشروع في ذبح الأضاحي عقب صلاة عيد الأضحى والإفطار على "الكبدة" و"تقطيع اللحم" والطهي على البخار، والحرص على تناول لحوم الأضحية على الغداء بعد الشوي.
"القريش" وهو تجفيف اللحم لمدة 3 أيام في الشمس أحد أبرز الطقوس التي يحرص عليها الشعب الليبي قبل تناول لحوم الأضحية، ولا تتمكن السيدات الليبيات خلال أيام عيد الأضحى من الخروج من المنزل لانشغالهن بتجهيز أصناف اللحم، بينما الرجال يخرجون بعد الغداء لزيارة الأقارب والجيران.
العصبان إحدى الأكلات الرئيسية في ليبيا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة