افتتح الأستاذ الدكتور شريف درويش اللبان، رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، فعاليات الجلسة الثالثة عشر، في إطار فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر الإعلامي الدولي في دورته الـ 29، وذلك تحت عنوان "خطاب الكراهية في المحتوى الإعلامي الرقمي وأساليب مواجهته.
وأكد اللبان، أن مسألة خطاب الكراهية أصبحت من الموضوعات ذات الأهمية بالأمن المجتمعي، مشيرًا إلى انحراف السوشيال ميديا عن مهمتها كوسيلة إعلامية لتصبح عامل هدم، وذلك بكونها السبب الرئيسي في هدم العلاقات بين الأسر والأفراد، إلى جانب كونها اداة لاستقطاب الآراء، وذلك في ضوء نظرية الاستقطاب السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وبالتالي أصبح التغيير الجماعي موجه، وأوضح أن وسائل التواصل الاجتماعي لا تستخدم بهذا السوء سوى في منتطقتنا العربية، لذا فنحن بحاجة إلى ترشيد الاستهلاك التكنولوجي.
من جانبها تناولت الدكتورة إيمان عبد المنعم، مدرس الصحافة بكلية الإعلام جامعة سيناء، عرض موضوعها البحثي، والذي يدور حول دور الصفحات الإلكترونية المصرية في دحض الشائعات في أوقات الأزمات، وذلك لما يجده المؤثرون في وسائل التواصل الاجتماعي من أرض خصبة لشن الحملات الممنهجة لنشر الشائعات، وهدفت الدراسة إلى رصد وتحليل منهجية الصفحات المصرية مع الشائعات والأخبار المزيفة، وكيفية التعامل مع الأزمات العالمية مثل أزمة كورونا، واستخدامها في التأثير على الرأي المصري، مؤكدة على غياب المسؤولية الاجتماعية والدور الرقابي للإعلام في متابعة المحتوى الإعلامي المقدم.
لتستكمل الدكتورة هالة فوزي الألفي، مدرس الإعلام بكلية الآداب جامعة المنصورة، فعاليات الجلسة بعرض موضوعها البحثي الذي تبلور موضوعه عن مناقشة صناعة المحتوى الإعلامي الرقمي وعلاقته بأطر التحريض الإعلامي، حيث أكدت على ظهور هذا الخطاب مع بداية ظهور ترامب، وذلك بشيوع مصطلحات التحريض الإعلامي، كما أوضحت مدى التأثير الذي تحدثه أطر التحريض الإعلامية المستخدمة عند تناول القضايا المجتمعية، إلى جانب استخدامها للاستمالات العاطفية والمنطقية وذلك للتأثير في رأي المواطنين، واستشهدت في عرضها بالكثير من القضايا كأزمة سد النهضة الإثيوبي، أزمة الغذاء، انقلاب قطار البضائع في محافظة الشرقية وغيرها، وكيفية تناولها للتضليل والتأثير على آراء المواطنين.
كما ناقشت الدكتورة حنان الشبيني، مدرس بكلية الإعلام، جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، دراستها بشأن البنى القانونية والقواعد التنظيمية للتعامل مع خطاب الكراهية في المحتوى الإعلامي الرقمي في مصر، حيث أوضحت أنه بالرغم من أن ظهور الثورة المعلوماتية والتكنولوجية ساهم في تحويل الملتقي من السلبي إلى إيجابي، إلا أنه نتج عنها بروز مشكلات أخلاقية نتيجة التدفق الحر للمعلومات وغياب دور حارس البوابة، ووجهت توصيات بضرورة التعامل مع تلك الوسيلة العابرة للقارات؛ فضلًا عن عدم اعترافها بقوانين أخلاقيات، إلى جانب شيوع حالة من الإنفلات في الإعلام الرقمي، نتيجة غياب الأطر التشريعية والقانونية.
وعرضت الدكتورة ياسمين أسامة، الأستاذ مساعد بكلية الإعلام جامعة MSA، في بحثها كيفية مواجهة خطاب الكراهية عبر التدريبات الرقمية، وذلك بتطوير الأسلوب المستخدم في تناول المحتوى الرقمي، والاستجابات القانونية والاستجابات الأخرى الخاصة بالجمهور وصناعة المحتوى، وأكدت على ضرورة تحديد خصائص الجمهور المتلقي، كي يتم تحديد المحتوى الأنسب لهم بشكل سليم، وذلك بالاعتماد على الفيديوهات والمحتوى التفاعلي الموجه.
وانتقلت الكلمة إلى الأستاذ الدكتور محمد محمود المرسي، رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون السابق، والذي أشاد بمدى ارتباط البحوث المعروضة بموضوع الجلسة النقاشية، وأوضح أن المحتوى الرقمي هو حديث الساعة وبخاصة أن خطاب الكراهية أصبح منتشرا بشكل واسع، في ظل الانفتاح التكنولوجي المتسارع على الإنترنت، وليس فقط من جهات معلومة؛ إنما تظل الكارثة الأكبر تأتي من كتائب ممولة ومجهولة المصدر، ممن لا نستطيع الوصول إليهم ومساءلتهم، فعدم التعريف الدقيق لخطاب الكراهية قد يؤدي إلى تعرض عدد كبير للمسائلة قانونية دون أن يكونوا قد تعرضوا للتعريف الصيحيح، مشيرًا إلى وجود حدود فاصلة بين خطاب الكراهية وبين عرض الحقائق، فمن الممكن أن يتناول خطاب الكراهية عرض حقائق من شأنها أن تؤدي إلى ازدراء شخص معين، كما نوه إلى ضرورة تنمية وعي المستهلكين، وكيفية التعامل مع الوسائل التكنولوجية الحديثة بالتحقق من مصداقية وصحة المعلومات المتناولة في المحتوى المقرر.
وعقب الأستاذ الدكتور شريف درويش اللبان، بضرورة وضع مقرر للتربية الإعلامية في الصف الأول الثانوي، لتأهيل الطلاب وتوعيتهم بهذا الأمر وكيفية معرفة ومواجهة خطابات الكراهية، مؤكدًا أن الشائعات لا يتم تناولها بشكل تكنولوجي، وأنه من المفترض تتبع الشائعات بشكل دقيق في كافة وسائل الإعلام الرقمية وغير الرقمية، كي لا يُترك الخطاب الإعلامي لخطابات كراهية وتحريض وخدش للحياء.
واختتم الأستاذ الدكتور طارق فتح الله، مدرس العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة، فعاليات الجلسة بتوضيح إشكالية وضع خطاب جامع مانع لخطاب الكراهية، وكيفية مواجته عبر وسائل السوشيال ميديا مع أخذه في الفضاء الرقمي، هذا ما يوضح أهمية وضع تعريف محدد لخطاب الكراهية، موضحًا أن السوشيال ميديا تعد أداء يمكن أن أحسن أو أُسيء استخدامها، مؤكدًا أن خطاب الكراهية يمكن أن يقوض مجتمع كامل ويعرقل تقدمه.
فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر الإعلامي الدولي
فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر الإعلامي الدولي
فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر الإعلامي الدولي
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة