فى الموقف الدولى بوادى كركر التى تبعد عن مدينة أسوان نحو 20 كيلو مترا فى الاتجاه الجنوبى، تجد الأتوبيسات اصطفت داخله بعد رحلة سفر طويلة قادمة من دولة السودان الشقيق متخذة الطرق البرية الدولية بأرقين وقسطل على الحدود المصرية السودانية جنوب مصر.
ومع تزايد هذه الأتوبيسات السودانية خلال الفترة الأخيرة بسبب الأحداث الأخيرة الواقعة فى الخرطوم، بدأت معها إعداد المواطنين السودانيين فى التزايد بعد نزوح الآلاف منهم إلى مصر عبر بوابتها الجنوبية محافظة أسوان.
وداخل الموقف، يوجد العم سيد وعدد من الشباب المتطوعين معه، يبادرون باستضافة الأسر السودانية التى تحتاج إلى مكان تأوى إليه مؤقتًا لأخذ قسط من الراحة بعد رحلة عناء وسفر فى ظروف صعبة مرت بها دولة السودان الشقيق، ليجدوا الشباب المصرى فى استقبالهم والترحيب بهم وتقديم المساندة والدعم لهم فى أول محطة وصول لهم بعد عبور المنافذ الحدودية البرية بين البلدين.
يمد العم سيد، يديه وبها صينية عليها الأكل والشرب ويقدمه للضيوف من الجنسيات السودانية ويقوم رفقاؤه بالعمل مثل ذلك، ثم يقوم ليجهز فراشًا ومكان ليستريح فيه القادمون من السفر الطويل عبر الطرق البرية الرابطة بين مصر والسودان وتستغرق نحو 13 ساعة للسفر بين البلدين، دون كلل أو ملل مما يفعلوه ويعتبرونه ثواب ودعم للأشقاء فى محنتهم الحالية.
تحدث سيد أحمد سليمان، من قرية دابود بمحافظة أسوان، والشهير بـ"عم سيد"، لـ"اليوم السابع"، قائلًا: منذ 4 سنوات واعتدنا أن نقيم مبادرة بين شباب العاملين فى موقف كركر البرى الخاص بالسودانيين، لتجهيز الإفطار الجماعى خلال شهر رمضان المبارك، والحمد لله مستمرين عليها ونسأل الله القبول".
وتابع سيد، المواطن النوبى، أنه مع بداية الأزمة السودانية واندلاع الأحداث فى الخرطوم، ونزوح آلاف المواطنين السودانيين إلى أسوان نظرًا لتعطل باقى فرص الهجرة من بلادهم واقتصارها على الطرق البرية مع مصر فقط، فكر الشباب فى موقف كركر الدولى وخاصة أنه أول محطة وصول للمسافرين السودانيين بعد دخولهم المنافذ الحدودية، فى عمل مبادرة لاحتواء النازحين خاصة ممن لا تسمح ظروفهم الاقتصادية بالسفر والتنقل بين مدن جمهورية مصر العربية.
وأشار إلى أنهم نجحوا فى أن يتجمع حولهم عدد كبير من السودانيين وبدؤا فى إعداد وجبات لهم ولأسرهم ومرافقيهم، بجانب إعداد مشروبات ومنها مشروب الجبنة السودانية، بجانب حفظ أمتعة وحقائب المسافرين أثناء عودتهم من السفر، ومنع استغلال سائقى الميكروباص لهم والتصدى لمحاولات رفع الأجرة التى وصلت إلى 70 جنيهًا للفرد وهى فى الأساس 10 جنيهات فقط للفرد.
وعلق قائلًا: "دائمًا ما نوعى المصريين بأن هؤلاء أخواتنا وأشقائنا ولابد أن نقف معهم فى محنتهم، وهم فروا بأنفسهم وأرواحهم من الموت هربًا من الأحداث الجارية، ولجئوا إلى مصر وأول محطاتها أسوان، ونحن لو مكانهم لا قدر الله سيحملونا فوق أعناقهم، وهم أهلنا وتربطنا بهم علاقات قرابة ونسب، ونحن أول البلاد وأقربها للسودان، وإحنا قلب واحد، من أيام الملك فاروق عندما كانت مصر والسودان دولة واحدة.
وأوضح سيد الدابودى، أنهم فتحوا مكان فى الموقف بالتنسيق مع محافظة أسوان، والمكان عبارة عن استراحة "قعدة عربى" ومطبخ لتوفير الوجبات واستراحة للمبيت، مؤكدًا أنهم يتبادلون مع أشقائهم السودانيين الظروف الحالية، وعلق قائلًا: "اللى فى جيبنا فى جيبهم"، واستطرد قائلًا: أتمنى تعميم مثل هذه المبادرات بجميع المحافظات وليس أسوان وحدها.
نادية جودة مواطنة من السودان، أضافت للحديث قائلةً: "المصريين جدعان معنا وما قصروا، مشيرة إلى أنها مكثت فى هذا المكان لنحو 14 يومًا مع باقى السودانيين، لافتةً إلى أنها تعمل بالأساس فى التجارة بين البلدين وعندما كانت تأتى ببضاعتها من السودان كانت تحتفظ بها لدى العم سيد لأنه أمين هو وأشقاءه المصريين الذين يسعون لتوفير الطعام ومستلزمات الحياة للنازحين بدون مقابل ومحاولة إغناء الناس عن السؤال فى ظروفهم الحالية".
فى المقابل، أكد اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، أنه تم تكليف الجهات التنفيذية بتهيئة الأجواء وتوفير كافة الإمكانيات بالموقف البرى الدولى بكركر لتقديم أوجه الدعم والمساندة لجهود الدولة المصرية فى احتواء تداعيات الأحداث الجارية بدولة السودان، حيث تتم المتابعة دقيقة بدقيقة لأى مستجدات للتدخل الفورى معها بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية، مشيرًا إلى أن غرفة العمليات الرئيسية بإشراف من المحافظ شخصيًا تقوم بالمتابعة اللحظية للحد من أى محاولات لاستغلال الوافدين داخل الموقف الدولى بكركر بالتنسيق مع مسئولى المرور والمواقف والمختصين، وبالتوازى تم توفير مطبخ كامل بجميع التجهيزات لتقديم وجبات ساخنة وخفيفة للأخوة الأشقاء من السودانيين والمصريين وكافة الجنسيات، فضلًا عن توفير 8 محلات، وكافتيريا ومطعم لتقديم الخدمات المختلفة، وأيضًا تجهيز خزان من المياه المثلجة سعة 2000 لتر.
وأوضح اللواء أشرف عطية، أنه يتكامل مع ذلك تكليف مسئولى الصحة بتوفير عيادة متنقلة داخل الموقف الدولى، بجانب قيام فريق الملاريا وناقلات الأمراض بتنفيذ حملات تعقيم وتطهير بالموقف، مع القيام بالرش بجهاز الضباب فى الفترة المسائية، وتوفير أكثر من 20 سلات لجمع القمامة والمخلفات وتوزيعها بكافة أرجاء الموقف وأماكن الانتظار.
تجهيز-وجبات--(1)
تجهيز-وجبات--(2)
تجهيز-وجبات--(3)
سيدة-سودانية
صحفى-اليوم-السابع-فى-موقف-كركر
موقف-كركر-الدولى-(1)
موقف-كركر-الدولى-(2)
موقف-كركر-الدولى-(3)
موقف-كركر-الدولى-(4)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة