اختتمت فى مدينة ليبزج الألمانية أعمال المنتدى العالمى للنقل 2023 بمشاركة أكثر من ألف مشارك من الوزراء و قادة الأعمال الدوليين وكبار الباحثين والمجتمع المدنى، فضلا عن السلطات المحلية والإقليمية، لمناقشة الاتجاهات والتحديات التي تشكل النقل والتنقل في جميع أنحاء العالم وتبادل وجهات النظر حول دور النقل كمحفز للنمو الاقتصادى مع دفع الاستدامة البيئية والاجتماعية.
ومثلت قارة أفريقيا في المنتدى الدكتورة أماني أبو زيد مفوض البنية التحتية و الطاقة و الرقمنة بالاتحاد الأفريقي حيث القت الكلمة الرئيسية في افتتاح المؤتمر الوزاري حول موضوع "النقل وتغير المناخ: انطلاقاً من مؤتمر متعدد الأطراف COP27".
وسلطت الدكتورة أمانى أبوزيد الضوء على خطوات الاتحاد الأفريقي لبناء قطاع نقل شامل و مستدام ومرن ومنزوع الكربون في القارة الأفريقية ، و ذكرت الوزراء الحاضرين بأن أفريقيا هي الأكثر تضررا بالكوارث المناخية رغم اسهام القارة القليل في الانبعاثات، و عليه فإن قضايا المناخ في القارة هي قضايا مصيرية و يتم التعامل معها بمنتهى الجدية و الطموح في الاتحاد الافريقي.
و قالت المفوضة "أفريقيا في وضع يمكنها من لعب دور مهم في صناعة النقل ولديها القدرة على أخذ زمام المبادرة في إزالة الكربون في قطاع النقل، وهذا هو السبب في أن الاتحاد الأفريقي يتبع نهجا تطلعياً عندما يتعلق الأمر بتطوير القطاع." و أضافت أن العالم يحتاج الى مواصلة الجهود المبذولة لبناء المرونة والاستدامة و تشجيع نظم و أساليب النقل التي يمكنها الدفع بالتنمية وتوسيع الفرص للأسواق الجديدة. علاوة على ذلك، دعت إلى اعتماد خيارات السياسة العامة التي تهدف إلى تحقيق نتائج ملموسة.
و قالت "هدفنا بحلول عام 2030، هو أن 100٪ من المركبات الجديدة والمستعملة في أفريقيا يجب أن تفي بمستويات عالية من معايير الجودة للسلامة وحماية البيئة." واضافت " يسعدني الإبلاغ عن أن العديد من الدول الأفريقية قد منعت دخول السيارات المستعملة اليها و ندعو كل الدول في القارة و كل مصنعي وسائل النقل الحرص على ان المركبات التي تدخل الاسواق في افريقيا تتمتع بأعلى مستويات الأمان و وفر الوقود و ايضا وضع السياسات لتحفيز استخدام السيارات الهجينة والكهربائية بأسعار معقولة نسبيا ".
كما اهتمت مفوضة الاتحاد الافريقي في كلمتها امام المنتدى العالمي بوسائل النقل الجماعي في المدن و أهمية تطوير السكك الحديدة في القارة كمحركات رئيسية لربط القارة و تشجيع نقل المواطنين والبضائع.
و كانت قد تزامنت الجلسة الوزارية مع الذكرى الستين لإنشاء منظمة الوحدة الأفريقية التي أصبحت فيما بعد الاتحاد الأفريقي، حيث أشادت المفوضة الدكتورة أماني أبو زيد - صوت افريقيا في المنتدى العالمي - بالطموحات السامية للآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية/الاتحاد الأفريقي الذين قاتلوا من أجل تحرير أفريقيا من الاستعمار و السعي نحو الوحدة والتضامن بين شعوبها، و يسير الاتحاد الأفريقي بموجب مخططه الإنمائي الطموح الاستراتيجية 2063 نحو زيادة التعاون والتكامل بين الدول الأفريقية لدفع النمو والتنمية الاقتصادية في أفريقيا، و لذا فإن قطاع النقل أمر بالغ الأهمية لتحقيق تطلعات الاسترايجية الافريقية لأنه "التعبير المادي عن التكامل الأفريقي وممكن رئيسي لحرية حركة السلع وخدمات الناس".
وتحدثت الدكتور أبو زيد أيضا عن تحقيق توازن بين تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية وحماية البيئة من خلال وضع أطر سياسات تمكينية وأطر تنفيذ، و يعد الدافع وراء بدائل السياسة العامة التي تؤدي إلى إزالة الكربون من قطاع النقل عنصرا حاسما في تلبية احتياجات التنقل وخفض الانبعاثات. كنقطة انطلاق، تكون التحسينات في تقنيات السكك الحديدية والسيارات الكهربائية إلى جانب انخفاض اعداد السيارات الخاصة لصالح شبكات نقل حضري شاملة و مستدامة.
وقالت الدكتورة أماني أبو زيد "نحن نشجع التحول إلى النقل الجماعي و النقل بالسكك الحديدية الذي يقلل من التكاليف ويخفف من الازدحام مع تعزيز التنقل الشامل وبأسعار معقولة." من شأن ذلك أن يساعد أيضا مساعي التكيف مع تغير المناخ. لقد حان الوقت للاعتراف بأن الاستثمار في النقل الحضري والسكك الحديدية في أفريقيا هو استثمار أخضر".
و بينت ان توفر الموارد الضخمة بافريقيا للطاقات المتجددة سواء كانت الضخمة للطاقة الشمسية أو طاقة الرياح اوالطاقة الحرارية الأرضية ا والطاقة الكهرومائية بالإضافة إلى احتياطياتها المعدنية كلها تضع القارة في قلب عملية التحول للطاقة النظيفة في العالم .
و أضافت "نحن مصممون على جعل مواردنا تعمل من أجلنا ليس كلاعبين سلبيين أو مصدرين للمواد الخام ولكن من خلال توطين سلاسل القيمة والاستثمار في مشاريع إقليمية وقارية ضخمة للطاقة المتجددة".
وأثنت مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي على انتهاج القارة الصناعات الخضراء ، مشيره إلي أن 6 بلدان أفريقية اصبحت منتجة للهيدروجين الأخضر، و4 دول افريقية في طريقها لإنتاج وقود الطيران المستدام (SAF) و من المقرر ايضا أن تنتج سيارات كهربائية محليا .
كما شرحت مفوضة الاتحاد الافريقي أن شروط التمويل للمشروعات التنموية الكبرى بأفريقيا غير منصف للقارة و يبالغ في تقديرات المخاطر مما يدفع القارة للاقتراض بشروط مجحفة مقارنة بمناطق اخرى غي العالم .
ودعت الدكتورة أماني ابو زيد في مداخلاتها إلى شروط تمويل عادلة وتصنيف ائتماني مستشهدا بتقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يوضح أن: "يمكن للبلدان الأفريقية توفير ما يصل إلى 75 مليار دولار أمريكي إذا استندت التصنيفات الائتمانية إلى تقييمات موضوعية والتي بدورها ستمكن دول القارة من سداد أصل ديونها المحلية والأجنبية وتحرير الأموال للاستثمار" .
و تماشيا مع الاستراتيجية الافريقية 2063، شرع الاتحاد الأفريقي في مبادرات ضخمة تهدف إلى تعظيم دور النقل في نمو وتنمية الاقتصادات الأفريقية مثل برنامج تطوير البنية التحتية في أفريقيا (PIDA)، والشبكة الأفريقية للسكك الحديدية عالية السرعة (AISRN)، والطريق السريع عبر أفريقيا (TAH)، وسوق النقل الجوي الأفريقي الموحد (SAATM).
و على هامش القمة، أجرت المفوضة الدكتورة أماني أبو زيد محادثات مع جان تود، المبعوث الخاص للأمين العام الأمم المتحدة الخاص للسلامة الطرقية حيث سلطت الضوء على حوادث الطرق هي السبب الثاني للوفاة في أفريقيا وأثارت مسألة تصدير سيارات دون المواصفات العالية للأمان (المستعملة والجديدة) إلى أفريقيا - والتي تعد من بين الأسباب الرئيسية لحوادث الطرق.
كما دعت إلى مزيد من المساواة بين الجنسين وإدماج الإناث في وسائل النقل العام.
من جانبه، أكد تود على أهمية زيادة الوعي بالسلامة على الطرق وكذلك استخدام الخوذات الواقية، واتفق الطرفان على العمل معا لتعزيز السلامة على الطرق في افريقيا
كما التقت مفوضة الاتحاد الافريقي دكتورة أماني أبو زيد بيونج تاي كيم، الأمين العام للمنتدى العالمي للنقل.
وخلال الاجتماع، أثار المفوض الحاجة إلى خطة رئيسية للنقل الحضري للتخفيف من الازدحام وتعزيز الاستدامة، علاوة على ذلك، أعربت عن أسفها لارتفاع عدد الوفيات على الطرق ودعت إلى قاعدة بيانات قوية عن السلامة على الطرق لأن بيانات الطرق ستكون الخطوة الأولى للتخطيط الفعال للسلامة على الطرق.
و اتفق الجانبان على عقد اجتماعات افتراضية أخرى لمناقشة تنفيذ أدوات محاكاة سياسة التخطيط الحضري التي تم اختبارها في المدن الآسيوية والتي يمكن الاستعانة في مدن أفريقية مختارة.
و خلال مناقشتها مع فرانسوا دافين الامين العام للاتحاد الدولي للسكك الحديدية اغتنمت مفوضة اللاتحاد الافريقي الفرصة لتسليط الضوء على أهمية الاستثمار في قطاع السكك الحديدية في أفريقيا. بالإضافة إلى البنية التحتية للسكك الحديدية.
وناقش الطرفان الحاجة إلى بناء القدرات وتشكيل ورش عمل حول الهندسة والصيانة وكذلك الموضوعات المتعلقة بالأمان في وسائل النقل.
و على هامش المنتدى العالمي للنقل في ليبزيج بألمانيا ، عقد ايضا مؤتمر مبادرة التنقل الحضري التحويلي (TUMI) وتناولت موضوع تخطيط النقل التحويلي بين الجنسين.
وبهذه المناسبة، شددت دكتورة اماني ابوزيد مفوضة الااتحاد الافريقي على أهمية الاخذ في الاعتبار الاحتياجات الخاصة بالمرأة فيما يخص وسائل النقل ، سواء من حيث المسارات و الاسعار و التوقيتات و كذا في الطرق بما يسمح بتنقل آمن للجميع و خاصة الاطفال و كبار السن و بتخصيص مقاعد و اماكن لعبور المشاة بشكل آمن ، أو في اطار الجهود الافريقية لتمكين المرأة من المشاركة والاستفادة من التنمية الاجتماعية والاقتصادية .
وقالت مفوضة الاتحاد الافريقي "إن المساواة بين الجنسين أمر بالغ الأهمية للنمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام المرن والإيجابي، وهي مهمة ونحن نؤطر طرقا لتمويل التدابير التي تراعي الجنسين في قطاع النقل الحضري".
ودعت المفوضة إلى التفكير في البنية التحتية ليس فقط كطرق ومباني ولكن كمشروعات اجتماعية لابد ان تضع الانسان و احتيجاتهم و اسلوب حياتهم و تنقلهم و ليس المركبة المقام الأول لأن خدمات النقل تلعب دورا كبيرا للتخفيف من النفاذ للخدمات الاجتماعية و الاقتصادية و الترفيهية.
ومع ذلك، لا ينبغي أن يكون ادماج المرأة في قطاع النقل قاصرا على توفير خدمات النقل. "إذا تم تجهيز المرأة وتمكينها، فهي في وضع يمكنها من المساهمة في تحويل قطاع النقل الحضري نفسه من جميع الزوايا الحاسمة بفضل تواجد قوي في الادارة و اتخاذ القرار و اكتلاك شركات النقل و القوى العاملة في قطاعات النقل بكافة انواعها"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة