"بابا مات وأهله وحشين مش بيحبوا ماما وبيخلوها تبكى وبيضربوها وطردونا من بيتنا".. كلمات صادمة قالتها طفلة لم يتجاوز عمرها 7 سنوات بعد أن شهدت واقعة سحل أمها من شقيقتي والداها، بعد أن اقتحموا عليهم المنزل، لتقوم الطفلة كما سردت لنا بالقيام بمحاولة منعهم بيديها الصغيرتين ومحاولة غلق الباب دون فائدة بعد أن أنهار جسدها الصغير أثناء محاولتها التصدي لهم ليدخلوا ويقوموا بتكسير أساس المنزل ومحاولة طرد الأم من المنزل لتشتعل الخلافات بينهما، وتدخل لمحكمة الأسرة أثناء محاولة الزوجة والأم لثلاث أطفال ندي وفاطمة وأحمد لحسم الخلاف وتحديد الورثة والتصدي لأهل زوجها الذي توفي وتركها وحيدة برفقة أبنائها ومحاولتها إتمام إجراءات الوصاية.
الميراث والوصاية على القصر من حق من؟
دوامة الخلافات على تحديد الميراث ومن هو المتحكم في أموال القصر بعد الوفاة تتشعب داخل المحاكم والأقسام والجلسات العرفية، بعد أن تقوم الأرملة بعد وفاة زوجها في محاولة الظفر بقرار يخولها لتربية أبنائها دون تدخل من المحيطين بها سواء الجد أو الجدة أو الأشقاء أو الشقيقات للزوج، فبعد وفاة الزوج مباشرة يجب على الزوجة القيام بخطوات إعلام الوراثة لتحدد الورثة وحقها في أموالها زوجها وأبنائها وهنا تظهر مشكلة الوصاية والصراع مع أهل الزوج لعدم تمكينها من أموال الأبن-الزوج- بحجة أحقيتهم في رعاية أمواله وأبنائه وليست سيدة-وفقا لوصفهم-من الممكن أن تتزوج وتترك أموال الصغار في يد غريب.
خطوات إعلام الوراثة والوصاية في قانون الأحوال الشخصية
وفقا لتلك الخطوات القانونية قال وليد خلف المحامي المختص بشئون محكمة الأسرة:" يتم تقديم طلب لمحكمة الأسرة من أى أحد من الورثة، مبين به اسم المتوفى وتاريخ الوفاة وأسماء الورثة بما فيهم الأم بصفتها وصية على أولادها القصر، مرفقا به شهادة الوفاة وقرار الوصاية وصورة البطاقة الشخصية، وصيغة إعلان للورثة بالجلسة التي ستحدد ويتم إعلان الورثة بها، وفي حالة عدم وجود ورثة خلاف الأم وأبناءها القصر، فلا يشترط الإعلان ويكتفى بحضورها أو حضور وكيلها الجلسة لإثبات أنها الوريثة الوحيدة هي وأولادها وأنها الوصية عليهم".
وتابع:"يحدد جلسة خلال ثلاثة أسابيع أو شهر على الأكثر ، وفي الجلسة يتم إحضار شاهدين من الرجال، يفضل أن يكون من جيران أو معارف أو أصحاب أهل المتوفي، ليستمع إليهما القاضي ويسألهما بعض الأسئلة الروتينية ليتأكد من خلالها الوفاة وانحصار إرثه في الورثة المبينين بالطلب ويصدر الإعلام في اليوم التالي مباشرة أو جلسة أخرى يحددها القاضي".
عقوبة من يرفض تسليم الميراث
وأكد خلف المختص بالشأن الأسري:" تتمثل عقوبة من يرفض تسليم الميراث لمستحقيه وفق المادة 49 من القانون رقم 77 لسنة 1943 المعدل بالقانون رقم 219 لسنة 2017، على أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وغرامة لا تقل عن عشرين ألف جنيه، ولا تجاوز مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من امتنع عمدًا عن تسليم أحد الورثة نصيبه الشرعي من الميراث رضاءً أو قضاءً نهائيا".
عقوبة تنتظر من يخفي مستندات تخص الورثة
وتابع:" يعاقب من يخفي مستندات لحرمان الورثة من نصيبهم الشرعي بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وغرامة لا تقل عن عشرين ألف جنيه، ولا تجاوز مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من حجب سندًا يؤكد نصيبًا للوارث أو امتنع عن تسليم ذلك السند حال طلبه من أي من الورثة الشرعيين أو أي جهة مختصة وفى حالة العودة لأي من الأفعال السابقة تكون العقوبة الحبس الذى لا تقل مدته عن سنة، و للمجني عليه أو وكيله الخاص ولورثته أو وكيلهم الخاص، إثبات الصلح مع المتهم أمام النيابة العامة أو المحكمة بحسب الأحوال".
الشروط القانونية لجنحة عدم تسليم الميراث
وأشار:" تشمل شروط إقامة جنحة عدم تسليم الميراث إذا توافر القصد الجنائي المتمثل فى الامتناع العمد عن تسليم أحد الورثة نصيبه الشرعي من الميراث،، وأن يطالب مستحق الميراث بالمستندات التى تثبت حقه فى الميراث ممن تحت يده تلك المستندات وامتنع الأخير عن تسليمها، ويتحقق الطلب إما بتوجيه إنذار رسمي على يد محضر أو محضر إثبات حالة أو بخطاب مسجل بعلم الوصول".
ندي طفلة حاولت بيديها الصغيرتين الدفاع عن والدتها وغلق الباب في وجه عمتها
وداخل أروقة محاكم الأسرة نسمع قصص تحمل مأساوية بكل ما تحمله الكلمة من معني لزوجات وأطفال وقعن فريسة لعنف الجد أو الجدة أو العم أو العمة وصراع قانوني بسبب تعنت أهل الأب المتوفي في تمكينهم من حقوقهم، لتقص طفلة لم يتجاوز عمرها 7 سنوات وتدعي ندي قائلة أثناء وقوف والداتها بمحكمة الأسرة بزنانيري بحثا عن إجراءات إلام الوراثة والوصاية:"بعد موت بابا عماتى خلوا ماما تزعل علشان عايزن يطرودها من البيت وقالولها –أنتي السبب في موته- وأخونا مات ومتهناش فى البيت ده علشان كده أنت مينفعش تتتهنى وتعيشى فيه".
الطفلة تسرد بجانب والداتها:" أهل والدي بيكرهوا ماما وعايزين يأخدوا حضانتي وأعيش معاهم وأسيب ماما لوحدها، عمتى فى مرة دخلت البيت وضربت ماما وشدتها من شعرها وسبتها بألفاظ بشعة، وطردونا ورفضوا أننا نأخد هدومنا من البيت، ولما أختى حاولت رجاء عمتى علشان نروح البيت لقينا كل حاجة فيه متكسرة وملقناش أى حاجة لينا هناك".
واستطردت الطفلة: "ماما مش السبب فى موت بابا دى كانت بتقعد تحت رجليه وهو تعبان وتروح معاه كل يوم المستشفى دى، والله العظيم كانت بتبكى عليه لما يقعد يتوجع، أنا زعلانة من بابا علشان سابنا للبهدلة دى".
الأطفال يخلعوا ثوب الطفولة ويتحملوا المسئولية قبل الأوان
ندي ليست الطفلة الوحيدة التي تري والداتها تعاني فكير من الأطفال يشهدوا تلك المأساة مع أمهاتهن، فللأسف الأطفال ضحية الخلافات الأسرية بين الأم وأهل الأب يكون شعارهن واحد _نحن نتسول النفقة – بسبب رفض أهل الأب الاعتراف بحقوقهم، ليصبحوا أطفال يكبرون قبل أوانهم، وهو ما وصفه الطفل حسن البالغ من العمر 14 عام أثناء وقوفه أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة بحثا عن حقوقه وإخوته ليؤكد قائلا:" اضطررت للعمل حتى أساعد والدتى فهى ليس لديها مصدر دخل، وذلك بعد رفض جدي الوقوف بجوارها بعد وفاة والدي، وامتنع عن سداد المصروفات والنفقات، مما اضطرنا لتسول النفقة من جدتي".
وأكمل: "جدي رفض سداد النفقات اللازمة من أجل علاج شقيقتي، وأصبح يصرخ فى المحكمة أنه لا لا يعترف بنا".
إجبار على الزواج من شقيق الزوج –مقابل الميراث-
وحال الزوجات اللاتي ترملن بعد وفاة أزواجهن أسوء بكثير من أطفالهن حيث تجد الكثيرات منهن نفسها مضطرة للمساومة على الزواج من شقيق زوجها حتي تظفر بحق تربية أبنائها دون التعرض للملاحقة من أهل زوجها، لترؤي سيدة في طلب إعلام وراثة من ميراثها الشرعي وطفليها، أمام محكمة الأسرة بأكتوبر، تعرضها للتهديد على يد شقيق زوجها المتوفي، ورفضه منحها حقوقها وميراثها لشرعي البالغ مليوني ونصف جنيه، لتؤكد: "حاول شقيق زوجي بعد وفاته طردي من منزلى، ولاحقني بالاتهامات الباطلة، عقابًا لى على رفض الزواج منه، بالرغم من أنه متزوج ولديه 4 أبناء، وذلك طمعا فى ميراث أطفالى القصر، لأعيش بعدها فى عذاب".
وأشارت الزوجة والحاضنة لطفلين بعمر 9 و7 سنوات، بدعواها أمام محكمة الأسرة: زاد عنفهم ضدى بعد توجهي للمحكمة، وضاقت بى الدنيا فى ظل الحرب مع شقيق زوجي ومحاولة إثبات حقي بعد تعرضى لأكبر صدمة في حياتي، بسبب عنف أهل زوجي، ومحاولتهم إجباري لأتزوج نجلهم بعد وفاة زوجي".
طعنوا في نسب أطفالي لإسقاط حقنا في الميراث
معاناة أخري لأرملة أمام محكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة شكوتها من عنف أهل زوجها عقب وفاته في طلب إعلام وراثة، بعد قيامهم بطردها من منزلها برفقة أولادها، ورفضهم منحها حقوقها الشرعية، لتؤكد: "توفى زوجي بعد 13 عاما من زواجنا، وترك لى 5 أطفال، ولكن أهله رفضوا تسليمي حقوقى الشرعية، واستولوا على ميراثنا المقدر بـ 2 مليون جنيه".
وتابعت بدعواها: " رفض أهله تمكيني من ميراثي، وطعنوا في نسب أطفالى، واتهموني في شرفي، وشهروا بسمعتي، لأعيش في جحيم بسبب أفعالهم بعد أن انهالت على شقيقة زوجي بالضرب، لأواجه الصعاب بعد موته".
وذكرت الأم لخمسة أطفال: " لم أتخيل أن جد أولادي بتلك القسوة، أذاقني الويل، واستولوا على شقتى وسلط بناته للتعدي على بالضرب، لأعاني الأمرين أمامه في المحاكم للحصول على حقوقى، وتركوني لتوفير الأموال لأبنائي، واتهمونى أننى على علاقة بأحد الأشخاص ورددوا شائعات بزواجى عرفيا".
والد الزوج أجبره على الزواج من أحدي أقاربه على الورق قبل وفاته ليحرم الزوجة والأبناء من الميراث
قدمت زوجة طلب إعلام وراثة، أمام محكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة، بعد وفاة زوجها، واكتشافها خطه والده بحرمانها من ميراثها الشرعى البالغ مليون و700 ألف، بخلاف سلبها الحضانة بحجة أنها دائمة السفر خارج مصر وخشيته اصطحابها للصغار وعدم عودتهم لمصر مرة أخرى، لتؤكد: "دفع زوجى بالزواج بأخرى حتى يحرمني من حقوقي، ودمر حياتى بالرغم من أننى كنت خادمة له ولزوجته طوال سنوات زواجى من نجله، لاحقنى بالاتهامات الكيدية ونال من سمعتى، وتحكم فى كل شئ وسجله باسمه".
وتابعت: "أصبحت ملاحقة من زوجه زوجى ووالده، ومهددة بسلب أموالى وميراثى الشرعى، بعد أن وضعوا يدهم على كل شى، لأعيش فى عذاب بسبب عنفهم، ومحاولتهم التخلص منى، حتى لا أعود للمنزل مرة أخرى، لرفضهم مشاركتى لهم بالميراث، وأنا فى الأصل وفقا للمستندات والأوراق صاحبة النسبة الأكبر من المال الأصلى الذى استثمره زوجى وسجله باسمى وأولاده قبل وفاته".
وأضافت الزوجة أمام محكمة الأسرة: "ذقت العذاب منذ أن توفى، ضرب وتعذيب وصل لتهديدى بالتخلص منى عقابا لى على اعتراضى على طلب والده بإدارة أموالنا، وبسبب رفض حاولوا ذلى وحرمانى والإساءة لى، وتوجيه اتهامات باطلة لى وطردى من مسكن الحضانة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة