لم يستسلما لإعاقتهما وتحديا سويا كل المعوقات، أحمد وشقيقته الصغرى سلمى، من ذوى الهمم أو الاحتياجات الخاصة، ولدا بضمور على المخ يؤدى إلى زيادة كهرباء وتشنجات، وتحديا الظروف وخرجا للتعامل مع المجتمع، بعد أن كانا لا يجيدان التعامل مع الآخرين، لكن إصرار والدتهما على خروجهما والتعامل مع المجتمع كان له دور كبير فى انسجامهما، وبداية لتغيير سلوكهما وحياتهما الشخصية.
تحكى والدتهما السيدة أحلام وحيد أنها عانت كثيرا مع أبنائها بسبب مرضهما منذ الولادة، حيث أصيب أحمد بعد ولادته بأسبوع واحد فقط بالصفرا ولفت انتباه الأطباء حركة عينيه غير الطبيعية، واستمر أحمد فى عدم السير حتى وصل لعمر 4 أعوام ونصف العام.
واكتشفت شقيقة زوجى أنه تأخر كثيرا فى الحركة ما استدعى للجوء للأطباء، حينها طلب أحد الأطباء اللجوء لعمل أشعة مقطعية، وأظهرت نتيجة الأشعة إصابته بضمور فى المخ منذ ذلك الوقت، وأنا أعانى معه فى الحركة والتعامل مع الآخرين.
وأكملت بعد مرور 6 أعوام رزقنى الله بشقيقته سلمى والتى اكتشفت إصابتها بنفس المرض عن طريق والدتى، أثناء زيارتى لها ومعى الطفلة، حيث لاحظت والدتى حركة أعين الطفلة غريبه وتتشابه مع شقيقها أحمد وهى فى عمر 8 أشهر، بالفعل توجهت للأطباء والذين طلبوا نفس الطلب بتوقيع الكشف الطبى بالأشعة المقطعية والتى أثبتت إصابتها بنفس مرض شقيقها وهو ضمور فى المخ.
وبعد مرور أعوام لاحظت عدم اندماجهما مع الآخرين وكانت مشكلة كبيرة جدا بالنسبة لى، بعدها نصحنى أحد الأطباء بأن أحوال الخروج بهما خارج المنزل وأن يتعاملا مع أشخاص لاستيعاب ما يدور حولهما فى المجتمع ومساعده المخ فى النمو.
بالفعل خرجت بهما وبدأت التوجه لإحدى دور الرعاية الموجودة داخل المدينة، وتفاجأت بوجود أخصائيين ومشغل لتصنيع المنتجات اليدوية، ليساعد الأطفال وأصحاب الهمم من ذوى الاحتياجات الخاصة على العمل والتفكير ونمو المخ والعقل من خلال الاحتكاك بالآخرين وتميز الألوان والخامات المستخدمة فى الأعمال اليدوية الهاند ميد.
كان الأمر فى البداية يبدو صعبا ومرهقا بالنسبة لى بسبب تنقلى بأولادى، وبالنسبة لهم كونهم أصحاب قدرات خاصة ولا يقدرون على الاحتكاك بالآخرين والتعامل معهم، حتى داخل المشغل كان الأمر صعبا فى البداية.
ومع مرور الوقت والاستمرار فى المتابعة والتوجه للمشغل تعلما الأبناء المشغولات اليدوية، والتى ساهمت فى تغير سلوكياتهما وتعاملاتهما مع الآخرين، ولاحظت أن هناك تقدما نسبيا فى الإدراك والوعى، حتى وصلا إلى تصنيع المنتجات اليدوية الهاند ميد بنفسهما.
وأضافت والدتهما: ساعدنى أكثر قرار الدولة وتسليط الضوء على ذوى الهمم من الاحتياجات الخاصة، واندماجهم ليكونوا جزءا لا يتجزأ من نسيج المجتمع المصرى، وساعد ذلك فى تغير رؤية المجتمع لذوى الهمم ولأولياء أمورهم وسهل لنا أمورا كثيرة، بالإضافة إلى الخدمات التى وفرتها الدولة لذوى الهمم من القدرات الخاصة، سواء كارت الخدمات المتكامل أو تسهيل دخولهم المدارس وسط الأصحاء أو مشاركتهم فى جميع المحافل واهتمام مؤسسات الدولة بهم.
يتحديان الإعاقة ويعملان في الهاند ميد لتنمية قدراتهما (7)
يتحديان الإعاقة ويعملان في الهاند ميد لتنمية قدراتهما (8)
يتحديان الإعاقة ويعملان في الهاند ميد لتنمية قدراتهما (9)
يتحديان الإعاقة ويعملان في الهاند ميد لتنمية قدراتهما (1)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة