قتال لا ينقطع ، وتراجع لسيناريوهات السلام تشهده الأزمة الأوكرانية بعد ما يزيد علي 14 شهراً من بداية الحرب التي تقودها روسيا لتأمين ما اعتبرته تهديداً لأمنها القومي ، وسط كر وفر مستمر في الشرق الأوكراني وقلق متزايد من فداحة التداعيات التي خلفتها الحرب ـ ولا تزال ـ علي الاقتصاد العالمي.
وفي مكان سري داخل الأراضي الأوكرانية ، أجري الرئيس فولوديمير زيلينسكي مقابلة تلفزيونية تحدث خلالها عن رؤيته لتطورات الصراع ، قائلاً إنه يحمل مسدسا وكان سيقاتل حتى الموت مع دائرته المقربة إذا تسنى للروس اقتحام مقره في كييف في بداية الحرب.
وقال لقناة 1+1 التلفزيونية "أعرف كيف أطلق النار. هل يمكنك أن تتخيل (عنوان خبر مثل) "الروس يأسرون رئيس أوكرانيا؟" هذه وصمة عار. أعتقد أن هذا كان سيمثل وصمة عار".
وأضاف: "أعتقد أنهم لو كانوا قد تمكنوا من الدخول إلى الإدارة، لما كنا هنا". ولم يتضح أي الوحدات الروسية كان يشير إليها. وقال "لم يكن من الممكن أن يعتقل أحد لأن لدينا دفاعا مستعدا بحزم شديد لشارع بانكوفا. كنا سنظل هناك حتى النهاية". ولدى سؤاله عما إذا كان يحمل مسدسا وتدرب على استخدامه، أجاب بأنه فعل ذلك.
في المقابل ، وفيما تتزايد مخاوف زيلنيسكي من احتمالات السقوط الكامل ، تساور الكرملين مخاوف عنوانها سؤال : إلى متي يظل الاقتصاد الروسي صامداً في وجه العقوبات ؟
وفي كلمة ألقاها أمام اجتماع مع أعضاء مجلس المشرعين في الجمعية الفيدرالية لروسيا الاتحادية قبل يومين ، قال بوتين إن الجميع مطالب بضرورة التصرف بوضوح وبسرعة في مواجهة العقوبات، مشيرا إلى أن المهمة ليست التكيف معها، ولكن إنشاء أساس للتنمية الناجحة للبلاد.
وتابع بوتين: فى سياق العدوان الاقتصادي، يتعين على البرلمان والحكومة وجميع السلطات الإقليمية والمحلية التصرف بوضوح وسرعة، والعمل كفريق واحد متماسك ومنسق بشكل جيد".
ورغم ما حملته كلمة بوتين من مخاوف ، إلا أن المؤشرات الرسمية تعكس صموداً مخالفاً للتوقعات ابداه الاقتصاد الروسي في وجه حزم العقوبات الغربية المتتالية منذ بدء الحرب في 24 فبراير 2022، حيث سجل الإنتاج الصناعي الروسي انتعاشاً بحسب البيانات الصادرة عن خدمة الإحصاء الفيدرالية، فقد انتعشت الصناعة الروسية بشكل غير متوقع لأول مرة منذ عام، حيث قدمت القطاعات المرتبطة بالإنتاج العسكري أداءً قوياً وسط زيادة الإنفاق على العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وتشير البيانات إلى ارتفاع الإنتاج الصناعي بنسبة 1.2 بالمئة في مارس على أساس سنوي، وذلك مقارنة بتوقعات سابقة أظهرها استطلاع رأي أجرته بلومبيرج بتراجع القطاع بنسبة 1.4 بالمئة.
معركة الحسم
ميدانيا حشدت روسيا آلافا من جنود الاحتياط لتعزيز مكاسبها في شرق وجنوب أوكرانيا ولا يزال هدفها استكمال السيطرة على دونباس، فيما تستعد اوكرانيا لشن معركة الحسم فى القريب العاجل.
ويهدف الأوكرانيون من معركة الحسم، اختراق الدفاعات الروسية المحفورة وإحداث انهيار واسع النطاق فى الجيش الروسى، لكن المسئولين الأمريكيين يقدرون بأنه من غير المرجح أن يؤدى الهجوم إلى تحول كبير فى الزخم لصالح أوكرانيا.
ولمساعدتها، زودت الدول الأعضاء في الناتو وشركاؤها أوكرانيا بـ230 دبابة قتالية و1550 آلية مدرعة أخرى، حسبما أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة