بدأت الدولة بخطى ثابته تطبيق الخطة الاستراتيجية لإنتاج الطاقة من المخلفات، باعتباره الملف الأكثر أهمية فى الفترة الحالية، كأحد الأولويات بعد قمة المناخ بشرم الشيخ 2022، فلم يمر أسبوع على توقيع عقد إنشاء أول مصنع لإنتاج الطاقة من المخلفات البلدية بالمنطقة الصناعية فى أبو رواش بمحافظة الجيزة، إلا وتم إعلان توقيع عقد إنشاء أول مصنع في مصر لتوليد الكهرباء من الطاقة الحيوية (البيوجاز)، بين الشركة الوطنية للإنتاج الحيوانى، إحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وبين إحدى شركات القطاع الخاص، فى إطار تحقيق مصر لأهداف التنمية المستدامة 2035، للوصول إلى 42% من الكهرباء النظيفة.
ينص العقد الخاص بإنشاء أول مصنع لإنتاج الكهرباء من البيوجاز وروث الحيوانات على معالجة 85 ألف طن سنوي من روث الماشية، بهدف إنتاج 1 ميجاوات لكل ساعة من الكهرباء التى سيتم ربطها على الشبكة الوطنية للكهرباء، كما سيتم إنتاج أكثر من 80 ألف طن من السماد العضوي عالي الجودة، الذى أثبت فعاليته فى استعادة خصوبة التربة الزراعية ومضاعفة الانتاجية.
ومن الفوائد البيئة أيضا لمشروع إنتاج الكهرباء من البيوجا المقام فى مدينة السادات بمحافظة المنوفية، أنه سيسهم فى خفض انبعاثات الاحتباس الحراري، بما يعادل 5000 طن من ثاني اكسيد الكربون.
المصنع الجديد الخاص بإنتاج الكهرباء من البيوجاز، أول تعاون مثمر بين القطاع الخاص وأجهزة الدولة فى مجال إنتاج الكهرباء من روث الماشية، وهو يعد نموذج جدير بالتكرار فى مختلف القطاعات الأخرى المرتبطة بالطاقة الجديدة والمتجددة، وبمثابة نموذج محاكاة حقيقية لمخرجات مؤتمر المناخ (COP 27)، لتشجيع الاستثمارات الخضراء والمشروعات البيئة وتحفيز المستثمر المصرى على الاستثمار الأخضر فى مجالات الطاقة النظيفة.
ويعد هذا المشروع أحد ثمار التعاون بين الدولة والقطاع الخاص الذى يعمل فى ملف الطاقة الجديدة والمتجددة ، حيث الشركة المنفذة للمشروع بالتعاون مع الشركة الوطنية للإنتاج الحيوانى، هى أحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، ولها تجربتها المميزة خلال العام الماضى حيث قامت فى يناير 2022 بتركيب وتشغيل أولى وحدات البيوجاز المتنقلة Portable Biogas Units، فى مدينة زويل التعليمية بطاقة انتاجية 2200م3 سنويًا، بهدف معالجة المخلفات العضوية الناتجة عن مطاعم الطلبة بمدينة زويل، من أجل استخدامه في أعمال الطهي بالجامعة، وكذلك استخدام السماد العضوي الناتج عن الوحدة كسماد طبيعي للحدائق التي تقع داخل حرم المدينة، ، كما يتم تدريب الطلبة والمهتمين عمليا، للمساهمة فى نشر تكنولوجيا البيوجاز بين الطلاب في نطاق أكاديمي و بحثى.
جدير بالذكر أن كافة الاقتصادات العالمية تسعى لإيجاد حلول للطاقة المستدامة والمشروعات الخضراء ، وتعد مصر نموذجا مميزا فى البدء لتطبيق هذا النوع من المشروعات لدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي، و حماية المناخ والحفاظ على صحة الكوكب والبيئة لأجيال المستقبل، أولوية حاسمة وصعبة بالنسبة للمنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة