إسكندرية حواديت وناس ودنيا.. حكايات أبناء الجاليات الأجنبية مع شهر رمضان.. "أولجا مونياكوفا" من أقدم سيدات الجالية الروسية تشبعت بعادات المصريين.. "نديم" يسرد حكاية أجداده لموكب الكعبة فى شهر الصوم.. فيديو
الثلاثاء، 11 أبريل 2023 09:00 م
حكايات الجاليات الأجنبية بالإسكندرية
الإسكندرية - أسماء على بدر
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«قنسطنتنوس» يونانى ولد بالإسكندرية ورفض العودة فى الستينيات.. «نديم» يسرد حكاية أجداده لموكب الكعبة فى شهر الصوم واستقباله بالزغاريد.. و«الدكتور إدوارد»: الأرمن عاشوا فى أمان بمصر
تعتبر محافظة الإسكندرية حاضنة لكل الجنسيات والثقافات منذ سنوات طويلة، لاعتبارها مركز تجارة ومحطة مهمة لتجار أوروبا، كان يأتى إليها عدد كبير من الأجانب للتجارة فى كل المجالات حتى سُميت مدينة الإسكندرية «الكوزموبوليتان» لوجود عدد كبير من الجنسيات والثقافات المختلفة يتعايشون مع أهل المدينة، وأصبح لعدد منهم اسم كبير فى مصر، وأصبحوا من أشهر العائلات ومنهم من تزوج من مصريين فتشعبت واندمجت العائلات ببعضها، منهم عائلات يونانية وإيطالية وعدد كبير من الجنسيات التى كانت توجد بالإسكندرية.
التقينا بأبناء الجيل الثالث والرابع من الجاليات الموجودة فى عروس البحر المتوسط، التى رفض آباؤهم وأجدادهم العودة، لعشقهم لمصر، وأصبحوا مصريين وحصلوا على الجنسية المصرية، منهم اليونانيون والإيطاليون والأرمن وهم أقدم الجاليات بالإسكندرية، ورغم مرور سنوات طويلة من الحضور الأجنبى فى مصر، فإن هناك جنسيات مختلفة تعيش بالإسكندرية حتى الآن، ولدوا وعاشوا فيها وأصبحوا من أهل البلد، وتطبعوا بطباع المصريين، ولا تستطيع أن تفرق بين أحد منهم وبين المصرى، فهم يحملون ذكريات ومواقف عديدة كادت كالحبل السرى ربطتهم بمصر إلى الأبد، لا يستطيعوا تركها، مرت عليهم مناسبات عديدة منها شهر رمضان المبارك، فشاركوا المصريين تحضيرات الشهر الكريم، منها تعليق الزينة وشراء الفوانيس وتزيين وجهات العمارات وانتظار المسحراتى يوميًا لينادى عليهم بالاسم، ذكريات عديدة توثقها «اليوم السابع » على صفحاتها خلال شهر رمضان من مدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط.
يونانى عشق مصر
بداية وجود اليونان فى مصر بالعصر الحديث بعد تولى محمد على باشا الحكم، كما ذكر هيرودوت عن تاريخ مصر، واستدعى محمد على موظفين من اليونان لخضوعها لحكم الدولة العثمانية وبعدها مرت بحروب عديدة ومشاكل سياسية، واعتبارها بؤرة نزاعات جعلت سكانها يأتون إلى مصر والاستقرار فيها، وهناك عائلات شهيرة كرموز من الفن والثقافة عاشوا بالإسكندرية ودفنوا فيها، منهم الشاعر كفافيس وأيضا الفنان ديمس روسس الذى عشق الإسكندرية، وكبرى العائلات مثل عائلة بلغاركى التى ساهمت فى تأسيس ترام الرمل وسلفجاوس وجليمابوتيرا نسبة إلى منطقة جليم، وللجالية آثار بالإسكندرية ومقابر وكنيسة ونادى بحرى واجتماعى خاص بهم.
ومن الشخصيات الشهيرة بالإسكندرية التقينا بـ«قنسطنتنوس فروليوتاكس» يونانى ولد فى مصر يبلغ من العمر 80 عاما، وهو من أقدم اليونانيين الموجودين بالإسكندرية، خاض تجارب عديدة وعاش بالإسكندرية طوال حياته، ولم يستطع أن يتركها حتى فى أصعب الأوقات، وحصل على الجنسية المصرية ويعتز بها للغاية.
يقول قنسطنتنوس الشهير بـ«كوستا»: إنه ولد بالإسكندرية عام 1943 فى المستشفى اليونانى، حاليا مستشفى جمال عبدالناصر، وهى فى ذلك الوقت كانت خاصة باليونانيين، وكانت فى بداية افتتاحها فى ذلك الوقت تزامن الحرب العالمية الثانية وجاء والده ووالدته إلى الإسكندرية بعد صعوبة العيش فى اليونان نتيجة الحرب، والإسكندرية كانت متطورة وبها صناعة وفرص كسب الزرق فيها عديدة، لذلك جاء إليها عدد كبير من اليونانيين.
وأضاف: إن والده كان يمتلك مقهى فى شارع سعد زغلول، وكان يقدم طلبات للمطابع اليونانية فى محيط محطة الرمل وأيضا المحلات التجارية من شارع كنيسة الأقباط حتى التقى دانيال، وكانت المنطقة بالكامل مليئة باليونانيين والإيطاليين، فلديهم محلات تجارية ويعملون فى المجالات المختلفة وهى كانت من أكبر الأماكن التجارية بالإسكندرية.
وأشار إلى أنه أصغر أشقائه، ولديه شقيقتان أكبر منه، عاشا والتحقتا بالمدرسة اليونانى بالإسكندرية، وهو التحق بمدرسة العطارين ثم بعد ذلك التحق بمدرسة الدون بوسكو، وهى التى كانت تختص بتعليم الطلاب الحرف والمهن، وتعلم منها مهنة مع عدد من الطلاب من الجنسيات المختلفة.
ويتذكر «قنسطنتنوس» المواقف الطريفة التى كانت تجمع بينه وبين زملائه، ويقول ضاحكا: لديا ذكريات كتيرة من أيام المدرسة، وكنا بنعمل مقالب فكاهية ونلعب كرة القدم مع «أنس» و«عبدالقادر»، وهما مصريان وكان بيننا حب وألفة، لأن معظم أعضاء الفريق من جنسيات مختلفة وهو ما تعلمناه حيث المحبة والتسامح ولا يوجد فروق بين أحد.
وتابع: «احنا اتولدنا فى مصر بلدنا الأول هى مصر.. أول لما فتحنا عنينا شوفنا السما فى مصر يبقى بلدنا الأول هى مصر، عشان كده رفضت السفر والعودة لليونان فى الوقت اللى كانت العودة متاحة من خلال مركب ولكن قررت الاستمرار».
وأضاف: «مصر كانت متقدمة عن اليونان فى الأربعينيات والخمسينيات، مكنش فيه واحد يونانى كان بيفكر يرجع اليونان، خاصة أنها كانت بعد انتهاء الاحتلال التركى مباشرة وكان الحرب العالمية التانية وكانت مصر فيها إنتاج وبلد أقوى، وفى محل سكنى بالإسكندرية كنت الوحيد اليونانى فى عمارة كلها مصريين، كنا نسيج واحد حتى بعد ما تزوجت من يونانية من منطقة وكالة الليمون، وهى المنطقة التى كان يقطن فيها اليونانيون العاملون فى صناعة السفن ويطلق عليهم يونانيون البحر».
وفى مرحلة التأميم فى الستينيات، يقول «قنسطنتنوس»: رحل العديد من اليونانيين وعادوا مرة أخرى لليونان، ولم يتبق سوى غيرى أنا وواحد آخر يونانى جارى، كان يعمل غطاسا فى المنطقة بأكملها، رفضنا العودة وتمسكنا بأرض مصر التى ولدنا فيها وعشنا فيها أيامنا وتعلمنا فى أرضها».
وعن ذكرياته عن شهر رمضان المبارك قال: نحترم العادات وصوم المسلمين، لا نأكل الطعام نهارًا أمام الصائمين، ونلتزم الصيام حتى نعود إلى منازلنا، شهر رمضان به روحانيات وأجواء مميزة، اتولدنا لاقيناها ومش موجودة فى مكان تانى غير مصر، زى الفوانيس والمسحراتى، كنا ننتظره يوميا لينادى علينا بالاسم، وهو بيقول أصحى يا نايم وحد الدايم اصحى يا كوستا اتسحر، وهى أجواء مميزة نتذكرها جيدا فى طفولتنا، نشارك الجيران فى السهر ولعب الكرة حتى الصباح، وننتظر سماع إطلاق المدفع، من منطقة الطابية فى بحرى كان يوجد مدفع حقيقى يطلق ساعة الإفطار».
أما عن الدراما الرمضانية والإذاعة المصرية فى رمضان، قال: إنه كان ينتظر الخواجه بيجو، كان يأتى فى فقرة إذاعية قديما، ويسمع القرآن الكريم قبل المدفع، وفقرة فؤاد المهندس المميزة، ثم بعد ذلك ظهر التليفزيون لينشر البهجة بالمسلسلات والفوازير.
وعن الأطباق اليونانى والمأكولات الشهية قال: إن الطعام اليونانى هو من المطبخ الشرقى مثل مصر باختلاف طريقة الطهى فقط، واستخدام زيت الزيتون، لذلك كانت توجد مطاعم يونانى عديدة بالإسكندرية، وحققت نجاحا كبيرا فى ذلك التوقيت منها مطعم شهير فى شارع الشهداء بالمنشية، كان يقدم العدس يسمى «أفيروس» وأيضا مطعم آخر خلف سينما كوزموس، وديليس وباسترودس، وكان يعمل فيها طباخون مصريون، تعلموا الصنعة، ومنهم الذين سافروا اليونان بعد ذلك ونجحوا فى مهنة الطهى لأنهم تعلموا على أيادى اليونانيين.
وبالنسبة لعادات الطعام فى شهر رمضان، قال: إنهم كانوا يتبادلون الأكلات فى شهر رمضان منها طبق الملوخية والحلويات مثل الكنافة والقطايف، التى كانوا يداومون على شرائها ومازالوا حتى الآن، وكحك العيد الذى يتنافسون فى صناعته، وشقيقتاه كانا يخبزان ويضعا فيه العجوة، فهى الأكلة المفضلة لديهما، وأيضا فى العيد الخاص بهم يصنعون كعكة مصنوعة بالعسل النحل، وتصنع بحجم كبير وتوضع فيها عملة أو ورقة مكتوبة داخل العجينة وبعد خبزها، يتم تقسيمها إلى أجزاء، ومن يجد الجزء الذى فيه العملة فهو يحظى بخبر سعيد خلال العام.
وفى نهاية حديثه، قال: «أنا اتولدت فى إسكندرية واشتغلت فيها واستغربت عنها فترة زمنية، اشتغلت على المراكب ثم عدت إلى الإسكندرية لأنى مبسوط فى مصر ومش قادر أسيبها».
الدكتور إدوارد مانوكيان «الجيل الرابع للأرمن»
التقينا بالدكتور إدوارد مانوكيان رئيس الجمعية الأرمنية لرجال الأعمال فى البلدين، ويقول: إنه من الجيل الرابع من الأرمن، الذين عاشوا فى مصر، جاء جده من والده لمصر من تركيا من قبل المذابح التركية منذ أكثر من مائة سنة، بينما أسرة والدته جاءت إلى مصر من إسطنبول فى الخمسينيات واندمجوا مع المجتمع المصرى.
وأضاف أنه فى ذلك التوقيت، كانت الإسكندرية جاذبة للجنسيات، ومصر كانت جاذبة للتجارة والاستثمار وبالتحديد مدينة إسكندرية، لأنها مطلة على البحر وقريبة من أوروبا، فامتلأت بجنسيات عديدة من أوروبا وظل ذلك حتى عام 1952، وعن وجود الأرمن فى مصر منذ عهد محمد على باشا، استقل بمصر عن الدولة العثمانية وكانت أفضل مكان فى العالم.
وأضاف أنه ولد بالإسكندرية، والتحق بمدارس مصرية ودرس فى كلية الطب جامعة الإسكندرية، وحصل على الماجستير عام 1990 والتحق بالجيش المصرى وعمل فى شركة أدوية.
وأوضح أن الأرمن تميزوا فى مصر بالصناعات المتعلقة بالفن، مثل التصوير والطباعة والسينما وصناعة كاميرات التصوير، والصناعات الحرفية مثل صناعة الأحذية وصناعات الغزل والنسيج.
واستطرد: إن الأرمن فى مصر تميزوا فى العديد من المجالات، فبعضهم دخل مجال السياسة، منهم أول رئيس وزارة لمصر هو نوبار باشا، الذى تولى المنصب 3 فترات، وأيضًا أول وزير خارجية فى مصر يوسف يوسيفيان، وصورهم مازالت موجودة حتى الآن فى متحف وزارة الخارجية، موضحًا أن هناك العديد من الأرمن دخلوا العديد من المجالات وتفوقوا فيها.
وأكد أن هناك حديقة باسم نوبار باشا بالإسكندرية، وبها تمثال له، ولكن تم نقله إلى ساحة مسرح سيد درويش بالإسكندرية، هى دار الأوبرا ومازالت القاعدة الخاصة به موجودة ومدون عليها جملة «العدل أساس الحكم».
وتابع: بعد ثورة 1952 انخفضت أعداد الأرمن الموجودين فى مصر، نظرا للهجرة لدول أمريكا وأوروبا، وتمركز الأرمن فى الإسكندرية بمنطقة الإبراهيمية، لاعتبارها منطقة هادئة وتمركز فيها أيضا الإيطاليون فكانت أكبر تجمع لهم بالإسكندرية على العكس من اليهود، الذين تمركزوا بمنطقة المنشية ووسط البلد.
وأشار إلى أن هناك آثارا خاصة بالأرمن، منها الكنيسة الأرمينية وعمرها حوالى 140 سنة، الموجودة بمنطقة اللبان وبها مدفن يوسف يوسفيان، ومدفن نوبار باشا، وأيضا مدفن لشخصيات سياسية، بالإضافة إلى مدفن خاص بالأرمن فى منطقة الشاطبى.
وقال: إن أعداد الأرمن الموجودة فى مصر حاليًا بسيطة، بينما قبل 52 مصر كان بها حوالى 45 ألفا، بينما الأعداد حاليا لا تزيد على 8 آلاف مقسمين على إسكندرية والقاهرة، وأوضح أن الدولة المصرية منحت الأرمن صفة الجالية الدينية، يرأسها مطران الدولة المصرية، منحته الجنسية المصرية والحكومة المصرية وضعت لائحة خاصة للأرمن دينية، يرأسها مطران و24 من المنتخبين من الشعب، يديرون الأملاك والمدارس والكنايس ويهتمون بالشعب من الناحية الصحية لتوفير الاحتياجات، قائلا: «احنا مصريين من أصل أرمن، الجميع درس فى مصر والجميع لديه تأمينات وفى ناس خدمت فى الجيش».
أما عن شهر رمضان فقال: إنه محبب جدا لديهم، فهو شهر الهدوء والإيمانيات، موضحا: «نص الشهر بتعزم ع الفطار مع الأصدقاء، ودى حاجة محببة، الأكل بيكون كتير أوى والهدف الأساسى إننا نتقابل زى زمان ونتحدث».
وقال: هناك علاقة وطيدة بين جمهورية أرمينيا ومصر، جاءت بعد استقلال أرمينيا من الاتحاد السوفيتى فى عام 1991 وتم تأسيس علاقات دبلوماسية بين الدولتين، وتم أيضا افتتاح سفارة مصرية فى أرمينية وكذلك بالقاهرة، وهى علاقة ممتدة تاريخية واستراتيجية على مدار 30 سنة.
إيطالى وذكريات موكب الكعبة فى رمضان
التقت «اليوم السابع» بنديم قنواتى، وهو من الأصول الايطالية الموجودة بالإسكندرية، جاء أجداده خصيصا للعيش بالإسكندرية، وتواصلت الأجيال واستمرت متمسكة بالإسكندرية حتى الآن، وحصل عدد منهم على الجنسية المصرية، ولهم ذكريات فى مصر خاصة فى شهر رمضان المبارك.
وهناك عدد من الآثار الخاصة بالجالية الإيطالية بالإسكندرية، منها كنيسة سانت كاترين فى المنشية، وقبر آخر ملوك إيطاليا، فيكتور إيمانويل الثالث، الذى ولد فى مدينة نابولى بإيطاليا وتوفى فى 28 ديسمبر عام 1947 بمدينة الإسكندرية، ودفن فيها ثم أعيد جثمانه إلى إيطاليا بعد سبعين عاما من وفاته.
ويؤكد أنه من أصول إيطالية لبنانية شامية ملطية إنجليزية، جدته إيطالية ملطية، وأصول العائلة من مالطا ومن إيطاليا، استقروا بمصر فى 1853، كان ذلك وقت الانفتاح، ودعوات محمد على باشا الكبير مؤسس مصر الحديثة، والخديو إسماعيل، وتوفرت فرص العمل فى مصر، فاستغلوا فرص العمل وجاءوا إلى مصر، بينما جده هو شامى إنجليزى، جاء مع هجرة الشوام للإسكندرية فى 1890، ومنذ هذا الوقت استقروا بالمدينة.
وأضاف أنه من الجيل الرابع من العائلات الموجودة، قائلا: «جدى والأصول الشامية استقروا فى العمل الهندسى والمقاولات، والجزء الإيطالى فكانوا معروفين فى المجال المعمارى، بينما عائلتى تخصصوا فى مجال الطب بمصر، وجدى كان عنده عيادته فى ميدان المنشية، ومن وقتها هناك أجيال مختلفة بأعمال مختلفة موجودين هنا».
وأشار إلى أن الإيطاليين المعماريين استطاعوا بناء أماكن عديدة بالإسكندرية وموجودة حتى الآن، منها عمارات المنشية إلى المنتزة، وشارع أبوقير، واسطبل الخيول فى نادى سبورتنج، ومسجد أبوالعباس، والعديد من المساجد، بينما الشوام كان لهم عائلات وجذور بالإسكندرية.
وعن الآثار القديمة قال: إن كاتدرائية سانت كاترين فى البداية تأسست للجالية الإيطالية، ثم أصبحت لكل الأوروبيين الكاثوليك، والكنيسة بنيت عام 1845، وافتتحت فى 1847، والافتتاح الكلى كان 1920 وهو الشكل النهائى لها الموجود حتى الآن فى ميدان سمى قديما ميدان الكنائس، محمد على وهب لكل جالية قطعة أرض ليمارسوا عليها الشعائر الخاصة بهم، لذلك يوجد أكثر من كتدرائية لليونانيين والأرمن والشوام واللبنانيين الناطقين بالفرنسية.
أما عن ذكريات شهر رمضان، يتذكر جدته التى كانت تحكى له قديما عن محمل الكعبة الذى كان يجوب ميدان المنشية مثل المولد، ويلقوا عليه الورد والحلويات احتفالا بالشهر الكريم، ويشارك فيه الجاليات الأجنبية والديانات المختلفة ويلقوا الورود فى مظاهر بهجة وفرح.
واستطرد: «أما عن الأكلات الرمضانية الشهيرة «قمر الدين» فكان يأتى إلينا خصيصا ولم نصنعه بأنفسنا، وأصحاب جدتى كانوا بيبعتوه لينا فى البيت، وفى الأعياد يبعتوا أكلات معينه، جدى دايما كان يبعت حاجة اسمها كبه لبنيه، كان بيبعت لجيرانا فى شهر رمضان وهما كانوا يبعتوا الكنافة والقطايف والحاجات دى، دلوقتى بقى الموضوع سهل، بقى أسهل إنك تشترى وتبعت لحد، لكن زمان كانوا يبعتوا لبعض الحاجات دى كله».
«أولجا» روسية عشقت مصر
من أقدم الموجودين بالإسكندرية منذ سنوات، وعاشت بالإسكندرية، هى «أولجا مونياكوفا» التى جاءت إليها بعد زواجها من مصرى، وعاشت بمدينة الإسكندرية وتشبعت بثقافة المصريين، وأصبحت تتحدث اللغة العربية بطلاقة، وتفهم جيدًا وتستوعب اللغة بحكم الاحتكاك بالثقافة المصرية والعادات الاجتماعية والثقافية، التقت «اليوم السابع» بها لتحكى تفاصيل وجودها ومسيرتها من روسيا إلى الإسكندرية.
وتقول «أولجا»: إنها فى مصر منذ 34 سنة، فهى تزوجت من مصرى مقيم بمحافظة الإسكندرية، وجاءت معه من روسيا بعد زواجهما، وأنجبت طفلين وعاشت معه بالإسكندرية، فهى تعرفت على زوجها فى إحدى الجامعات فى روسيا أثناء دراستها التربية الرياضية، وزوجها يدرس الماجستير فى موسكو، تزوجا وأنجبت نجلتها الكبرى وبعد ذلك جاءت إلى الإسكندرية وبعدها أنجبت نجلها.
وأضافت، أنها أقيمت فى منزل زوجها وتأثرت بوالدته التى عاشت معها 5 سنوات، وتعلمت منها كل شىء واستطاعت تعويضها عن والدها ووالدتها التى تركتهما وجاءت إلى مصر، لتقيم مع زوجها حسب الأعراف المعتاد عليها أن تكون السيدة موجودة مع زوجها فى محل إقامته.
وأوضحت أنها تعلمت من والدة زوجها كل الأكلات المصرية، مثل الجلاش وشوربة لسان العصفور وطاجن البامية والرز المعمر، فهى كانت سيدة حكيمة ذات شخصية قوية، ولديها حنان وطيبة تستوعب كل من حولها وتعلمت منها إدارة المنزل وساعدتها فى تربية أبنائها، وتقدم لها النصائح على الرغم من اختلاف اللغة، ولكن كان هناك تواصل دائم ورحيلها أثر فيها للغاية.
واستطردت حديثها بأنها عملت فى البيت الروسى، وهو المركز الثقافى الروسى بالإسكندرية، وهو بيتها الثانى منذ 15 عاما، وكانت توفق بين بيتها وتربية أبنائها، بالإضافة إلى ممارسة هوايتها المفضلة، السباحة، وتخوض بطولات رياضية عديدة حتى الآن، كما أنها تشارك فى فريق كورال مكتبة الإسكندرية، وتغنى وتشارك معهم حفلات مختلفة.
وأكدت أنها حققت تسجيلا جديدا مصريا فى السباحة، وحققت بطولات عديدة منها بطولة الإسكندرية والعالمية التى يشارك فيها أعمار مختلفة بدءا من 25 عاما.
وأوضحت أنها تعيش حياتها وتمارس هوايتها فى مصر، وتوفق بين كل المسؤوليات، وهى أساسيات تعلمتها فى مصر ومن والدة زوجها وصبرت على تعليمها حتى تمكنت من اللغة العربية، وتعلمت إدارة المنزل، مشيرة إلى أنها لم تجد صعوبات لأن أسرة زوجها تعاملها بطريقة جيدة.
أما عن شهر رمضان المبارك، قالت: كان له طابع خاص قديما، تتجمع الأسرة على مائدة واحدة، وكانت تشاهد والدة زوجها تهتم بإحضار الطعام والحلويات الخاصة بشهر رمضان مثل الكنافة والقطايف، وتشاركها فى إعداد الطعام بشكل يومى، بالإضافة إلى استعدادات عيد الفطر وإعداد كحك العيد فى المنزل، فهى ذكريات لا يمكن نسيانها عاشتها بمصر فى فترة التسعينيات، فهى أجواء لا يوجد مثلها فى أى مكان آخر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة