دعا مجلس بطاركة ورؤساء كنائس القدس، الجمعة، المجتمع الدولي، لضمان الأمان، والوصول، والحرية الدينية للمجتمع المسيحي المحلي، وملايين الحجاج المسيحيين الذين يزورون الأراضي المقدسة سنويا، إضافة إلى المحافظة على الوضع الراهن.
وأعرب المجلس، في رسالته السنوية بمناسبة عيد الفصح المجيد، عن قلقه من "تصاعد أحداث العنف في الأراضي المقدسة في الأشهر الأخيرة".
وأشار البيان إلى أن اعتداءات التي تعرضت لها الكنائس والمقابر المسيحية والاحتفالات الدينية ومنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي آلاف المصلين من الوصول إلى الأماكن المقدسة في القدس.
ويخشى بطاركة ورؤساء الكنائس من تكرار اعتداءات شرطة الاحتلال الإسرائيلي على الاحتفالات الدينية في أحد الشعانين وسبت النور المقدس، ومنع وصول آلاف المصلين من محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة إلى القدس للمشاركة في هذه الاحتفالات.
ويضطر الفلسطينيون للحصول على تصاريح للمرور من حواجز الاحتلال الإسرائيلي المحيطة بمدينة القدس، في طريقهم إلى أماكن العبادة المسيحية والإسلامية في المدينة المقدسة، ما يشكّل انتهاكا للقوانين الدولية التي تضمن حرية العبادة.
وتعرضت عدة كنائس في القدس لاعتداءات من المستوطنين، دون أن تتخذ شرطة الاحتلال الإسرائيلي أي إجراءات تجاه إرهاب المستوطنين.
وفي 19 مارس الجاري، حاول مستوطنان، الاعتداء على كنيسة قبر العذراء مريم "الجثمانية" في مدينة القدس المحتلة.
وأدانت بطريركية الروم الأرثوذكس الاعتداء على الكنيسة، ومحاولة إلحاق الايذاء الجسدي بالمطران يواكيم وهو يرأس الصلاة والشعائر الدينية، والاعتداء بالضرب على أحد الكهنة.
وأشارت إلى أن "هذه الجريمة البغيضة تأتي في وقت الصوم والاستعداد لاستقبال عيد القيامة والشعائر المرافقة له، خاصة يوم سبت النور، الذي يعاني المسيحيون فيه من تضييقات تهدف الى الحول دون وصولهم الى كنيسة القيامة لممارسة حقهم الطبيعي بالعبادة.
كما شددت البطريركية على أن الاعتداءات الارهابية التي تستهدف الكنائس والمقابر والممتلكات المسيحية بالاضافة إلى الاعتداءات الجسدية واللفظية بحق رجال الدين المسيحي على يد المجموعات الصهيونية المتطرفة، والتضيقات ومنع ممارسة العبادة بحرية، باتت أحداث شبه يومية تزداد وتيرتها في مواسم الأعياد المسيحية، ولا يُحرك لها ساكناً، محلياً ودولياً، بالرغم من النداءات والمناشدات والاحتجاجات التي تقوم بها كنائس الأراضي المقدسة بشكل فردي وجماعي، بحيث أصبح الوجود المسيحي الأصيل قي الأراضي المقدسة مُعرض للخطر الشديد.
وأكدت البطريركية أن هذه الاعتداءات على المقدسات والممتلكات والتراث والهوية هي ممارسة مخالفة للقانون الدولي، الذي يحث بصراحة ووضوح على حماية المقدسات الدينية في القدس وينص على ضرورة احترام حقوق الإنسان والحريات الدينية.
ودعت المجتمع الدولي للتدخل الفوري من أجل توفير الحماية للفلسطينيين ومقدساتهم الإسلامية والمسيحية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة في القدس، والتي تتعرض لأبشع أشكال الانتهاك والاعتداء على أيدي المجموعات الصهيونية المتطرفة.
ومنذ مطلع العام الجاري، ارتكب المستوطنون عدة اعتداءات على الأماكن المقدس المسيحية في القدس، حيث اقتحم مستوطن كنيسة "حبس المسيح" في البلدة القديمة من القدس المحتلة، وقام بتكسير وتحطيم بعض محتوياتها، وحاول إشعال النار فيها، كما تعرضت مقبرة الكنيسة الأسقفية لاعتداء وتكسير للصلبان، كما تعرضت البطريركية الأرمنية في إلى محاولة لاقتحامها، وخطت عبارات عنصرية على جدرانها.
يذكر أن الكنائس التي تسير حسب التقويم الغربي، تحتفل بعد غد الأحد، بـ "أحد الشعانين"، حيث تنطلق المسيرة الدينية التقليدية من كنيسة بيت فاجي بجبل الطور بالقدس باتجاه باب الأسباط، حيث يترأس بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا، صلاة احتفالية في كنيسة القديسة حنة "الصلاحية"، داخل أسوار البلدة القديمة، قبل أن تنطلق مسيرة كشفية من باب الأسباط إلى باب الجديد.
واعترضت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، العام الماضي، طريق المسيرة الكشفية عند باب العامود، وحاولت تغيير مسارها، إلا أن قادة المجموعات الكشفية تحدوا إجراءات الاحتلال وواصلوا المسيرة.
وتحاول سلطات الاحتلال إفراغ المدينة المقدسة من الوجود الفلسطيني، المسيحي والإسلامي، لتنفيذ مخططاتها التهويدية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة