حكايات المؤثرين.. "سليم حسن" عاشق الآثار.. عينه الملك فؤاد كأول مصرى بمنصب وكيل عام مصلحة الآثار.. ثورة 1919 كانت سببا رئيسيا فى التحاقه للعمل بالمصلحة وتدخل وزير الأشغال لتعيينه أمينا عاما مساعدا للمتحف المصرى

الإثنين، 06 مارس 2023 10:12 م
حكايات المؤثرين.. "سليم حسن" عاشق الآثار.. عينه الملك فؤاد كأول مصرى بمنصب وكيل عام مصلحة الآثار.. ثورة 1919 كانت سببا رئيسيا فى التحاقه للعمل بالمصلحة وتدخل وزير الأشغال لتعيينه أمينا عاما مساعدا للمتحف المصرى سليم-حسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شخصيات ورموز مصرية كانت وما زالت مؤثرة، ولها صيت كبير، سواء على المستوى المحلى أو العربى والعالمى، أثرت وتؤثر فينا، فى مجالات كثيرة ومتنوعة سواء فنية أو علمية أو دينية أو اقتصادية أو سياسية وغيرها الكثير والكثير.

 

وتحرص «اليوم السابع» على إعادة حكايات تلك الرموز وتاريخها المُضىء، وفى إطار حرص الدولة وتوجُهها بإحياء الهوية المصرية ورموزها، حفاظا على تاريخنا العريق وللاستفادة من تلك القصص المُلهمة، وتقديم القدوة الحسنة للشباب والأجيال القادمة، وذلك من خلال تناول بروفايل لأبرز الشخصيات المُتميزة فى مصر، أسبوعيا على صفحات «اليوم السابع».
 
عينه الملك فؤاد عام 1936 أول مصرى يتولى منصب وكيل عام مصلحة الآثار وهو ما أثار غضب الأجانب عليه
 
ثورة 1919 كانت سببا رئيسيا فى التحاقه للعمل بمصلحة الآثار وتدخل وزير الأشغال لتعيينه أمينا عاما مساعدا للمتحف المصرى.
 
 

هذا العالم الكبير ظلمته موسوعته..!

كل من يعرفه من زملائه وأصدقائه وتلاميذه داخل مصر وخارجها يدركون أن اختزال اسمه فى كتابه الأشهر «موسوعة مصر القديمة» يعتبر ظلما كبيرا له وتجاهل لإنجازاته الأخرى ومؤلفاته التى لا تقل أهمية عن موسوعة مصر القديمة، بمجرد ذكر اسم الدكتور سليم حسن يقف له كبار الأثريين فى مصر والدول العربية والعالم تقديرًا وإجلالًا فهو عميد الأثريين العرب وعاشق الآثار المصرية الذى أفنى عمره من أجلها، فقد كان له عمليًا وميدانيًا العديد من الاكتشافات الأثرية المهمة خصوصًا فى المنطقة المحيطة بأهرامات الجيزة، لكن هذا الكتاب أو كما يصفه الأثريون وعلماء الآثار بـ«السفر الكبير» صار مقرونا باسم سليم حسن أو سليم حسن وموسوعته، فهو يتسع لـ16 جزءا ولذلك قال عنها العلماء بأنها «أعظم موسوعة فى التاريخ المصرى القديم وتاريخ الحضارة المصرية القديمة، فهى تعد الموسوعة المتكاملة الوحيدة، فى أى لغة من لغات العالم، التى وضعها وصنفها عالم واحد بمفرده».
 
سليم-حسن---3
 
فى هذه الموسوعة يتناول الدكتور سليم حسن شرحًا دقيقًا وتحليلًا مستفيضًا عن مراحل وتاريخ الحضارة المصرية، بداية من عصور ما قبل التاريخ حتى قرب نهاية العصر البطلمى. 
 
فى كتابه «أوراق فرعونية: من دفتر عالم آثار شهير» يسرد مسيرة طويلة وحكايته مع التاريخ المصرى والآثار المصرية، وهى مسيرة عالم واجهته صعاب كثيرة حتى يتبوأ مكانته الكبيرة كأشهر عالم آثار مصرى وعربى، ويصبح عميدا للأثريين العرب مثل أحمد شوقى فى الشعر وطه حسين فى الأدب.
فى قرية ميت ناجى التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية فى 15 إبريل عام 1893 ولد سليم حسن، بقرية يقسمها الرياح التوفيقى إلى نصفين تقريبا وتبعد عن المنصورة، عاصمة محافظة الدقهلية بنحو 52 كم، بعدها بسنوات قليلة يتوفى والده فتقوم أمه واسمها كما تذكر روايات أهل القرية الحاجة «آمنة أبو العلا الفك»، برعايته مع 5 أشقاء وشقيقات، وتصر على استكمال تعليمه، وبالفعل ينهى سليم مرحلة التعليم الابتدائى والثانوية ويحصل على شهادة البكالوريا عام 1909.
 
سليم-حسن
 
يلتحق سليم حسن بمدرسة المعلمين العليا ويتم اختياره لإكمال دراسته بقسم الآثار الملحق بهذه المدرسة لتفوقه فى علم التاريخ، وبعد أن أتم دراسته بمدرسة المعلمين العليا عام 1912 حاول أن يلتحق بالمتحف المصرى بمسعى من أحمد كمال باشا «1851 - 1923م»، إحدى الشخصيات البارزة فى الدراسات الأثرية فى مصر وأول مؤرخ عربى يكتب فى تاريخ مصر وحضارتها القديمة كتابة علمية سليمة، وعلى يديه ظهر جيل من كبار علماء التاريخ والآثار، وصار رائد المدرسة المصرية فى الدراسات الأثرية، لكنه لم يوفق بسبب احتكار الأجانب العمل بمصلحة الآثار عقب الاحتلال الإنجليزى لمصر، فعمل مدرسا للتاريخ واللغة الإنجليزية بالمدرسة الناصرية بالقاهرة ثم نتم نقله إلى مدرسة طنطا الثانوية، ومنها إلى أسيوط ثم إلى القاهرة مدرسا فى المدرسة الخديوية الثانوية مدرسا للتاريخ بالمدارس الأميرية.
 
سليم-حسن---4
 
أثناء انشغاله بالتدريس اشترك فى وضع الكتب التاريخية التى كانت مقررة على طلبة المدارس، وهو فى صغير فألف «تاريخ مصر من الفتح العثمانى إلى قبيل الوقت الحاضر»، و«تاريخ أوروبا الحديثة وحضارتها»، وشاركه فى التأليف «عمر السكندرى»، وترجم «تاريخ دولة المماليك فى مصر» بالاشتراك مع «محمود عابدين»، و«صفحة من تاريخ محمد على» بالاشتراك مع «طه السباعى».
 
حاول الدكتور سليم حسن عدة مرات الالتحاق بالعمل بمصلحة الآثار لكن محاولاته فشلت سيطرة الأجانب عليها ولم يتحقق حلمه إلا عقب ثورة 1919، وجاءت الثورة لتؤجج الشعور الوطنى وتشعل الحماس فى النفوس وتبدأ الأوضاع السياسية والاجتماعية فى التغيير لصالح النخبة المصرية، ويصبح الوزراء المصريون بعدها أكثر استقلالا وأوسع نفوذا، هنا جاءت الفرصة التى طال انتظارها للدكتور سليم حسن، للالتحاق بمصلحة الآثار، فقد تم تعيين محمد شفيق باشا وزيرا للأشغال والموارد المائية وهو من مواليد عام 1868 وتخرج فى مدرسة المهندسخانة عام 1889، وتولى الوزارة فى الفترة من 4 مارس 1920 وحتى1 مارس 1922، وكانت له إنجازات وأعمال كثيرة من أهمها بعد مناصبه الرسمية السعى لتكوين نقابة للمهندسين الذين رشحوه أول نقيب لهم فى عام 1946.
انتهز محمد شفيق باشا فرصة تعيين أمينين فرنسيين بالمتحف المصرى وأصر على تعيين أمينين مصريين مساعدين لهما، فالتحق سليم حسن بالمتحف أمينا مساعدا عام 1921 بعد أن كانت الوظائف فيه حكرا على الأجانب وهناك تتلمذ على يد العالم الروسى «جولنسيف». 
 
أثناء عمله بالمتحف المصرى يسافر سليم حسن إلى باريس على نفقته الخاصة لحضور الاحتفال بمرور 10 عام على فك شامبليون لرموز اللغة الهيروغليفية، وتمكّن من زيارة عدة متاحف أوروبية، وفيها اكتشف سليم حسن أن كل آثار مصر مسروقة ومعروضة فى المتاحف الدولية، مثل رأس نفرتيتى التى شاهدها فى برلين، وبعد عودته إلى القاهرة شرع فى كتابة سلسلة من المقالات لجريدة الأهرام تحت عنوان: «الآثار المصرية فى المتاحف الأوروبية» كشف فيها عن أسرار سرقة الآثار المصرية، ودور الأثريين الأجانب فى ذلك، وصب جامَّ غضبه على الفرنسيين والألمان والإنجليز، وطالب بتحرُّكٍ رسمى وشعبى لاستعادة ذلك الإرث المصرى الخالص، مما أثار غضب المشرفين على الآثار من الأجانب والمصريين عليه.
 
كان من الواضح أنَّ المقالات التى كتبها سليم حسن كانت لها الفضل فى أن تتجه أنظار الملك فؤاد إليه، ويقرر فى عام 1936 أن يعينه كأوَّل مصرى فى منصب وكيل عام مصلحة الآثار، وهو منصب كان مقتصرًا على علماء الآثار الأجانب، وهو الأمر الذى أثار غضب الكثيرين من المصريين والأجانب وراحوا يدسُّون له الدسائس محاولين إبعاده عن المنصب، وخصوصًا لوضوح اتِّجاهه برفض سرقة وتهريب الآثار من خلال حملته الصحفية السابقة، خاصةً أنه عاد من الخارج محمَّلًا بمسؤوليَّة إنهاء الاحتكار الأجنبى للآثار المصرية.
 
عام 1922 يثير اكتشاف أثارت مقبرة توت عنخ آمون دهشة الناس فى العالم وإعجابهم بالحضارة المصرية القديمة، وبدأت تتولد فى نفوس المصريين جينات الاعتزاز بتراثهم المجيد، فتداعت الأصوات وطالبت بضرورة إرسال بعض المصريين لدراسة علم الآثار المصرية الخارج، فسافر سليم حسن إلى باريس، عام 1925م ويلتحق بجامعة السوربون ويحصل منها على دبلومتين فى اللغة والديانة المصريتين القديمتين وحصل على دبلوم اللغات الشرقية واللغة المصرية القديمة من الكلية الكاثوليكية ودبلوم الآثار من كلية اللوفر كما حصل فيما بعد على درجة الدكتوراه فى عِلم الآثار من جامعة فيينا.
يعود الدكتور سليم حسن إلى مصر عام 1927 محملًا بالعلم والدراسة والخبرة ويحاول المسؤولون إقناعه بأن مكانه الطبيعى هو المكتبة وأن عمله الأساسى هو ترجمة دليل المتحف، وكان ذلك يعنى تجميدًا لنشاطه، لكن هذا لم يدم طويلاً، فاستدعته كلية الآداب بالجامعة المصرية للتدريس بها، وترقى فى المناصب العلمية إلى أن بلغ درجة الأستاذية مع الإشراف على حفائر الجامعة بمنطقة أهرامات الجيزة. ولم تحل أعباء التدريس وأعمال الحفر والتنقيب دون مواصلة للدراسة والبحث، فوضع بحثًا قيما نال عليه درجة الدكتوراه من جامعة فيينا، سنة 1935.
 
ويبدأ فى عام 1929 أعمال التنقيب الأثرية فى منطقة الهرم لحساب جامعة القاهرة بالمشاركة مع عالم الآثار النمساوى يونكر، وكان من أهم الاكتشافات التى نتجت عن هذه الأعمال مقبرة «رع ور»، وهى مقبرة كبيرة وضخمة وجد بها العديد من الآثار، ويستمر فى أعمال التنقيب حتى عام 1939م ليكتشف خلال تلك الفترة حوالى 200 مقبرة بالإضافة إلى مئات القطع الأثرية والتماثيل ومراكب الشمس الحجرية للملكين خوفو وخفرع.
كما كشف مقبرة الملكة خنكاوس آخر ملوك الأسرة الخامسة وحلقة الوصل بين تلك الأسرة والأسرة السادسة وصممت المقبرة على هيئة تابوت أقيم فوق صخرة كبيرة وأطلق سليم حسن على هذه المقبرة «الهرم الرابع»، وكانت حفائر سليم حسن فى منطقة أبى الهول من أهم أعماله التى كشفت عن أسرار «أبو الهول» وما يحيط به من غموض وإيهام وامتد نشاطه إلى منطقة سقارة ومنطقة النوبة.
 
الدكتورة ضياء أبو غازى عالمة الآثار المصرية وأول سيدة تتولى قيادة المتحف المصرى تحصى جهود سليم حسن فى عمليات الحفر والتنقيب التى استمرت 10 سنوات «1929 - 1939م»، ونشرت قائمة بها فى حوليات مصلحة الآثار 1964 فبلغت 171 عملا، والدكتورة ضياء المولودة ف فى 24 يناير 1924، كان والدها محمود أبو غازى مدرسًا للتاريخ، وخالها المثال محمود مختار، وخريجة معهد الآثار التابع كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول قسم التاريخ فى الكلية عام 1946، والحاصلة على درجة الدكتوراه فى عام 1966 عن رسالة «عبادة رع فى الدولة القديمة»، بإشراف الدكتور عبدالحميد زايد. وتوفت فى إبريل 2001، بعد نجاحاته وإنجازاته يتم تعيين الدكتور سليم حسن وكيلًا عامًا لمصلحة الآثار المصرية ليصبح أول مصرى بهذا المنصب ويكون المسؤول الأول عن كل آثار البلاد. 
 
وأثناء توليه وكيلا لمصلحة الآثار تمكن الدكتور سليم حسن من إعادة مجموعة من القطع الأثرية كان يمتلكها الملك فؤاد «26 مارس 1868 - 28 أبريل 1936»، إلى المتحف المصرى وقد حاول الملك فاروق - تولى حكم مصر من 1937 وحتى 26 يوليو 1952- استعادة تلك القطع ولكن سليم حسن رفض ذلك، غضب فاروق منه وكان دائمًا ما يردد مقولة عن مواقف سليم حسن فى حماية آثار بلاده: «هو الفلاح دا ورايا ورايا»، تعرض سليم لمضايقات شديدة أدت إلى تركه منصبه عام 1940م وإحالته للمعاش، يذكر الباحث محمد عبدالواحد فى كتابه «مأساة صنعت موسوعة» أنه عندما رفض سليم حسن إعادة مقتنيات الملك فؤاد لابنه فاروق تم تلفيق له تهمة سرقة قطع أثرية من المتحف المصرى بعد 3 سنوات منذ تولِّيه المنصب فى عام 1936م، وبعدها أحيل للمعاش.
ويذكر محمد عبدالواحد ما نشره سليم حسن نفسه فى جريدة الأهرام عام 1959م: «لقد اتهمت فى يوم من الأيام على يد فرنسى كان صديقا لفاروق، ويومها ظهر الحق وقدم النائب العام استقالته بسبب قضيتى».
سليم-حسن---2
 
كانت صدمة العمر واختبار قاس لعاشق الآثار كادت أن تصيبه بلوثة عقلية أو نوبة توهان بعيدًا عن عشقه الأول، لكن صمد فى وجه الأزمة العنيفة بالكتابة واللجوء إلى التأريخ والحكى وهو ما تحقق فى سنوات ليظهر فى عمل جليل هو «موسوعة مصر القديمة»، ولم ينس سليم حسن إهداء إلى من باعدوا بينه وبين الوظيفة وقربوه للإبداع، لتخرج الموسعة فى ثمانية عشرة جزءا يستعرض تاريخ المحروسة منذ عصر ما قبل التاريخ الذى تعود الأثريون إهماله وليثبت أن حضارة مصر تفوق 400 ألف سنة وليست سبعة آلاف عام، ليتتبع الأحداث مرورًا بالدولة العتيقة، وعصر بناة الأهرامات، والدولة الوسطى، غزو الهكسوس، الدولة الحديثة حتى يصل بنا إلى نهاية عصر البطالمة، ولا ينسى أن يحدثنا عن كل حجر مبدع، وكل جدار يحمل قصة، وكل سيرة للسياسة والحكم والاقتصاد والأدب الذى أفرد له جزآن تتبع خلالهما حركة المسرح والشعر بشكل غير مسبوق، يبدو أن سليم حسن لم يعرف بمصير موسوعته التى كانت تكفيه، فترجم فجر الضمير لهنرى بريستيد، وقدم كتابا رائعا عن «أبو الهول» باللغة الإنجليزية تتبع فيه كل صغيرة وكبيرة عنه فى كل العصور، ونظر إلى كليوباترا نظرة مختلفة باعتبارها امرأة وطنية محبة للبلاد.
 
جرت مياه كثيرة فى مجرى السياسة وتغيرت الأوضاع فى مصر وقامت ثورة 23 يوليو 52، واستعانت الحكومة المصرية فى عام ١٩٥٤، وهى الحكومة التى تولى رئاسة الوزراء فيها جمال عبدالناصر، بخبرة سليم حسن الكبيرة فيوفده عبدالناصر لزيارة أهم متاحف العالم التى تعرض آثارا مصرية، كما عينه مستشارا للمتحف المصرى، وكلفه بإعداد تقرير عن تأثير السد العالى على الآثار، وهو ما كان له تأثير على النداء الذى أطلقته مصر والسودان لليونسكو لإنقاذ آثار النوبة، وعينه جمال عبدالناصر مستشارا له وأشرف على حفائر مصلحة الآثار عام 1958، وجرد المتحف المصرى فى عام 1959. 
 
فى عام 1960 يتم انتخاب الدكتور سليم حسن عضوا بالإجماع فى أكاديمية نيويورك التى تضم أكثر من 1500 عالِم آثار من 75 دولة، اعترافًا منَّا بما لاسمك من مكانةٍ علميَّةٍ فى ميدان دراسة الآثار، وتقديرًا لجهودك الرائعة وأعمالك المتواصلة فى خدمة العلم»، كما جاء فى خطاب الأكاديمية الأمريكية، لكن لم تتلق الأكاديمية ردا من سليم حسن، فالخطاب قد وصل متأخرا فقد مات سليم حسن رحمه الله فجر يوم 30 سبتمبر عام 1961 وهو فى الخامسة والسبعين من عمره.
قدم سليم حسن العديد من الدراسات الرائدة فى هذا المجال كان منها عمله الضخم والأبرز «موسوعة مصر القديمة» التى تتكون من ستة عشرة جزءًا وبدأ فى نشرها 1940م وأصدر الجزء السادس عشر عام 1960، وتناول تاريخ مصر وحضارتها من عصر ما قبل التاريخ، ومرورًا بالدولة القديمة والوسطى والرعامسة والعهد الفارسى، وانتهاءً بأواخر العصر البطلمى، وكان قد شرع فى كتابة الجزء السابع عشر عن كليوباترا، لكن حال موته دون إصداره، وهذه الموسوعة تغنى القارئ عن عشرات الكتب والمراجع التى تتناول تاريخ مصر فى هذه الفترة الطويلة، ولم يسبق أن تناول عالم واحد كل هذه الفترة فى مؤلف له.
إلى جانب الموسوعة هناك مؤلفه «الأدب المصرى القديم» الذى نشره 1945 فى مجلَّدين، تناول فيهما الأدب فى مصر القديمة، وكتب فصلًا كبيرًا عن الحياة الدينية وأثرها على المجتمع فى المجلد الأول من «تاريخ الحضارة المصرية» الذى أخرجته وزارة الثقافة والإرشاد القومى.
 
وفى ميدان الترجمة نقل إلى العربية كتاب «ديانة قدماء المصريين» للعالم الألمانى «شتيدورف» سنة 1923م، أما عن مؤلفاته التى كتبها بغير العربيَّة فقد بلغت ثلاثة وثلاثين مؤلَّفًا، وضمَّت كتبًا علميَّةً ككتابه عن «أبو الهول»، وكتابه عن «الأناشيد الدينية للدولة الوسطى»، بالإضافة إلى بحوثه ومقالاته فى حوليَّات مصلحة الآثار والمجلات الأثرية الأجنبية، وتقارير حفائر فى الجيزة وسقارة والنوبة.
وكانت مكتبة الأسرة قد قامت بإصدار طبعة خاصة من موسوعة مصر القديمة خلال عام 2001، كذلك كتاب الأدب المصرى القديم، كما أصدرت طبعة خاصة من كتاب أبو الهول خلال عام 1999. 
p.2
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة