"سبيتو" الإيطالى وجد فى الجرانيت صلابة يبحث عنها
"تاريخ السمبوزيوم العريق يضعه على رأس أهم الملتقيات الفنية فى الشرق، فقد كان السمبوزيوم هو المحطة الثانية فى تاريخ فن النحت الحديث فى مصر، بعد عودة الروح إليه من جديد على يد فرعون النحت المصرى الفنان العالمى الرائد محمود مختار"، هكذا عبرت وزارة الثقافة عن سمبوزيوم أسوان الدولى لفن النحت والذى يقام فى أسوان سنوياً بعد أن أسسه الفنان الراحل آدم حنين.
وفى الدورة الـ27 لسمبوزيوم أسوان، شارك نحو 17 فناناً من مصر ومختلف دول العالم بأعمال فنية رائدة تبرز ثقافات وفنون من مختلف أنحاء العالم، لتجتمع أعمالهم الفنية فى بانوراما مبهرة بأكبر متحف مفتوح للسبموزيوم على ضفاف نهر النيل، ليصبح مزاراً سياحياً جديداً يضاف إلى خريطة أسوان السياحية.
وشارك فى هذه الدورة، 17 فنانًا، من مصر: أحمد بسيونى، سمر البصال، الدكتور عبد العزيز صعب، الدكتور على سالم، وئام على، بجانب الفنانين الأجانب بيدرو خوردان "إسبانيا"، جوزيبى سبيتو "إيطاليا"، على عزت "السودان"، لوران مورا "فرنسا"، وشباب الورش، برجوا النجار، تسنيم عياد، ريم الحفناوي، مايكل عادل، تسبيح محمد، حازم الشناوى، شاهيناز مجدي، عبد الرحمن محفوظ.
وحول الأعمال الفنية، يشارك الفنان أحمد بسيونى من مصر بعمل فنى بعنوان: "نحو التوازن"، ويعتبر نفسه من المحظوظين، لأنه الوحيد الذى تم اختياره من بين أعضاء ورشة العام الماضى للمشاركة للمرة الثانية فى الدورة 27 من سمبوزيوم أسوان ضمن المجموعة الأساسية، ويشعر أحمد بفارق كبير بين مشاركته العام الماضى وهذا العام، وذلك بسبب إحساس الثقة الذى تولد لديه فى التعامل مع الأحجام الكبيرة من الجرانيت والتنوع ما بين استخدام الجرانيت الأحمر والأسود، ويؤكد أن المراحل النهائية فى العمل تحتاج إلى دقة لربط القطع لذلك يشعر بمسئولية كبيرة يتمنى أن يكون على قدرها، ويقدم أحمد هذا العام قطعة مختلفة نحت تفاعلى بخامة الجرانيت الصلبة مضيفا إلى الخامة عنصر الحركة وهذه معادلة من الصعب أن تتحقق مع صلابة الخامة وحجم العمل الذى ينفذه بإبعاد 3 م × 2 م × 60 سم.
ويشارك "بيدرو جوردان" من إسبانيا، بعمل فنى بعنوان: "حفرية النجم"، وهى المشاركة الأولى فى سمبوزيوم أسوان الدولى للنحت، و يستلهم "بيدرو" من الطبيعة أفكار أعماله فهو يفضل التعامل مع عناصرها الأولية ليجسدها فى أعمال فنية، ومن خلال مشاركته الأولى فى السمبوزيوم يقدم عمل نجمة متحللة، وعلى الرغم من أن دراسته كانت بعيدة كل البعد عن فن النحت إلا أنه كان متأكدا أن حياته لابد وأن تقوده إلى عالم الأحجار، وبدأ دراسة الهندسة لكنه لم يكملها، والتحق بأحد المعاهد الفنية لدراسة الميكانيكا، بعدها التحق بالعمل فى أحد المصانع، وبجانب عمله درس الرسم والنحت وحصل على شهادة من أكاديمية الرسم الفنى.
ويشارك "جوزيبى سبيتو" من إيطاليا، بعمل فنى بعنوان: "اتصال"، ويستخدم "جوزيبى" الخشب والبرونز والحديد، لكنه وجد فى الجرانيت الصفات التى يبحث عنها، من قوة وصلابة واتزان، ليقدم عمله الفنى المستلهم من الهرم "بيروس" وهو مصطلح فى اليونانية القديمة يعنى اللهب، وهذا الشكل يمثل العلاقة بين الإنسان وإبداع الله، ويمثل اللهب العلاقة بين المادى والروحى ولكنه يستخدم أيضا كرمز للقوة.
وتشارك الفنانة سمر البصال من مصر، بعمل فنى بعنوان: "تأنيث الحجر"، وتقدم هذا العام جسد أنثوى فى وضعه هرمى الشكل غير مألوف للعين، استوحت حركته من حركة "الإلهة نوت" عند المصرى القديم، وهو عمل تجريدى عضوى مكون من قطعتين متصلتين وتم الوصل بينهما من خلال خطين أساسيين، وهما المسئولان عن حركة الكتلتين، للوصول إلى حالة الانسجام والتناغم بينهما.
ويشارك الفنان الدكتور عبد العزيز صعب، من مصر، للمرة الأولى فى سمبوزيوم أسوان، ويرى أن الفن لو لم يحقق متعة للمشاهد، فلا معنى له، ومقتنع أن العمل يجب أن يكون له علاقة بالإنسانية، يؤثر فى المجتمع ويضيف إليه، ويعبر بهذه الفلسفة عن رؤيته الفنية، ويقول: "لتنفيذ عمل نحتى مكتمل، يجب أن يسبقه إعداد مدروس حتى أستطيع نحت الشخصية من الداخل"، ويقدم فكرة ارتباط الإنسان المصرى القديم بالأرض، ونفذ تمثالاً لفلاحة مصرية بتحليل شخصى متبعاً المدرسة الكلاسيكية الحديثة دون الإغراق فى الواقعية واختار نحت تمثال لامرأة لأن المرأة كما يراها أكثر عطاء من الرجل، وهى الأم التى تحتوى أبنائها وهى الأمة التى توحد الشعوب، واستخدم الجرانيت الوردى.
ويشارك الفنان على عزت من السوان، بعمل فنى بعنوان: "العقدة"، والعمل عبارة عن معالجة تشكيلية بالخط اللين ومحاولة تعبيرية وإيحاء يقود عين المشاهد مكوناً خطوط انسيابية صاعدة يستهدف منها فكرة الصعود أو النهوض.
ويتعامل الفنان على سالم، مصرى مقيم فى فرنسا، مع الجرانيت لأول مرة الذى يختلف فى طبيعته عن الطين والشمع والجبس التى كان يستخدمها طوال مشواره الفنى، فكان عليه أن يركز على خروج القطعة بشكل يشبه أعماله ومدرسته الفنية.
ويشارك الفنان "لوران مورا" من فرنسا، بعمل فنى بعنوان: "التحدى"، ويقدم خلاله قطعة مجردة عالية التقنية لما تحتويه من تفاصيل وهى موتور دراجته البخارية الخاصة واعتمد خلال عمله على التناقض الحاد فى ملامسة الكتلة، فهناك أجزاء خشنة وأخرى ناعمة، واستخدم الجرانيت الوردى وطعمه بالجرانيت الأسود.
واختارت الفنانة وئام على، من مصر، أن تنفذ هذا العام عمل تجريدى "طائر مهاجر" استوحته من حورس بمعبد إدفو وهو الحامى "إله الشمس عند المصرى القديم" كما يرمز أيضاً للخير والعدل، و"المهاجر" يشبه الصقر المستقيم يأخذ وضع الانطلاق مقدم الرجل اليسرى عن اليمنى.
ويشارك الفنان "برجوا النجار" بعمل فنى بعنوان: "تكريم المرأة" إيماناً منه بتكريم المرأة ومكانتها فى المجتمع، وتأثراً بالحضارة المصرية القديمة، معلقاً عن مشاركته فى السبمزيوم: " كان لدى رغبة فى العمل داخل مجموعة تضم نحاتين من مصر والخارج يعملون بنفس الخامة، كما أن العمل على أرض أسوان ملهم".
وتشارك الفنانة تسنيم عياد، من مصر، بعمل فنى بعنوان: "الترابط" وهو عمل تجريدى مستوحى من عنصر الطائر، فمن خلال ثلاثة طيور متحدين سوياً على قاعدة مستطيلة عبرت الفنانة عن فكرة الترابط والاتحاد بشكل عام بين الشعوب والثقافات أو الحضارات وأيضا بين الإنسان ووجدانه لتحقيق أهدافه، وأوضحت تسنيم أنها تتبع مفهوم الاستمرارية فى معظم أعمالها.
وتشارك الفنانة ريم الحفناوى، من مصر، بعمل فنى بعنوان: "أوديسا"، وذلك يعكس حبها للأساطير القديمة وتاريخ الفن هو ما دفعها إلى نحت أوديسا، على غرار "الأودسية" المركب التى أنقذت "أوديسيوس" أحد أبطال حرب طروادة، والتى شهدت قصة عودته إلى موطنه فى رحلة مدتها 10 سنوات، ليعود لمملكته وزوجته وابنه.
ويشارك الفنان مايكل عادل، من مصر، بعمل فنى بعنوان: "ما نأكله يأكلنا"، وتبنى من خلاله الإنسان قضية وآمن بها، فإنها تأخذ من وقته وجهده، وإذا تبنى عقيدة منحته الأمان والسلام وبدوره يساعد هو فى انتشارها، ووفقاً لفكره الفلسفى يرى مايكل عادل أن "كل ما نأكله يأكلنا".
وشاركت الفنانة تسبيح محمد، من مصر، بعمل فنى بعنوان: "استغاثة"، وعبرت خلال عملها عن بيئتها التى نشأت فيها، فقدمت عمل نحتى مجرد لكائن بحرى، فى محاولة منها للفت الأنظار إلى قضية التلوث البحرى واختلال البيئة البحرية وتعرض بعض الكائنات البحرية والأسماك إلى الانقراض، واستخدمت حلول تشكيلية هادئة.
ويشارك الفنان حازم الشناوى، من مصر، بعمل فنى بعنوان: "لا للتنمر"، ويقدم تمثال لطفل بدين مجرد الهيئة يرفع أحد ساقيه ويرفع ذراعيه كطائر فى الهواء فى محاولة منه للتصدى لظاهرة التنمر ضد الأطفال.
وشاركت الفنانة شاهيناز مجدى، من مصر، بعمل فنى بعنوان: "لحظة انطلاق"، واختارت شاهيناز الطائر كعنصر للتعبير عن لحظات الاستعداد للانطلاق إلى خارج الحدود المرسومة، فقدمت تمثال لطائر يستعد للتحليق تريد الفنانة أن تعبر عن حرية الروح فى اجتياز كل الحواجز وفضلت استخدام طريقة النحت من خلال التداخل بين الكتل الهندسية بعضها البعض عن طريق خطوط لينة بسيطة.
وشارك الفنان عبد الرحمن محفوظ، من مصر، بعمل فنى بعنوان: "خارج الصندوق"، فكر عبد الرحمن، فى تقديم عمل رمزى يدعو الجميع إلى الإنصات وتحرى الدقة قبل التحدث، فنحت قطعة عبارة عن صندوق مقسم إلى مكعبات صغيرة يمثل الحياة مع دخول وسائل التواصل الاجتماعى وداخل كل مكعب أذن كل منها ينظر فى اتجاه مختلف، فى دعوة منه للجميع إلى الاستماع إلى آراء الآخرين وعدم الانحصار فى مكعب أى فى اتجاه واحد ومحاولة التفكير خارج الصندوق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة