82 عامًا مرت على إنشاء نقابة الصحفيين، التى أسست فى 31 مارس 1941، بعد كفاح استمر لعشرات السنين، ومحاولات عدة تكللت بالنجاح بصدور القانون رقم 10 لسنة (1941) بإنشاء النقابة وتشكيل مجلسها المؤقت.
وكان أول خمسة أعضاء تقدموا للنقابة كمؤسسين، هم: محمد مصطفى غيث، وحافظ محمود، ومحمد أحمد الحناوى، ومصطفى أمين، وصالح البهنساوى، وبلغ الأعضاء المؤسسون لنقابة الصحفيين قرابة 100 عضو.
وانعقدت أول جمعية عمومية للصحفيين، يوم الجمعة الموافق 5 ديسمبر سنة 1941 بمحكمة مصر بباب الخلق، بحضور 110 أعضاء من 120 عضوًا، هم كل أعضاء النقابة فى السنة الأولى، وهى الجمعية التى انتخبت مجلس النقابة المنتخب الأول، والذى تكون من 12 عضوًا "ستة يمثلون أصحاب الصحف وستة من رؤساء التحرير والمحررين"، هم محمود أبو الفتح "نقيب"، إبراهيم عبد القادر المازنى "وكيل"، ومحمد عبد القادر حمزة "وكيل"، وحافظ محمود "سكرتير عام"، محمد خالد "أمين صندوق"، وجلال الدين الحمامصى، وجبرائيل تقلا باشا، وفكرى أباظة، وأحمد قاسم جودة، ومصطفى أمين، ومصطفى القشاشى، وأنطون الجميل.
وكان أول مقر لنقابة الصحفيين بشقة محمود أبو الفتح، الذى تنازل عنها لتصبح أول مقر للصحفيين، وعندما حان موعد عقد اجتماع جمعية عمومية عادية للصحفيين عام 1942، وجد مجلس النقابة أن الصحفيين فى أشد الحاجة إلى مكان أكثر اتساعاً لعقد جمعيتهم، واهتدى المجلس إلى قاعة نقابة المحامين الكبرى لعقد هذا الاجتماع، وأثناء عقد الاجتماع لفت انتباه مجلس النقابة وجود قطعة أرض فضاء مجاورة لنقابة المحامين عليها بضع خيام.
وفى اليوم التالى، توجه محمود أبو الفتح - نقيب الصحفيين آنذاك، إلى جهات الاختصاص فى الدولة، وطلب هذه الأرض ليقام عليها مبنى النقابة، لكنه علم أنها مملوكة للقوات المسلحة البريطانية، وقد أنشأت عليها خيامًا يقيم فيها الناقهون من جرحى الحرب العالمية الثانية، وعُرض على "أبو الفتح" قطعة أرض أخرى يشغلها سوق الخضر والفاكهة بالقرب من هذا المكان بشارع رمسيس "تشغلها حاليًا نقابتا المهندسين والتجاريين"، بشرط أن تتولى نقابة الصحفيين إزالة آثار السوق على نفقتها الخاصة، لكن مجلس النقابة رفض العرض وفضل الانتظار حتى تضع الحرب أوزارها، ثم يسعى مرة أخرى للحصول على قطعة الأرض المجاورة لنقابة المحامين.
وخلال تلك الفترة سعت النقابة لإيجار مقر آخر، وفى العام (1944) كان فؤاد سراج الدين - وزير الداخلية - قد أمر بالاستيلاء على مبنى من طابق واحد بشارع قصر النيل، ومصادرته لصالح نقابة الصحفيين، وظل هذا المبنى مقراً للنقابة ونادياً لها، وتم دعمه بمكتبة قيمة تحتوى على أربعة آلاف كتاب والعديد من الدوريات الصحفية.
واستمرت الجهود حتى استطاعت الجماعة الصحفية الحصول على قطعة الأرض المقام عليها النقابة حالياً، وخلال دورة مجلس النقابة عام 1995، برئاسة النقيب إبراهيم نافع، حصل على دعم مبدئى من الدولة فى ذلك الوقت بلغ 10 ملايين جنيه، وتم وضع حجر الأساس فى 10 يونيو 1997 خلال الاحتفال بيوم الصحفى، وفى عام 1998 وقع مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين عقد بناء المبنى مع الإدارة الهندسية للقوات المسلحة، وقد انتهى العمل تمامًا بالمبنى، وتم تأسيسه والانتقال إليه فى يوليو 2002.
وفى السياق ذاته، ينظم مجلس نقابة الصحفيين حفل إفطار جماعي بالدور الثامن في مقر النقابة، يعقب الإفطار احتفال النقابة بمرور 82 عاما على إنشائها يحضره النقباء وأعضاء مجالس النقابة السابقون، كما يتم خلال الحفل تكريم أسماء المحررين العسكريين بمناسبة مرور (51) سنة هجرية على ذكرى انتصار حرب أكتوبر في العاشر من رمضان.
ووجه خالد البلشى، نقيب الصحفيين التهنئة إلى أعضاء الجمعية العمومية بمناسبة العيد 82 لتأسيس نقابة الصحفيين، مضيفا :"كلى أمل أن تستعيد النقابة والمهنة عافيتها وقوتها بكم، وأن نستكمل معًا رسالة أمل بعثتم بها للجميع، بحضوركم اللافت يوم جمعيتكم العمومية الأخيرة في مشهد ديمقراطي مهيب يليق بنا، ورسالة للجميع أننا أصحاب نقابة عريقة ومهنة عظيمة، بمثل هذا الحضور صنع أساتذتنا ورواد هذه المهنة تاريخ نقابتنا كقلعة من قلاع الدفاع عن الحقوق والحريات في مصر والوطن العربي، وهو تاريخ يمتد لأكثر من نصف قرن قبل تأسيس النقابة في 31 مارس 1941، تاريخ لم يصنعه الصحفيون فقط ولكن صنعه معهم كل المصريين، تاريخ من محاولات الانتصار للمهنة والوطن والمواطنين كان عنوانه الدفاع عن الحرية وتأسيس نقابة تجمع العاملين بالصحافة وتدافع عن مصالحهم وعن وطن يتسع للجميع".
وتابع :"إنها حكاية نقابة احتمت بالمواطنين منذ أن كانت مجرد فكرة في عقل أساتذتنا العظام، وحماها المواطنون وحموا العاملين بالصحافة حتى قبل تأسيسها بأكثر من ثلاثين عامًا، عندما خرجت أول مظاهرة تطالب بحرية الصحافة في 31 مارس عام 1909 بقيادة الصحفي أحمد حلم جد الشاعر صلاح جاهين وقتها ضمت المظاهرة التي خرجت للاعتراض على عودة قانون المطبوعات أكثر من 25 ألف مواطن، كلهم رأوا أن الصحافة هي صوتهم، وأن حرية الصحافة هي سلاحهم في مواجهة الاستعمار والاستبداد، بينما بقيت ذكرى مظاهرتهم عيدًا للحرية وللصحافة، ودينًا في عنقنا جميعًا لمن ساهموا في صنع هذا اليوم، وفي مقدمتهم قائد المظاهرة أحمد حلمي الذي دفع الثمن وقتها بعد سجنه بتهمة إهانة الذات الخديوية، إلا أن اسمه هو من بقي عندما اختار الصحفيون ذكرى المظاهرة يومًا لتأسيس نقابتهم".
وأشار إلى أن 31 مارس بقى واحدًا من الأيام المشهودة ليس فقط في تاريخ الصحفيين المصريين ولكن في تاريخ العمل الوطني والنقابي وفي تاريخ الدفاع عن الحقوق، متابعا :"وهكذا بقيت رسالة من أسسوا هذه النقابة ومن ناضلوا من أجل تأسيسها لنا جميعًا تقول إن الحرية والتنوع هما روح هذه المهنة وشريان حياتها ومصدر قوتها وإن تعبيرها عن المواطنين ودفاعها عن حقوقهم هو سلاحها الأول للبقاء والاستمرار، بهما تحتمي وتحمي الحقوق وتدافع عن الوطن والمواطنين وتنير الطريق أمام الجميع، وهكذا بقي 31 مارس يومًا ملك فيه الصحفيون حلمهم وقبضوا عليه وبدأوا مشوار العبور به من الدروب الفرعية ومفارق الطرق إلى مسار رئيسى تتحول فيه جهود أجيال، لخروج مشروع النقابة للنور، إلى رايات من الفعل والمواجهات وعبور التحديات يتسلمها جيل من بعد جيل."
ووجه البلشى التحية لمؤسسي النقابة العظام ولتاريخ طويل من نضال النقابيين الكبار الذين حملوا راية الدفاع عن الصحافة والنقابة وحموا استقلالها وناضلوا من أجل حقوق الصحفيين، وتحية لتاريخ وطني طويل شارك الصحفيون جميعًا في صنعه، وتحية لكل صحفية وصحفي ما زالوا يحلمون بصحافة على قدرنا جميعًا، صحافة على قدر الوطن والمواطنين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة