مسجد تشم منه رائحة التاريخ، وترى فى تفاصيله جمال العمارة الإسلامية، وسط منطقة شعبية لا تتغير ملامحها مع مرور الزمن، وهى منطقة آثرية وسط حى شعبى بمدينة الفيوم، يرجع تاريخها إلى أكثر من 700 سنة وهو مسجد وضريح الروبى الذى يقع بمنطقة الصوفى بمدينة الفيوم بجوار كوبرى المطافى ويتعلق بالضريح المحبين الذين يترددون عليه من مختلف قرى ومراكز المحافظة كما يقام به مولد كبير فى ليلة النصف من شعبان من كل عام ويتم خلالها تقديم الموائد وعمل الحفلات الدينية والابتهالات ويحضرها المحبين من كافة محافظات الجمهورية.
يقول إبراهيم رجب مدير عام منطقة الآثار الإسلامية بمحافظة الفيوم، أن المنطقة عبارة عن مسجد وضريح وقبة بناهم السلطان برقوق، اعترافا منه بجميل الشيخ على الروبى رحمه الله عليه والذى يتصل نسبه بالعباس ابن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من أولياء الله الصالحين وكان يطلق عليه الشيخ العبد الزاهد وقد بشر السلطان برقوق عندما كان أميرا انه سيصبح سلطانا وبالفعل أصبح كذلك فقرر بناء المسجد للشيخ على الروبى سنة 784 ه اعترافا بجميله وحتى يجتمع فيه بمحبى العلم ومحبى الشيخ وعندما توفى الشيخ على الروبى علم 785 ه تم عمل الضريح الذى دفن فيه.
ولفت إبراهيم رجب إلى أن هذا المسجد الذى بناه السلطان اندثر حاليا وانشأ مكانه المسجد الحالى أما القبة والضريح ، فظلا كما هما وحاليا الضريح والقبة الضريحية والمئذنة كما هما ، وتم تجديدهما فى العصر العثمانى والقبة والضريح مثل معظم القباب والأضرحة فى مصر فى هذه الفترة ، حيث أن تصميمها عبارة عن جزء مربع ثم جزء مثمن ثم جزء مستدير ثم قبة وبها سارى من النحاس والمئذنة بنيت فى العصر المملوكى وجددت فى العصر العثمانى وبنفس النمط والقبة بها فتحات من الداخل للتهوية والإضاءة.
وأشار مدير عام الآثار الاسلامية بالفيوم، أن الضريح نال الكثير من الاهتمام فى الترميم وكان اخر ترميم فى عام 2006 ويعانى من بعض المشكلات من تسريب مياه الصرف الصحى بداخله وتم مخاطبة المحافظة وسيتم قريبا حل المشكلة .
كما أشار مدير عام الآثار الاسلامية بالفيوم إلى أن الضريح يعانى من العشوائيات المنتشرة حوله ونناشد المحافظة بحل المشكلة حيث انها تعيق زيارة محبى الضريح له .
أما عن محبين الضريح وزواره فمن بينهم ناصر سيف اليزل وهو الرجل الذى تجاوز الستين من عمره والذى يقضى معظم وقته جالسا بجوار الضريح .
وعن الوصف الدقيق للضريح كما هو مذكور فى الوثائق بهيئة الآثار الإسلامى بالفيوم فإن الضريح من الخارج له 4 واجهات 3 منها ملاصقة لمنازل مجاورة، اما الواجهة الرابعة وهى الجنوبية الشرقيه بها بابان يؤديان إلى داخل الضريح احدهم بالطرف الشرقى وفى دخلة على جانبيها "مكسلتان"وهى ما تشبه المصطبة ومتوجه من اعلى بعقد مدائنى ويعلق على فتحة الباب مصراع خشبى والاخر بالطرف الجنوبى وهو على سمت الجدار مباشرة، ويتقدم هذه الواجهة بائكة رباعية ويعلو القبة الهلال.
وعن تخطيط المسجد فإن مسقطه الافقى مربع يبلغ ضلعه 8.20م بصدر كل ضلع من اضلاعه دخلة سعتها 4.70م، وتشرف كل دخلة من الدخلات على التربيع الاوسط ببائكة ذات عقدين مدببين يرتكزان على عمود فى الوسط ويعلو كل تاج عمود طبلية خشبية وبصدر كل دخلة عدا الدخلة الجنوبية الشرقية قنديلة بسيطة، فى حين الاخرى بها مضاهية دخلة مسدودة يحيط بكل منها عقد ثلاثى بارز وعلى جانبى كل دخلة خزانتان.
ولايوجد بالضريح محراب مجوف نظرا لضيق المساحة كما أن الضريح ليس مكان للصلاه والضريح كان ملحق بمسجد الروبى ولذا اكتفى المعمارى بتحديد القبله بواسطة محراب رمزى صغير .
ومئذنة المسجد مجاورة للطرف الجنوبى للضريح، وهى عثمانية العهد مملوكية الطراز، وهى من الخارج تتكون من القاعدة من شكل مكعب بنواصيه اعمدة يلى القاعدة منطقة الانتقال للوصول إلى البدن المثمن، وذلك بواسطة مثلثات مقعرة يلى ذلك منطقة غائرة مثمنة، وبعد ذلك البدن المثمن وكل ضلع من أضلاعة يتوجة عقد مدبب يحيط بها اطار من ميمات مستديرة ويتوج البدن ثلاث صفوف من المقرنصات.
مسجد-وضريح-علي-الروبي-(1)
مسجد-وضريح-علي-الروبي-(2)
مسجد-وضريح-علي-الروبي-(5)
مسجد-وضريح-علي-الروبي-(6)
مسجد-وضريح-علي-الروبي-(8)
مسجد-وضريح-علي-الروبي-(9)
مسجد-وضريح-علي-الروبي-(10)
مسجد-وضريح-علي-الروبي-(11)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة