رمال سيناء تتجمل بمشاهد بديعة للحشائش البرية الموسمية.. كنوز من الطبيعة بألوان وأنواع يتعدد استخدامها.. "الخبيزة والحمصيص" تقدم وجبات ساخنة.. والشيح والقيصوم من مصادر العلاج.. والسبط والسعدان غذاء للأغنام.. صور

السبت، 18 مارس 2023 05:00 ص

رمال سيناء تتجمل بمشاهد بديعة للحشائش البرية

شمال سيناء ـ محمد حسين

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تجملت رمال شمال سيناء بمشاهد بديعة من تنوع الحشائش البرية الموسمية، التى يكتمل نموها فى هذا الوقت من كل عام فى مشهد من الطبيعة يجمع أوراقها الخضراء وزهورها مختلفة الألوان لتشكل لوحة من جمال الطبيعة على الأرض المنبسطة والتلال ومسارات الوديان.

هذه الحشائش النامية من الأعشاب بأنواعه، تعد بالنسبة لأهالى سيناء ثروة موسمية يتوارثون الإستفادة من وجودها، فبينها ما يطبخ ويقدم وجبات غذاء صحية وإضافات على السلاطات، وبينها ما يفيد فى العلاج من الأمراض، فضلا عن كونها مصدر رئيسى لغذاء الأغنام والماعز والأبقار والإبل، تقدم له بعد "حشها" وجمعها، أو رعيها مباشرتا.

ومن أهم وأشهر هذه الأنواع التى تستخدم طبيخ وتعد وتجهز كما هى طريقة إعداد وطهى الخضروات نبتة " الحمصيص" و" الخبيزة "، وتجمع نباتات "الشيح"، و" القيصوم" لتستخدم فى علاج الأمراض بعد تجفيفها، بينما هناك نباتات تقدم مع السلاطات ومنها " الحربث" و" الحندقوق"، ونباتات اخرى كثيرة الأنواع منها "البخترى والثمام والحربث والسبط والسعدان والعكرش وجعده وحماض وضحيانه والديدحان والمريره والجعظيظ والرنجس والحنون واكريشة الجدى والامجنينه الكما واليهق والنفلة والشلوة والربيان والحندقوق".

يقول حسن سلامه، باحث ميدانى فى تراث سيناء، أن الأعشاب يكثر نموها فى سيناء بعد سقوط المطر، ويكون نضجها واكتمال نموها فى شهر مارس من كل عام، وهو الوقت الذى يتلهف رعاة الأغنام للبحث عن أكثر اماكن نموها لتقتات منها اغنامهم.

اضاف انه من البديع أن لكل نوع من هذه الحشائش أهميتها وهناك أعشاب تنمو فى مكان وهناك أنواع تنمو فى مناطق ولا تنمو فى أخرى، لافتا انه من جميل الموروث فى سيناء، أن بعض المناطق تسمى على أماكن اعشاب، وللأعشاب ونضرتها حضور فى الموروث وقصائد الشعراء، كما أن هذه الحشائش الخضراء فى طلعها البهى تعد مصادر طاقة وغذاء للإنسان من الطبيعة البحتة، يطوع بعضها كوجبات رئيسية أو مقبلات وسلاطات وبهارات تضاف على الطبيخ أو الدقيق، إلى جانب مايستخدم منها فى العلاج والحماية من لدغات الدود والعقارب والثعابين.

وتابع أن من بين ماهو معروف من الأعشاب البرية النامية فى هذا الوقت من كل عام "هيثم ومرار وحربث وبخترى وصما وزيتة وضحيان ونصى ودقيقة وعاذر وقلام وحاذ وثمام وارخاما وسبط وعجرم ومتنان غرقد"، وهى أعشاب تنمو فى المراعى المفتوحة وترعاها الدواب فى وهى تبحث عن الكلاء وتعد من أقوى وأهم مصادر العلف الطبيعى لها، وانواع اخرى كثيرة ايضا هناك اعشاب تدخل كعلاج يستخدمها الاهالى لتخفيف بعض الأمراض بحكم اعاشتهم وسط الصحراء ومنها " الشيح والقيصوم والمرمرية والمجينينة والهليون والعيلجان والعلدا والبعيثران، واعشاب تدخل فى الطعام واستخدمها الاهالى كنوع جديد ومشهى واضافة طعم للاكل مثل "الحندقوق" يضاف على السمن البلدى المنتج من الاغنام وعشبة "الحمصيص" يتم طبخها وهى اكلة طبيعية وشهية جدا.

وبدوره أشار "جازى سعيد" باحث فى الموروث الشعبى بسيناء، انه يتوارث أهالى سيناء قيمة للأعشاب لا يزالون يحتفظون بها من خبرتهم فى استخدام الأعشاب كمصادر علاج طبيعى من خبرة يوميات حياتهم، لافتا انه على سبيل المثال يتم تخفيف آلام المغص بنبات " العاذر والشيح والمرمرية"، وآلام الأسنان بشجر "المتنان"، بينما "السموه" يصفونها كمضاد حيوى تدهن بها الجروح بعد قدحها بزيت الزيتون، و" الرتم والحنظل "يستخدم للاعصاب والمفاصل، و"القضاب" للأملاح، و"الزقوح والقيصوم والنهيدة" لها استخدامات طبية منوعة، و"الكمأ" مطهر للعين.

وأشار السبعينى " سالم نصار"، من أهالى سيناء، أنهم فى شمال سيناء، يعتبرون موسم نمو الحشائش هو خير جديد يسمونه "الربيع"، لأن الأرض فيه "تربع" أى تكتسى بحلة خضراء من أعشاب متنوعة وكثيرة الأعداد، وفى شهر مارس تبدأ فى " الإزهار" وتصبح فى أهم مراحل قطفها وجنيها، ودائما تعد الأماكن الأكثر نموا للأعشاب هى وجهة رعاة الأغنام، الذين نتيجة هذه الوجبات الدسمة التى تتناولها أغنامهم يزيد درها من الحليب وتنتج اللبن والسمن ويكون بطعم مختلف، كما انها يزيد وزنها وتتعافى صحتها بعد شهور الشتاء الباردة.

اضاف انهم اعتادوا وهم يسيرون وراء اغنامهم قطف أوراق نبتة " الحمصيص" وطبخها أو اضافتها لوجبة "العدس"، كما اعتادوا على ايقاد النار فى وفى جمرها شوى " الذوانين" وهو نوع من انواع الفقع الذى يخرج من الأرض فى هذا الوقت ويتم شويه ويخرج منه ماده عسلية لذيذة الطعم.

بدورهم أصبح يحرص كثير من تجار الخضروات فى مدن سيناء خلال هذا الوقت الاستفادة من مواسم نمو الحشائش الطبيعية التى تستخدم فى الطبيخ، ويقوم بعضهم بجلبها وبيعها فى الأسواق بالمدن الرئيسية بالعريش والشيخ زويد وبئر العبد، بينهم " محمد حماد"، الذى اوضح انه يقوم بجلب حشائش " الخبيزة والحمصيص " وغيرها بعد قطفها عن طريق المزارعين الذين يجمعون الحشائش من ارضهم، ويقوم ببيعها بالكيلو بأسعار تتراوح ما بين 10 إلى 12 جنيها، وتشهد إقبالا شديدا عليها، نظرا لما هو معروف عنها من أهمية صحية ومضمونة إنها طبيعية بلا أى اضافات وتنمو على مياه الأمطار بدون أى تدخل بشرى.