فى طقس أسوان المشمس ولمدة 45 يوماً، ظل فنانو السمبوزيوم مواصلة رحلة الفن والنحت على الجرانيت الصلب الذى تشتهر به محافظة أسوان، وحرصوا على قطع مسافة تصل لآلاف الأميال وصولاً إلى أقصى جنوب مصر لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم بالإبداع على الحجر الأسوانى واستخراج القطع الفنية المميزة ضمن فعليات سمبوزيوم أسوان الدولى لفن النحت.
"اليوم السابع" التقى عدداً من الفنانين التشكيليين أثناء رحلتهم فى فن السمبوزيوم والنحت على الجرانيت الأسوانى، وصناعة مجسمات فنية تعكس رؤية وإبداع الفنان فى قطعته الفنية، بعد أن تجمعوا من شتى أنحاء العالم على لغة واحدة هى لغة "النحت".
ناثان دوس، فنان تشكيلى من مصر، رغم كونه قوميسير عام السمبوزيوم خلال الدورة الأخيرة 27، إلا أنه أبدع خلال هذه الدورة فى تجسيد تمثال لجراح القلب العالمى الدكتور مجدى يعقوب بالتزامن مع إقامة فاعليات السمبوزيوم فى أسوان، وهو تمثال عبارة عن رأس مثبت أسفله 4 نوافذ ترمز إلى حجرات القلب الأربعة وبداخلها قلب معلق وشمعة موقدة، يبلغ ارتفاعه متران ونصف، وتشكل النوافذ الأربعة شهرة الدكتور مجدى يعقوب فى جهات الأرض والنافذة هى النور والأمل للمريض ومن يحبونه والقلب المعلق بخيط ضعيف هو الأمل حتى لو بسيط كخيط العنكبوت، أما الشمعة فكأنها الأيقونة التى يجب أن توقد للعلماء الذين رفعوا الألم عن المرضى وأعطوا أملا فى الحياة برفعهم الألم عن البشرية، وجاءت فكرة صناعة تمثال مجدى يعقوب بطلب من اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، ونفذه فى 22 يوماً تقريباً.
وعلى الجانب الدولى، أبدع الفنان "بيدرو جوردان" من إسبانيا، فى عمله الفنى "حفرية النجم"، وعلى الرغم من أن دراسته كانت بعيدة كل البعد عن فن النحت، إلا أنه كان متأكدا أن حياته لابد وأن تقوده إلى عالم الأحجار، وبدأ دراسة الهندسة، لكنه لم يكملها والتحق بأحد المعاهد الفنية لدراسة الميكانيكا، بعدها التحق بالعمل فى أحد المصانع وبجانب عمله درس الرسم والنحت وحصل على شهادة من أكاديمية الرسم الفنى، بعدها التحق بأكاديمية النحت "ألبرتو جوميز أسكاس" بسرقسطة بإسبانيا، وفى عمر الـ30 قرر أن يمتهن الفن.
تحدث الفنان الأسبانى بيدرو خوزان، لـ"اليوم السابع"، قائلاً: إنها المرة الأولى التى يشارك فيها بسمبوزيوم أسوان، ويستلهم من الطبيعة أفكار أعماله، فهو يفضل التعامل مع عناصرها الأولية ليجسدها فى أعمال فنية، ومن خلال مشاركته الأولى فى السيمبوزيوم يقدم عمل لـ"نجمة متحللة"، معلقاً: عندما كنت صغيرا كنتُ أستمع إلى أغنية تقول "فى حديقتى شاهدت نجمة تسقط من السماء" وهذه الأغنية أثرت فى حياتى وظللت أفكر فى النجوم ووجدتها أيضا عند البحر وظل خيالى معلق بالأغنية لأنها كانت تقول أن النجم يسقط من السماء على الأرض فقررت أن أتتبع رحله النجم على الأرض ووصولها إلى مرحلة التحلل، ونحت حفرية لنجمه العمل عبارة عن نجمة كبيره بها ثقوب فى إشاره إلى تحللها وتحولها لحفرية ونفذتها على جرانيت وردى بأبعاد 240 سم × 3 م × 70 سم.
وأشار إلى أنه شارك فى العديد من المعارض والسمبوزيومات، فى كثير من الدول، منها: فرنسا وألمانيا ورومانيا وقبرص والدنمارك وتركيا، لكن تجربته فى أسوان كانت مختلفة لأنه شاهد بها مساعدين، كما أشاد بروعه الجو فى المدينة الجميلة وحيويتها، فهى لا تنام حتى ساعات متأخره من الليل وأهلها طيبون، مؤكداً أنه يعتزم زيارة مصر قريباً برفقة عائلته المتشوقة لرؤيتها بسبب حكاياته الجذابة عنها.
على سالم، فنان مصرى فرنسى، تخرج من كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية وسافر إلى فرنسا ليحصل على وظيفة فى وزارة التعليم الفرنسى وأصبح مدرساً بكلية فنون باريس وحصل على الدكتوراه فى "صهر المعادن غير الحديدية وبناء الأفران"، ويشارك للمرة الأولى فى سمبوزيوم أسوان الدولى لفن النحت، ويعود إلى مصر بعد 55 عاماً من الغياب عنها.
وعن عمله الفنى، تحدث على سالم لـ"اليوم السابع"، قائلاً: أتعامل مع الجرانيت للمرة الأولى، وطبيعته تختلف عن الطين والشمع والجبس – المواد اللينة – التى استخدمها طوال مشواره الفنى، فكان عليه أن يركز على خروج القطعة بشكل يشبه أعماله ومدرسته الفنية، معلقاً: "أؤمن بأن المرأة هى الحياة وأنها أجمل قطعة فنية بالعالم"، موضحاً أنه يبرز من خلال عمله "عودة الطائر المهاجر" مفهوم الأمومة والاحتواء والعطاء، ويقدم قطعة فنية مجردة يلعب فيها على التناقض بين البارز والأسطح الناعمة بارتفاع 3م × 1.50 م × 60 سم، مستخدماً الجرانيت الأحمر.
وتحدث على عزت، فنان سودانى، درس فى كلية الفنون الجميلة والتطبيقية بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، لـ"اليوم السابع"، عن عمله الفنى بعنوان "العقدة"، مؤكداً أن نحت لاجرانيت هو التخصص الذى يبحث عنه لعدم توافره فى بلده وبشكل عام يفضل النحت لأنه يعرض فى الأماكن العامة ويعطى فرصة للمتلقى للتفاعل معه، موضحاً أن عمله "عقدة فى الحجر" عبارة عن معالجة تشكيلية بالخط اللين ومحاولة تعبيرية وإيحاء يقود عين المشاهد مكوناً خطوط انسيابية صاعدة يستهدف منها فكرة الصعود أو النهوض، وما يقابلها من ممانعة مصاحبة، والعقدة رمزية لهذه الصعوبات، مستخدماً الجرانيت الأحمر بمقاسات 3.7 م × 100 سم × 80 سم، ويمثل العمل تحدياً أمام الفنان خاصة مع خامة مثل الجرانيت ومحاولة السيطرة عليها وتطويعها والتعبير من خلالها لعمل يضع المشاهد فى حالة تفاعلية من خلال المشكلات "العقدة" التى يراها فى حياته اليومية وكيفية مواجهة الصعوبات بإصرار وعزيمة لأن الحياة لاتسير على خط واحد.
وفى السياق، يشارك الفنان مايكل عادل، من مصر، بعمل فنى بعنوان: "ما نأكله يأكلنا"، وتبنى من خلاله الإنسان قضية وآمن بها، فإنها تأخذ من وقته وجهده، وإذا تبنى عقيدة منحته الأمان والسلام وبدوره يساعد هو فى انتشارها، ووفقاً لفكره الفلسفى يرى مايكل عادل أن "كل ما نأكله يأكلنا"، من خلال عمله التعبيرى المركب، نحت قاعدة يقف عليها إنسان بشكل مجرد متخذاً الوضع الأوزيرى وبجسده"عضة" فى إشارة إلى الأشياء التى تستهلك الإنسان، وبجواره درجات سلم وتفاحة لم يوضح دلالتهما اعتقاداً منه أن العمل الفنى مثل النص المقدس يفتح باب التأويل والتفسير أمام المتلقى.
وقال أحمد بسيونى، فنان مصرى، إنه يعتبر نفسه من المحظوظين، لأنه الوحيد الذى تم اختياره من بين أعضاء ورشة العام الماضى للمشاركة للمرة الثانية فى الدورة 27 من سمبوزيوم أسوان ضمن المجموعة الأساسية، مضيفاً أنه يشعر بفارق كبير بين مشاركته العام الماضى وهذا العام، وذلك بسبب إحساس الثقة الذى تولد لديه فى التعامل مع الأحجام الكبيرة من الجرانيت والتنوع ما بين استخدام الجرانيت الأحمر والأسود، ويؤكد أن المراحل النهائية فى العمل تحتاج إلى دقة لربط القطع لذلك يشعر بمسئولية كبيرة يتمنى أن يكون على قدرها.
وتابع أحمد بسيونى، أنه يشارك هذا العام بقطعة مختلفة تحت عنوان: "نحو التوازن"، وهو نحت تفاعلى بخامة الجرانيت الصلبة مضيفا إلى الخامة عنصر الحركة وهذه معادلة من الصعب أن تتحقق مع صلابة الخامة وحجم العمل الذى ينفذه بإبعاد 3 م × 2 م × 60 سم.
وقالت الفنانة وئام على، من مصر، إنها اختارت أن تنفذ عمل تجريدى "طائر مهاجر" استوحته من حورس بمعبد إدفو وهو الحامى "إله الشمس عند المصرى القديم" كما يرمز أيضاً للخير والعدل، و"المهاجر" يشبه الصقر المستقيم يأخذ وضع الانطلاق مقدم الرجل اليسرى عن اليمنى، والعمل يوحى بالطبيعة المتشابهة لجميع المهاجرين، وهى هروبهم من الخطر، ورحلتهم الطويلة إلى أماكن بعيدة بحثاً عن أمل جديد، واستخدمت الجرانيت الأحمر بأبعاد 270 سم × 150 سم × 120 سم.
أجزاء من عمل ما نأكله يأكلنا
أعمال السمبوزيوم
أعمال فنية
العمل الفنى طائر مهاجر
العمل الفنى ما نأكله يأكلنا
الفنان المصرى الفرنسى على سالم
الفنان ناثان دوس
الفنانة وئام على
القلب فى التمثال
اليوم السابع مع فنانى السمبوزيوم
اليوم السابع مع فنانى السيمبوزيوم
اليوم السابع مع مصمم تمثال مجدى يعقوب
تمثال أدم حنين مؤسس سمبوزيوم أسوان
تمثال العقدة
تمثال مجدى يعقوب
حفرية النجم
شهرة مجدى يعقوب فى عقل الفنان
عمل الفنانة لوران مورا
عمل فنى بعنوان نحو التوازن
قطع فنية فى السمبوزيوم
لمسات إبداعية
نحو التوازن
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة