من دفتر الرائدات الريفيات داخل محافظة أسوان.. الجنديات المجهولات يصححن مفاهيم خاطئة فى مجتمعات الريف المصرى.. طفلة نزفت حتى ماتت بسبب الختان.. وقاصرة تحاول إثبات نسب أبنائها بعد زواجها قبل السن القانونية.. صور

الجمعة، 10 مارس 2023 11:00 م
من دفتر الرائدات الريفيات داخل محافظة أسوان.. الجنديات المجهولات يصححن مفاهيم خاطئة فى مجتمعات الريف المصرى.. طفلة نزفت حتى ماتت بسبب الختان.. وقاصرة تحاول إثبات نسب أبنائها بعد زواجها قبل السن القانونية.. صور جانب من لقاء الرائدات
أسوان – عبد الله صلاح السبيع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"ننزل يومياً إلى البيوت ولا نكل أو نمل من تقديم النصيحة وضرب الأمثلة".. هكذا بدأن الرائدات الريفيات فى محافظة أسوان، الحديث عن دورهن فى تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة داخل المجتمعات الريفية البسيطة والتى جرت العادة على اتباعها منذ عقود طويلة وترتب عليها تفكك أسرى وضياع أرواح بريئة.

"اليوم السابع" التقى عددا من الرائدات الريفيات بمحافظة أسوان، اللاتى ألقين الضوء على دورهن فى المجتمع خاصة فى المجتمعات البسيطة وبدأن بالقرى التى تم إدراجها ضمن المبادرة الرئاسية حياة كريمة، والقرى الأكثر احتياجاً، وروت إحداهن قصصاً عن ضحايا فى هذه المجتمعات نتيجة سلوكيات خاطئة.

هبة أبازيد، رائدة اجتماعية بوزارة التضامن، تابعة لوحدة قرية الكوبانية بمحافظة أسوان، بدأت الحديث لـ"اليوم السابع"، قائلةً: "ننزل فى حملات توعية تطلقها وزارة التضامن من كل حين لآخر، وهذه الحملات تكون عبارة عن توعية ضد الممارسات الخاطئة التى جرى إتباعها لفترات طويلة داخل المجتمعات البسيطة وخاصة القرى، لمحاولة تصحيحها، وننزل يومياً لمنزلين أو ثلاثة، بجانب عقد ندوات لحضور عدد أكبر من السيدات وربات البيوت".

وتابعت هبة أبازيد، حديثها قائلة، أن من دورهن فى حملات التوعية هو التأكيد على التربية الإيجابية ومحاربة التمييز بين الأبناء، وهذه العادة منتشرة كثيراً فى القرى خاصة فى التمييز والتفرقة بين الأبناء الذكور والإناث، ويصل هذا التمييز إلى حد التفرقة فى الأكل والشراب وشراء الملابس، وأهم أشكال التميز فى القرى هو التمييز فى التعليم، مشيرة إلى أنه رغم كون البنت متفوقة فى التعليم إلا أن أسرتها تلجأ لتسريبها من التعليم فى مرحلة مبكرة كالإعدادية مثلاً، حتى يكمل شقيقها الذكر تعليمه أو تنتظر هى الزواج.

وأوضحت، أن الرائدات الريفيات لا يزالون يلتقون بالأسر فى زيارات منزلية، بشكل يومى تقريباً، لتوعيتهم عن أهمية عدم التمييز بين الإناث والذكور، مؤكدةً أن هناك قدر كبير من هذه الأسر استجاب لحملات التوعية، وهناك أسرة حاولت أن تقضى على أحلام وطموحات طفلتهم البريئة المتفوقة وحاولوا تسريبها من التعليم فى سن الـ14، خوفاً على إرسال البنت إلى مدرسة ثانوية بعيدة عن القرية، ولكن هذه الأسرة استجابت للتوعية وأكملت البنت المتفوقة تعليمها والتحقت بالثانوية العامة ثم بالمرحلة الجامعية.

تابعت سناء مهدى أحمد، رائدة ريفية بوزارة التضامن، وحدة النهضة بمركز أسوان، الحديث عن دور الرائدات الريفيات فى تصحيح مفاهيم خاطئة داخل المجتمع، ومنها زواج القاصرات والذى يكون سببه فى الغالب هو الظروف الاقتصادية للأسرة، والحالة الفقيرة التى تجبر ولى الأمر على تزويج ابنته قاصرة قبل بلوغها السن القانونية، وأحياناً يكون هناك استعانة بخبراء قانونيين وشيوخ من الأوقاف والأزهر لتوضيح الصورة كاملة.

ومن أمثلة زواج القاصرات التى وضحتها الرائدة الريفية سناء مهدى، ما حدث لأسرة من منطقة خور عواضة شرق مدينة أسوان، وكان لديهم بنت تبلغ من العمر 14 سنة واضطرت الأسرة لتزويجها مبكراً، لتخفيف العبء فى الإنفاق المادى عليها، بعد أن قرروا وقف تعليمها فى هذه السن المبكرة، ورغم محاولات التوعية إلا أن الأب كان مصراً على رأيه، وكان هدفه التخلص من هم الإنفاق على أبناءه الخمسة بزواج البنت الكبرى، وبالفعل تم زواج الطفلة القاصر، ولكن الزواج لم يستمر طويلاً حتى انفصلت وطلقها زوجها وعادت إلى منزل أبيها مرة أخرى ولكن برفقة طفلها الذى أنجبته من هذه الزيجة التى لم تدم طويلاً، وأصبح الأب يعانى مرة أخرى من الإنفاق على ابنته وطفلها المولود، ويردد قائلاً: "ليتنى سمعت بنصيحة الرائدات".

وأضافت سناء مهدى، أن هناك أخرى تزوجت مبكراً قبل السن القانونية، وبعد طلاقها من زوجها حاولت استخراج شهادة ميلاد للطفل المولود فى محاولة لإلحاقه بالمدارس، ولكن كان عليها وعلى أسرتها إثبات الزواج فى الأوراق الرسمية حتى يمكن إثبات الطفل المولود فى سجلات وزارة الصحة والسكان، وهو ما كلفهم الوقت والجهد فى اللجوء إلى المحاكم والتنقل ما بين سجلات ودفاتر الصحة والسجل المدنى ووزارة العدل.

وقصت سحر سعد أحمد، رائدة ريفية بمحافظة أسوان، إحدى القصص الإنسانية التى واجهتها خلال دورها فى حملات التوعية، وكانت منذ 4 سنوات تقريباً، وبطلتها بنت ذات 5 سنوات راحت ضحية لعملية ختان من أحد الممرضين، والذى تسبب فى حدوث نزيف للطفلة ماتت على أثره، وأكدت أن الرائدات الريفيات كانوا يعانون من قضية ختان الإناث وكانت هناك شريحة كبيرة من الأسرة لم تتقبل الوعى فى البداية، حتى جاءت القوانين الجديدة التى تجرم ختان الإناث ويتعرض فيها الأب والأم ومن أجرى الختان للحبس والإجراءات القانونية الأخرى، بدأت عمليات الختان فى الانخفاض وتكاد تكون غير موجودة حالياً.

وأشارت أسماء محمود، رائدة ريفية بوحدة إقليت بمحافظة أسوان، إلى دورهن فى عقد ندوات توعية داخل القرى من خلال جمع عدد من السيدات والرجال أيضاً فى مكان معين، وتوعيتهم بمخاطر القضايا المجتمعية التى تمس الأسر فى نطاق محل إقامتهم، وأبرز هذه القضايا هى التمييز بين الجنسين والزواج المبكر وختان الإناث، وأيضاً زيارات منزلية وتنظيم مسابقات وألعاب وطبع منشورات هدفها جميعاً التصدى لهذه الظواهر السلبية داخل المجتمعات البسيطة، ويجرى العمل حالياً بالأخص داخل القرى التى يحدث فيها تنمية وتطوير ضمن المبادرة الرئاسية حياة كريمة.

وكانت وزارة التضامن الاجتماعى، نظمت لقاء جماهيرياً فى قرية بنبان بأسوان، بحضور الشركاء من الهيئات الدولية ممثلاً فى سفير الاتحاد الأوروبى كريستيان برجر، ومدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائى أليساندرو فراكاسيتى، ومجموعة من القيادات المحلية والرسمية من قرية بنبانن وممثلى الجمعيات الأهلية الشريكة للوزارة، فى تنفيذ برنامج وعى ومجموعة من الرائدات الاجتماعيات المعنيات بنشر رسائل التوعية المجتمعية لدى الفئات الأولى بالرعاية حول قضايا حقوق الفتيات والنساء والأشخاص ذوى الإعاقة.

ويهدف اللقاء نشر رسائل التوعية المجتمعية لدى الفئات الأولى بالرعاية حول قضايا حقوق الفتيات والنساء والأشخاص ذوى الإعاقة، يأتى ذلك فى إطار مشاركة وزارة التضامن الاجتماعى فى مهرجان أسوان الدولى للمرأة فى الفترة من 5-9 مارس 2023.

التوعية-بالمنازل
التوعية-بالمنازل

 

اللقاء-الجماهيرى-لمبادرة-وعى
اللقاء-الجماهيرى-لمبادرة-وعى

 

اليوم-السابع-مع-رائدة-ريفية
اليوم-السابع-مع-رائدة-ريفية

 

توعية-السيدات
توعية-السيدات

 

جانب-من-لقاء-الرائدات
جانب-من-لقاء-الرائدات

 

زيارات-المنازل
زيارات-المنازل

 

محرر-اليوم-السابع-مع-رائدة-ريفية-بأسوان
محرر-اليوم-السابع-مع-رائدة-ريفية-بأسوان

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة