"سور" عملة موحدة لأمريكا اللاتينية للهروب من هيمنة الدولار.. فنزويلا ترغب فى الانضمام للبرازيل والأرجنتين.. تقرير: يتم استخدامها للتجارة الخارجية فقط مع حفاظ كل دولة على عملتها الخاصة.. والتضخم أبرز العقبات

الإثنين، 06 فبراير 2023 03:00 ص
"سور" عملة موحدة لأمريكا اللاتينية للهروب من هيمنة الدولار.. فنزويلا ترغب فى الانضمام للبرازيل والأرجنتين.. تقرير: يتم استخدامها للتجارة الخارجية فقط مع حفاظ كل دولة على عملتها الخاصة.. والتضخم أبرز العقبات رئيس البرازيل
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد الحديث عن البترو دولار ودعوة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى العام الماضى لإنشاء عملة احتياطى جديدة بعيدا عن هيمنة الدولار، يتفق زعماء دول أمريكا اللاتينية على إنشاء عملة موحدة باسم "سور" والتى دعا إليها كلا من البرازيل والأرجنتين.

ويشكل تكتل الاتحاد المستقبلى لأميركا اللاتينية الذى يقف خلف هذه العملة، قرابة 5% من الناتج المحلى الإجمالى العالمى، فيما يمثل تكتل اليورو الذى يعد أكبر اتحاد نقدى عالميا حوالى 14% من الناتج المحلى الإجمالى العالمى عند قياسه بالدولار.

أعلنت البرازيل والأرجنتين عزمهما إنشاء عملة موحدة لكلا البلدين، ووجه كلا البلدين الدعوة إلى بقية دول أمريكا اللاتينية، وأكدت الحكومة الفنزويلية بقيادة نيكولاس مادورو بالفعل أنها تدخل فى عربة العملة الموحدة.

وقالت صحيفة "الاكونوميستا" الإسبانية إنه سيتم استخدام العملة الجنوبية فقط للتجارة الخارجية وستحافظ كل دولة على سياستها النقدية وعملتها الخاصة،.

وخلال الحملة الانتخابية، وعد الرئيس البرازيلى الحالى، لولا دا سيلفا، بإيجاد "عملة مشتركة لأمريكا اللاتينية، لأننا يجب ألا نعتمد على الدولار"، وانتهى وعد لولا بالوصول إلى قصر ألفورادا بإعلان مشترك بين بلاده والأرجنتين للإعلان عن بدء عملية إنشاء العملة الجنوبية. بالإضافة إلى ذلك، دعوا بقية دول أمريكا اللاتينية للانضمام إلى المشروع.

كما دعا الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو إلى إحراز تقدم فى إنشاء نظام مالى مشترك: "يجب أن يكون لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى كتلة تكامل اقتصادى ونظام نقدى بعملة أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي"، حيث يرى مادورو أن عملة "سور" تعتبر "الإنجاز العظيم للسلام" والتنمية فى أمريكا اللاتينية، مستخدماً الاتحاد الأوروبى كمرجع قائلا "سوف نظهر أنفسنا للعالم موحداً، بنظام نقدى، بعملة، باقتصاديات متكاملة"

 

المعوقات.. التضخم والتجارة البينية

ومع ذلك، فإن مشروع "سور" بعيد كل البعد عن أن يشبه اليورو، بادئ ذى بدء، أوضحت كل من الأرجنتين والبرازيل بالفعل أن هذه العملة ستتعايش مع عملتيهما الوطنيتين، بعبارة أخرى، ستكون عملة تستخدم فقط للتجارة الدولية لأنه لا الرئيس البرازيلى أو الرئيس الارجنتينى ألبرتو فرنانديز على استعداد للتخلى عن السيطرة على سياستهما النقدية.

كما أيضا العملة الموحدة من شأنها أن تجعل من الضرورى توحيد الاستراتيجيات النقدية، والتى تعتبر حاليًا شديدة التفاوت فى أمريكا اللاتينية،حيث أن الأرجنتين أو فنزويلا لا تردد كلا منهما فى الدخول فى الديون وخفض قيمة عملتها، فقد انخفضت قيمة البيزو الأرجنتينى بنسبة 41.14٪ بين 31 ديسمبر 2021 و22 ديسمبر 2022 على الرغم من سعر الصرف السارى فى البلاد، وفقًا لبيانات من بلومبرج، كما انخفضت قيمة البوليفار الفنزويلى بنسبة 71.3٪ خلال عام 2022، وفقًا لبيانات البنك المركزى.

بالإضافة إلى ذلك فإن معدلات التضخم متفاوتة للغاية أيضًا: كان معدل التباين السنوى لمؤشر أسعار المستهلكين فى فنزويلا فى أكتوبر 2022 (أحدث البيانات المعروفة) 155.8٪، وكان معدل التباين السنوى لمؤشر الأسعار العام فى الأرجنتين فى ديسمبر 94.8٪، بينما سجلت البرازيل ما يقرب من 6٪.

وهناك سبب آخر للشك فى نجاح العملة الموحدة على غرار اليورو الاوروبى فى أمريكا اللاتينية هو التجارة البينية، والتى تمثل حاليًا 33.5 ٪ من الإجمالى، وفقًا لآخر تقرير صدر فى نوفمبر 2022 من بنك التنمية للبلدان الأمريكية، وفى الاتحاد الأوروبى، تصل هذه النسبة إلى 59٪.

 

عملة سوكرى

فى ظل غياب تفاصيل المشروع، فإن العملة الجنوبية لديها أوجه تشابه أيديولوجية واضحة مع عملة سوكرى، وهى العملة التى ابتكرها فى عام 2009 هوجو شافيز وإيفو موراليس وراؤول كاسترو ودانييل أورتيجا وغيرهم. من الواضح أن فكرة "التوحيد" التى أعرب عنها نيكولاس مادورو لا تشير حصريًا إلى الجزء الاقتصادى، ولكن أيضًا إلى الروابط الشيوعية والعرقية والمحلية والبيئية التى يريدون بموجبها غمر أمريكا اللاتينية بأكملها.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة