كشف الدكتور محمد حجاب أستاذ بمركز البحوث الزراعية معهد بحوث وقاية النباتات والمستشار العلمى لمحافظة الشرقية لقطاع الزراعة والرى عن ظهور سلالة خطيرة من الفطريات السامة التى تدمر محصول القمح فى مصر وتسبب خسائر فادحة فى المحصول وعند المزارعين.
وحول الأعراض المصاحبة لظهور المرض وطرق الوقاية والعلاج التقى "اليوم السابع" مع الدكتور محمد حجاب والذى أكد أنه نظرا لحدوث العديد فى تغير المناخ وردت شكوى بعض المزارعين من ظهور أعراض مرض التفحم السائب على القمح والشعير، حيث يظهر منشوره الأعراض المصاحبة وطرق الإصابة وكذلك طرق المكافحة. المسبب: الفطر يوستيلاجو نودا Ustilago nuda هذا الفطر له عدة سلالات فسيولوجية تختلف فى مدى إصابتها للأصناف المختلفة، كما أن السنابل المصابة كانت من تقاوى مصابة الموسم السابق "الإصابة بتحصل أثناء طرد السنابل" يعنى الاصابة من التقاوى وليس عدوى بسبب عدم رش مبيدات عمال على بطال ومن المفترض أن الحقول اللى فيها نسبة اصابة يجب ألا ناخد منها تقاوى للموسم القادم أعراض الإصابة بمرض التفحم السائب من السهل جدا تشخيص هذا المرض عند طرد السنابل.
وأضاف أن جميع مكونات السنبلة الحية يتم استبدالها بكتل من جراثيم الفطر السوداء ومن السهل جدا رؤية هذه السنابل. لأن الإصابة تحدث على جميع أجزاء السنبلة حيث تتكون بثرات تفهميه تحل محل الحبوب والأغلفة الزهرية، تحاط البثرة التحمية بغشاء رقيق من أنسجة العائل، حيث يتمزق بدوره عند خروج السنبلة من غمدها كاشفة عن كتلة مسحوقية سوداء من الجراثيم، تتحرر جراثيم الفطر بمجرد ظهور السنابل المصابة بواسطة الرياح، بعد تحرر الجراثيم لا يشاهد من السنبلة إلا محورها (يميل لونه إلى السواد) فارغا تماما من أية حبوب، قد تصاب بعض السنابل جزئيا فلا تظهر بثرات تفحمية على الجزء السفلى منها عند انتشار الجراثيم تبقى محاور السنابل عارية وعليها بقايا الجراثيم.
وأشار حجاب أنه لا تشاهد أعراض الإصابة على النباتات قبل طرد السنابل. نظرا لسهولة ملاحظة السنابل المصابة فى مرحلة طرد السنابل، وإن ترك هذه السنابل يمثل خطورة بالغة، ويجب التخلص منها فورا حتى لو كانت موجودة بأعداد قليلة فى الحقل، وأنه هناك مصادر للعدوى بمرض التفحم السائب فهو يعد من الأمراض المحمولة داخل الحبة على هيئة أجزاء دقيقة من الغزل الفطرى (الميسيليوم) تسكن فى منطقة الجنين، لذلك فمصدر العدوى الأساسى هو الحبوب الحاملة للغزل الفطرى الساكن بجوار الجنين وتحدث العدوى فى موسم وتتكشف الإصابة فى الموسم التالى، أى أن دورة الحياة تتم فى موسمين كاملين، لذلك فإن استنباط أصناف مقاومة للتفحم السائب تستغرق سنوات طويلة مقارنة بما يحدث فى أمراض الصدأ.
وعن طريقة العدوى قال استاذ معهد بحوث وقاية النباتات والمستشار العلمى لمحافظة الشرقية لقطاع الزراعة والرى، أن طريقة حدوث العدوى يمكن للجرثومة التيليتية إحداث العدوى بطريقتين: من خلال الميسم وقلم الزهرة حتى الوصول إلى المبيض المستعد للتلقيح، وتسلك الجرثومة نفس سلوك حبة اللقاح حتى تصل إلى منطقة الجنين وتسكن على هيئة ميسيليوم دقيق للغاية لا يمكن الكشف عليه إلا بوسائل فحص خاصة كما لا يظهر على الحبوب المصابة أى أعراض تميزها عن الحبوب السليمة ويستمر الميسيليوم ساكنا حتى موعد الزراعة التالى ولا يوجد أى تأثير على مواصفات الدقيق الناتج من الحبوب الحاملة للغزل الساكن أو قد تسلك الجرثومة طريق الاختراق المباشر لجدار المبيض والوصول إلى منطقة الجنين مباشرة ويظل الميسيليوم فى حالة سكون كامل حتى ميعاد الزراعة.
وعن دورة حياة مرض التفحم السائب قال: تحدث الإصابة للنباتات نتيجة زراعة تقاوى تحتوى على ميسيليوم الفطر، وعند زراعة تلك الحبوب المصابة وامتصاصها للماء تنبت الحبة بإخراج الرويشة والجذير وفى نفس التوقيت ينشط الميسيليوم الساكن ويلازم القمة النامية لينمو جهازيا حتى مرحلة الإزهار، عندئذ يغزو ميسيليوم الفطر كل أجزاء السنبلة، ثم يتحول تدريجيا إلى جراثيم كلاميدية أو تيليتية ( التفحم). وتحمل بواسطة الهواء إلى الأزهار، وعند خروج السنبلة من الغمد يتمزق الغلاف الشفاف الذى يحيط بالحبة وتصبح الجراثيم حرة وتتناثر مع الرياح واهتزاز النباتات لتسقط على الأزهار الجديدة الجاهزة للإخصاب، وتنبت الجراثيم التيليتية على مياسم الأزهار مكونة ميسيليوم أوليا ينتج منه أربع هيفات أحادية النواة يتكون منها ميسيليوم ثنائى الأنوية يصيب ميسم الزهرة الريشى أو يخترق جدار المبيض مباشرة – وتكون الزهرة معرضة للإصابة من وقت تفتحها إلى مرحلة التلقيح. بعدها تقل فرصة حدوث الإصابة بدرجة كبيرة، عندما يصل الميسيليوم إلى الجنين أو محور الجنين أو القصعة يكمن إلى موسم النمو التالى، ويساعد جفاف الجو خلال مرحلة التلقيح على انفراج القنابع والعصافات فتدخل الجراثيم التيليتية المحمولة بالهواء، بينما تؤدى الرطوبة إلى عدم انفراجها فتقل فرص حدوث الإصابة.
وقال أن طرق مكافحة التفحم السائب زراعة أصناف مقاومة. زراعة التقاوى السليمة المأخوذة من حقول لم تظهر بها الإصابة. المرور فى الحقول وقت طرد السنابل وجمع السنابل المصابة فى أكياس من الورق باحتراس حتى لا تنتشر الجراثيم ثم تعدم هذه السنابل. يتم علاج المرض باستخدام طريقة الماء الساخن، حيث يتم نقع التقاوى فى الماء على درجة الحرارة العادية لمدة 4 ساعات ينشط ميسيليوم الفطر الساكن داخل الحبة، بعد ذلك تغمر التقاوى فى ماء على درجة 52°م لمدة 10 دقائق ثم توضع على خيش حتى تجف وتزرع مباشرة، ويجب إجراء هذه العملية بدقة حتى يتم التخلص من المرض وفى نفس الوقت لا تتأثر حيوية الحبوب (قدرتها على الإنبات).
يمكن أيضا علاج المرض عن طريق خلط التقاوى المصابة بأحد المبيدات الفطرية الجهازية الملائمة: تـلـت 250 مركز قابل للاستحلاب 25 سم3/100 لتر ماء. بايفيدان® 250 مركز قابل للاستحلاب بمعدل 40 سم / 100 لتر ماء. ستروبى 20- 30 جم / 100 لتر ماء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة