عقد الجامع الأزهر ملتقى "شبهات وردود"، ودار الحوار فيه حول معجزة الإسراء والمعراج، وذلك بحضور الدكتور حسن القصبي، وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، والدكتور جميل تعيلب، وكيل كلية أصول الدين بالقاهرة، والدكتور حبيب الله حسن، أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة.
أكد الدكتور حبيب الله حسن، أن حادثة الإسراء والمعراج تعزز في نفوسنا تعظيم وتوقير نبينا المصطفى ﷺ، والحقيقة أننا نزداد رفعة كلما تعرفنا على قدره، فالله ﷻ هو الذي رفع قدر نبيّه، فجاءت رحلة الإسراء والمعراج تتويجا لجهاده ﷺ، حيث قال ﷻ " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".
وأوضح الدكتور حبيب الله، أن معجزة الإسراء جاءت لفظا ومضمونا في الآية الكريمة، وجاءت معجزة المعراج مضمونا في آيات سورة النجم؛ فبعد أن حدد الله ﷻ المكان والزمان في الآية الكريمة تحدث عن الهدف من الرحلة وهو أن يُريه المولى ﷻ آياته ومعجزاته، فرؤية آيات الله ﷻ هي تدرج في مدارج القرب من الله ﷻ، فما كان يوحَى إلى النبي ﷺ قبل ذلك أصبح يراه رأي العين، ليَثبت قلبه ويزداد يقيناً على يقين.
وشدد على أن آيات الإسراء والمعراج حملت علامات صدق سيدنا محمد ﷺ وقُربه من ربه، بعكس هؤلاء المشككين في هذه المعجزة، فهذه الرحلة شيئ هين ويسير بالنسبة إلى قُدرةِ الله ﷻ.
من جهته قال الدكتور جميل إبراهيم تعيلب، أستاذ العقيدة والفلسفة وكيل كلية أصول الدين بالقاهرة، إن هناك من أنكر معجزة الإسراء والمعراج من الملحدين والمستشرقين والمشككين، والرد على هؤلاء أنهم يؤمنون بديانات ومعجزات الأنبياء السابقين، ومعجزة النبي ﷺ من جنس ما جعله الله ﷻ تصديقا وخاتما للأنبياء، فكيف ينكر هؤلاء ماجاء به النبي ﷺ من المعجزات وخاصة معجزة الإسراء والمعراج ، مؤكدا أن الرحلة جاءت تسرية عن النبي ﷺ بعد ما لاقاه من ألم فراق السيدة خديجة رضي الله عنها وعمه أبو طالب، وما لاقاه من إيذاء أهل الطائف.
ولفت إلى أن في هذه الرحلة، صلى النبي ﷺ بالأنبياء عليهم السلام وهو ما يؤكد وحدة دعوات النبيين من لدن آدم عليه السلام إلى سيدنا محمد ﷺ، متابعا : لقد أهدى الله ﷻ النبي المصطفي ﷺ هدية عظمى في هذه الرحلة وهي فريضة الصلاة، فهي هبة للمسلمين لأنها الصلة بين العبد وربه، فكل الفرائض والعبادات نزل بها الوحي على النبي ﷺ أما الصلاة فإن الله ﷻ فرضها في هذه الرحلة المباركة.
من جهته، قال الدكتور حسن القصبي، إن المعجزة هي أمر خارق للعادة والمعجزات لا تقاس بالعقول على الإطلاق فإن حمّلنا العقل فوق طاقته فقد ظلمناه، ومن هذا المنطلق هناك من حمّل عقله فوق طاقته فالأمور الغيبية لا يعلمها إلا الله ﷻ ولذلك أمرنا أن نؤمن بها، فكانت المقياس الذي يُقاس به إيمان المؤمن، يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله " إن معجزة القرآن ثابتة في القرآن الكريم مستدلا بقوله تعالى"يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا ۚ لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ" ففي الآية دليل قطعي على معراج النبي ﷺ يردع كل المشككون والملحدون؛ حيث أن سلطان الله قادر على أن يجعل محمدا ﷺ يعرج إلى هذه السماء، ويأتي العلم الحديث ويدلل أنه لا يوجد خط مستقيم في السماء فكلها خطوط معرجة حتي يتناسب معها معراجه ﷺ.
تأتي هذه الندوة، ضمن سلسلة ندوات برنامج "شبهات وردود" الذي يقيمه الجامع الأزهر بصفة دورية، في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر د .أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لعلماء الأزهر بمختلف تخصصاتهم، بالنزول إلى أرض الواقع ومعايشة الجماهير وتلمس همومهم، والبحث عن حلول ناجحة وواقعية للمشكلات المجتمعية، وبيان الرؤية الإسلامية الصحيحة للقضايا الفكرية التي تطرح على الساحة المحلية والعالمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة