تعرض سينما الهناجر فيلم "نهر الحب" بمناسبة ذكرى رحيل باشا السينما المصرية الفنان الكبير زكى رستم، وذلك يوم الخميس 16 فبراير 2023 بسينما مركز طلعت حرب الثقافي وبسينما مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية، أما يوم يوم السبت 18 فبراير فسيعرض الفيلم بسينما الهناجر، والدخول مجانًا، ويعقب عرض الفيلم ندوة في تمام السادسة مساءً، بحضور المخرج أشرف فايق مسئول النشاط السينمائي بصندوق التنمية الثقافية برئاسة د. هاني أبو الحسن، وتحت إشراف الوزيرة الفنانة د. نيفين الكيلاني.
جدير بالذكر أن الممثل المصري الكبير زكي رستم اعتبره العديد من النقاد العالميين أحد أكثر الفنانين موهبًة في الشرق والعالم، وهو من مواليد حي الحلمية بالقاهرة لعائلة أرستقراطية راقية وكان والده وجده من باشوات مصر، وقد ولد فى قصر كان يملكه جدّه اللواء (محمود باشا رستم) أحد رجال الجيش المصري البارزين، وكان والده (محمود بك رستم) من كبار ملاك الأراضي الزراعية ومن أعضاء الحزب الوطنى وصديقًا شخصيا لمصطفى كامل.
بدأت هوايته فى التمثيل وهو طالب فى البكالوريا عام 1924 حين أعجب به (جورج أبيض) وضمه الى فرقته، وكان من المفترض أن يستكمل دراسته لكلية الحقوق طبقا للتقليد السائد فى العائلات الارستقراطية الذي يُلزِم أبنائها باستكمال دراستهم الجامعية، ولكنه رفض دراسة الحقوق، وأخبر والدته برغبته في أن يكون ممثلًا ، وهو الأمر الذي رفضته بشدة وخيرته بين حياته كفنان وبين استكمال حياته معهم واختار هو الفن وانتقل إلى (عمارة يعقوبيان) بوسط القاهرة بمنطقة (وسط البلد) حيث عاش لبقية حياته، وتسبب هذا بإصابة والدته بالشلل حزنًا على إختيار ابنها وهو الأمر الذي كان له أثر كبير عليه لبقية حياته. بعدها انتقل لفرقة رمسيس عام 1925 مع (أحمد علام) الذي أسند اليه أدوارا رئيسية ولفرق (فاطمة رشدي) و(عزيز عيد) المسرحية ثم أخيرًا للفرقة القومية عام 1935 ميعاده مع السينما كان ببدايتها الأولى مع السينما الصامتة بفيلم زينب عام 1930. ثم شارك في أول فيلم مصري ناطق وهو (الوردة البيضاء) عام 1932، وتوالت أعماله السينمائية لثلاثين عامًا متتالية بلا توقف حتى بداية الستينات.
فى مشواره السينمائى عرف بتنوع أدواره فمن أدوار الباشا الأرستقراطي إلى الأب الحنون إلى المعلم في سوق الخضار إلى الفتوة إلى الموظف إلى المحامي إلى الزوج القاسي، وكانت أدوار الشر المتميزة هي بصمته وما عرف بتأديته بشكل بالغ التميز. عُرف بتقمص شخصياته تقمصًا كاملًا وتدقيقه في أدق تفاصيلها من الملبس حتى معايشة الجو أثناء التصوير بكل تفاصيله الأمر الذي بدأه مبكرًا جدًا منذ بدايته في فرقة (جورج أبيض)، ومن أدواره التى تركت بصمة واضحة في السينما المصرية داخل هذا الإطار أدواره في أفلام (رصيف نمرة خمسة)، (الفتوة) و(نهر الحب). موهبته التمثيلية اقترن بها ميله الى العزلة الشديدة وقلة اصدقائه فلم يكن له اصدقاء تقريبًا من الوسط الفني أو خارجه وكانت علاقته بزملائه تنتهي بانتهاء التصوير ولم يتزوج كذلك طيلة حياته. في أوائل الستينات بدأ سمعه يضعف شيئًا فشيئًا حتى فقد سمعه تمامًا الأمر الذي أجبره ذلك على ترك عمله ونشاطه الأثير وعاش في شقته بوسط القاهرة مع كلبه وخادمه حتى نهاية حياته. توفي بأزمة قلبية عام 1972 عن عمر ناهز التاسعة والستين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة