أحيا سعد الحريرى الذكرى الثامنة عشر لاستشهاد والده رفيق الحريرى رئيس وزراء لبنان الأسبق، وذلك بقراءة الفاتحة أمام ضريح أبيه وألقى التحية على الحاضرين من أنصار تيار المستقبل، وقال الحريرى أثناء مغادرته "الله يرحم الشهيد والله يعين لبنان".
من جانبه، حرص رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتى، أمس الاثنين، على زيارة قبر رفيق الحريري فى وسط بيروت، بعد ظهر اليوم وقرأ الفاتحة عن روحه وعن أرواح رفاقه الشهداء.
إلى ذلك، قال مفتى لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، بمناسبة ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري:" لم يكن الرئيس الشهيد رفيق الحريرى مجرد زائد واحد إلى رؤساء الحكومات اللبنانية. إنه حى بإنجازاته فى إعادة إرساء أسس وقواعد الوحدة الوطنية. وحى بإنجازاته فى إعادة بناء الإنسان اللبنانى من خلال التعليم والتربية فى أرقى جامعات العالم".
أضاف :"وهو حى فى إعادة بناء بيروت، ولبنان، بعد أن دمره الجهل والتعصب الأعمى، وهو حى فى تعزيز الروح العربية فى لبنان، وهو حى بمواقفه من قضية فلسطين والقدس العربية المحتلة من العدو الصهيوني".
وتابع :"لقد بنى جسور المحبة والتعاون مع الدول العربية الشقيقة ومع دول العالم الصديقة، فكان واجهة لبنان فى العالم العربى، وكان واجهة العالم العربى فى العالم، شرقا وغربا.
ظلت قضية اغتيال الحريرى الأكثر جذبا لأنظار العالم طوال الأعوام الماضية، حتى أصدرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان حكما بخمس عقوبات سجن مؤبد بحق سليم عياش، عضو حزب الله، بقضية اغتيال الحريرى، ولا يزال حزب الله يرفض تلك الاتهامات، ولا يعترف بالمحكمة.
واستخدمت فى عملية تفجيره 1800 كجم من مادة "تى أن تي" مع 21 شخصا آخر، بينهم وزير الاقتصاد باسل فليحان، الذى كان برفقة الحريرى فى سيارته بعد شهرين من الاغتيال، اضطرت القوات السورية إلى مغادرة لبنان بعد 29 عاما من التواجد على أراضيه ترأس رفيق الحريرى حكومات لبنان لخمس دورات خلال فترتين 1992-1998، ثم 2000-2004، مقدما استقالته بتاريخ 20 أكتوبر 2004.
وقد خلق اغتيال الحريرى، أزمة سياسية فى لبنان بين مختلف الأحزاب، وكان له شعبية جارفة بين اللبنانيين.
بدأ ظهور الحريرى، على ساحة الأحداث عام 1982 وساهم فى إزالة الآثار الناجمة عن الاجتياح الإسرائيلى للبنان خلال نفس العام أسهم رفيق الحريرى، عام 1989، فى عقد مؤتمر الطائف بالسعودية، الذى وضع حدا للحرب الأهلية اللبنانية وكرس الاتفاق، معادلة اقتسام السلطة على أساس المحاصصات، عبر توزيع المناصب الرئيسة بين المكونات الأساسية الثلاثة بالبلاد، المسيحيين والسنة والشيعة.
عُرف الحريرى، بمساعدته ومساندته للشعب اللبنانى فى تحسين ظروفهم المعيشية، ومن أبرز إنجازاته دعمه الدائم للجمعيات الأهلية، والتطويرات الاستثمارية بالبلاد وفر فرصا تعليمية لأكثر من 36 ألف لبنانى للدراسة خارج البلاد، و120 ألف منحة تعليمية فى الداخل، كما حرص على تطوير العديد من المدارس، وأنشأ جامعة “الحريرى الكندية” عام 1999 ترك الحريرى بصمة كبيرة فى النهضة العمرانية بلبنان، لاسيما بعد انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990)، ومن العلامات البارزة لتلك النهضة، إعادة إعمار وتأهيل منطقة وسط بيروت التجارية ومرافقها الحيوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة