"لو كان الثلج غير متواضع لما تساقط من السماء" عبارات كثيرة قيلت عن الثلج الذى يُلقب بـ"الزائر الأبيض" ..ارتبط ذكر الثلج بالبرد القارس وعند آخرون مثل نذير الخير والرزق ، ضمن هؤلاء المغاربة.
فقد أثلجت كرات الثلج صدور المزارعين الذين يعولون على انتعاش الزراعات المحلية بعد تساقط الثلوج في أنحاء البلاد تزامنا مع طقس الشتاء القارس، فقد عانى المغرب من الجفاف الذى استمر لأعوام، توقفت خلالها العديد من الأنشطة، من بينها أنشطة التزلج التى طالما اشتهر بها المغرب لسنوات.
المغرب
وعلى صعيد متصل، أدى تساقط الثلوج والأمطار إلى رفع منسوب بعض السدود المغربية. وكشفت أرقام وزارة التجهيز والماء بالمغرب، أن نسبة ملء السدود بلغت بشكل عام 31.8 في المائة، باحتياطي 5124 مليون متر مكعب، مقارنة بـ5468.4 ملايين متر مكعب ونسبة ملء بلغت 33.9 خلال اليوم نفسه من سنة 2022.وفق سكاى نيوز .
ووفق مراقبون ، فإنه على الرغم من أن هذه التساقطات الثلجية قد توحي للكثيرين بأنها استثنائية خلال هذا العام، فإنها لا ترقى إلى مستوى السنوات الماضية ولا يمكن الجزم بأن التساقطات الأخيرة ستكون حاسمة بالنسبة للموسم الفلاحي الحالي، كما أن نسبة ملء السدود لم تتجاوز بعد 31 %، ومعظمها يقع في منطقة الشمال.
التزلج
مع عودة كرات الثلج للتساقط، عادت أنشطة التزلج فى عدة مدن مغربية خاصة فوق مرتفعات الريف والأطلسين المتوسط والكبير، والهضاب العليا لشرق المغرب.، فقد تراوحت كميات الثلوج بين عشرة سنتيمترات إلى خمسين سنتيمترا، ما بعث على التفاؤل خاصة بين سكان المناطق الجنوبية والشرقية للمغرب.
من جانب آخر، عرفت المناطق التي حل بها الزائر الأبيض، انتعاشا في عدد الزوار، الذين انتظروا طويلا لارتداء معاطفهم والتوجه إلى مدن إفران وتازة وأزيلال وويوان المحاذية لخنيفرة، للاستمتاع بالمناظر الخلابة وممارسة رياضة التزلج، ما سينعش السياحية لهذه المدن، لا سيما أنها تشتهر بمناظرها الجميلة خلال فصل الشتاء، وتهافتا موسميا على الفنادق والمنازل المُعدة للإيجار، وكل ما يصاحب ذلك من نشاطات تذر بعض الدخل على ساكنة تلك المناطق.
الجفاف
ويتوقع العاملون في مجال السياحة بهذه المناطق تحقيق بعض الانتعاش عبر استقبال السياح الداخليين الراغبين في الاستمتاع بالثلوج.
موجات الجفاف
عانى المغرب فى العام الماضى موجة من الجفاف لم يشهد مثله منذ ثمانينيات القرن الماضي، وسط قلق حكومي من أن يخلف الوضع واحدا من أسوء المواسم الزراعية في البلاد، وقد تراجعت نسبة الملء بحوالي 14% مقارنة بأرقام الفترة ذاتها من السنة الماضية، التي شهدت نسبة ملء 39 %.
ووفق"بلومبرج" الأمريكية فإن نسبة التساقطات المطرية في المغرب بلغت النسبة الأدنى منذ ثلاثة عقود، كما أفاد تقرير سابق للبنك الدولي، أن المغرب بحاجة لاستثمار 78 مليار دولار حتى عام 2050 من أجل مواجهة آثار تغير المناخ، على أن يغطي القطاع الخاص حصة 85% منها.
فقد عانى المغرب لمدة أربعة أعوام على التوالي من قلة هطول الأمطار، وحسب تقرير صادر عن وزارة التجهيز والمياه، بلغ المعدل الوطني لمعدل ملء السدود الكبرى في المغرب 29.2 في المائة فقط حتى منتصف يوليو 2022، بانخفاض يقارب النصف عن الفترة نفسها من العام الماضي والتي بلغت 45.2 في المائة. وفق موقع "Rue 20" المغربي .
وأشار إلى أن الحكومة قررت تنفيذ برنامج لتوفير المياه بالإضافة إلى تخصيص أكثر من مليار دولار لمساعدة الفلاحين الذين يعانون من مشكلة الجفاف.
وأوضح أنه يترتب على ذلك تنفيذ قيود على تدفق المياه الموزعة للمستهلكين وكذلك حظر استخدام مياه الشرب لغسيل السيارات وملء حمامات السباحة وري ملاعب الغولف والمساحات الخضراء.
ومن جانبها ، قد وضعت المملكة حزمة من الخطط لمواجهة الجفاف، وضمن تلك الخطط وجهت الحكومة إلى توزيع الماء لساعات محددة في المدن الكبرى بداية من مدينة مراكش.
وفرضت حالة الطوارئ المائية التي دخلها المغرب خفض حصة الماء في عدد من مدن المملكة، آخرها مدينة زاكورة جنوبي البلاد.
و أعلنت الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بكل من الجديدة وسيدي بنور وأسفي (غرب)، ونظيرتها بتازة (شرق)، وزاكورة (جنوب) اللجوء الاضطراري لخفض حصة المياه الصالحة للشرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة