بدأت خطة إنقاذ غابات الأمازون بعد سنوات من تعرضها للإزالة والدمار فى عهد الرئيس السابق ، جايير بولسونارو، وذلك فى محاولة لمكافحة تغير المناخ لأنها كانت ستسبب فى كارثة مناخية لإطلاقها مئات الأطنان من الكربون فى الوقت الذى يعانى فيه العالم من أزمة تغير المناخ وتأثيره على اقتصاد الدول، ولكن هل ستنجح تلك الخطة فى إنقاذ رئة الأرض ؟
بدأت ألمانيا والبرازيل بشكل سريع فى خطة انقاذ رئة الأرض ، حيث أعلنت الاولى منح الثانية مساعدات مالية جديدة بقيمة 35 مليون يورو، لصندوق الأمازون لحماية الغابات ومشاريع الحفاظ على البيئة، حسبما قالت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية.
وقالت وزيرة التعاون الألمانية ، سفينيا شولتز ، إن ألمانيا تتوقع مساعدة مالية جديدة للبرازيل ، بعد اجتماعها في برازيليا مع وزيرة البيئة البرازيلية ، مارينا سيلفا.
وقالت شولتز في مؤتمر صحفى مشترك "تلك العلاقة نجونا من سنوات صعبة ونريد الآن المساهمة بمعرفتنا وإتاحة الموارد"، و كان الاجتماع بين شولتز وسيلفا في العاصمة البرازيلية جزءًا من زيارة المستشار الألماني أولاف شولز ، الذي استقبله الرئيس لولا دا سيلفا في قصر بلانالتو الرئاسي.
واحتفل سيلفا وشولتز بالإفراج عن أموال ، أعلنت عنها برلين بالفعل ، بقيمة 35 مليون يورو لصندوق أمازون ، وهي الموارد التي سيتم تخصيصها لمشاريع الحفاظ على البيئة المجمدة منذ عام 2019، بسبب الرئيس السابق جايير بولسونارو.
وتعتزم الدولة الأوروبية تخصيص ما مجموعه 200 مليون يورو للبرازيل في "تدابير التعاون" ، والتي تشمل ، بالإضافة إلى صندوق أمازون ، 31 مليون يورو لدول الأمازون البرازيلية من أجل "المشاريع"، للحماية والاستخدام المستدام للغابات "، بالإضافة إلى قرض قيمته 80 مليون يورو بمعدلات منخفضة للمزارعين لإعادة زراعة أراضيهم.
ومن التدابير الأخرى التي تم الإعلان عنها تقديم الدعم المالي لصندوق "ضامن كفاءة الطاقة" للشركات الصغيرة والمتوسطة ، ومشروعين "لسلسلة التوريد المستدامة" ، و "مشروع استشاري لتعزيز الطاقة المتجددة في الصناعة والنقل" وأخيراً تمويل مشروع إعادة تشجير المناطق المتدهورة".
وقالت شولتز "البرازيل هي رئة العالم، و إذا كانت تعاني من مشاكل فعلينا جميعا أن نساعد"، من جانبه قال سيلفا إن ألمانيا مستعدة "للتعاون" مع البرازيل ، في كل من "زيادة الموارد لصندوق أمازون" و "فتح الأسواق أمام المنتجات المستدامة".
كما أن فى البرازيل ، بدأت عدد مؤسسات فى البرازيل بأولى خطوات إعادة منطقة الأمازون ومواجهة إزالة الغابات، وتقوم بزراعة أكثر من 10 آلاف شجرة فى منطقة الأمازون البرازيلية، وذلك ضمن خطة لزراعة وحماية 4 مليون هكتار من الأمازون بزراعة حوالى مليارى شجرة، فى المناطق التى أزيلت فيها الغابات فى البرازيل، عبر تمويل مشروع خلال بيع ائتمانات تعويض الكربون فى السوق الطوعية.
ومن بين الخطة التى يتم اتباعها لانقاذ غابات الأمازون ، هى إنشاء شرطة فيدرالية لحمايتها، وتعهد لولا، الذي بدأ ولايته الرئاسية الثالثة في الأول من يناير، باتخاذ إجراءات قوية لحماية البيئة وتعزيز حماية الأمازون بشكل أساسي بعد حل هيئات الرقابة في عهد سلفه اليميني المتطرف جايير بولسونارو.
بحلول عام 2025، تتوقع مجموعة من الشركات أن تبدأ تعيين عمال، وتؤسس حضانات الأشجار، حيث ستُزرع الشتلات قبل نقلها إلى الحقول، وتهدف الشركات إلى زراعة أكثر من مليارى شجرة أصلية على مساحة مليونى هكتار، فيما تستثمر فى المحافظة على مليونى هكتار أخرى من الغابات الأصلية. من المتوقع أن يستغرق المشروع 20 عاماً.
وأوضحت الصحيفة أن مؤسسة "Saving de Amazon""انقاذ الامازون"، تشارك فى المشروع للحفاظ على منطقة الأمازون من خلال زراعة ورعاية الأشجار المحلية فى الأماكن المتدهورة.
وقامت المؤسسة بزراعة"أكثر من 390600 شجرة"، مما جعل من الممكن امتصاص ما يصل "بشكل طبيعي" إلى 421848 طنًا من ثانى أكسيد الكربون (CO2)، أحد الغازات المسببة للاحتباس الحرارى (GHG)، وإشراك أكثر من 25 من مجتمعات السكان الأصليين فى هذه التطورات فى نفس الوقت.
وتعتبر غابات الأمازون التى تمتد عبر تسعة بلدان، من أكثر المناطق التى تأثرت بشدة بالتغير المناخى، والتى أصبح يطلق عليها "الميراث الملعون"، حيث إنها تمثل أكبر التحديات التى يواجهها الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا.
ففى الوقت التى تمثل غابات الأمازون المطيرة وحدها 10% من إجمالى الكتلة الحيوية للكوكب، وفى المقابل فإن الغابات التى تمت إزالة شجرها ونباتها هى أكبر مصدر لانبعاثات الغاز الدفيئة، كما أن إزالة الغابات من أجل تحويلها لأراض تسخدم للزراعة ينتج عنها إطلاق غازات دفيئة فى الغلاف الجوى وتزعزع استقرار المناخ.
وفقًا للجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية فإن منطقة الأمازون تضم حوالى 7.4 مليون كيلومتر مربع تتقاسمها فنزويلا والبرازيل وكولومبيا وبوليفيا والإكوادور وبيرو وسورينام وجيانا، وهى منطقة بها احتياطيات مائية، وتنوع بيولوجى واسع وكتل كبيرة، تم فقد 18% منها تمامًا.
وأشار باحثون من جامعة "أونيفيرسيداديه إستادوال دي كامبيناس" البرازيلية، إلى الأنشطة البشرية والجفاف الشديد على غابات الأمازون المطيرة، وسط دعوات بإقرار قوانين ترمي إلى حماية "رئة الأرض" وهذا النظام الإيكولوجي الحيوي المعرض للخطر، وتدمر ما لا يقل عن 5.5% من بقية المساحة التي تشكل النظام الإيكولوجي للأمازون، أي ما يعادل 364748 كيلومتراً مربعاً، وذلك بين عامي 2001 و2018، بحسب الدراسة.
وعند الأخذ في الاعتبار آثار الجفاف، تصبح المساحة المدمرة عبارة عن 2.5 مليون كيلومتر مربع، أي 38% من بقية المساحة التي تشكل نظام الأمازون الإيكولوجي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة