الإعلام الإسرائيلى جبهة جديدة فى دائرة المواجهة مع نتنياهو.. صحيفة عبرية تدين إنهاء الهدنة.. "هآرتس": الأسرى ليسوا أولوية لدى الحكومة.. ووزير دعا إلى معاقبة الصحيفة.. واتساع نطاق البطش من غزة إلى الداخل

الثلاثاء، 05 ديسمبر 2023 04:15 م
الإعلام الإسرائيلى جبهة جديدة فى دائرة المواجهة مع نتنياهو.. صحيفة عبرية تدين إنهاء الهدنة.. "هآرتس": الأسرى ليسوا أولوية لدى الحكومة.. ووزير دعا إلى معاقبة الصحيفة.. واتساع نطاق البطش من غزة إلى الداخل غزة
بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الأزمة التى تواجه الحكومة الإسرائيلية فى اللحظة الراهنة، لا تقتصر فى جوهرها على تراجع مواقفها، من العدوان على غزة عالميا، وإنما تمتد إلى الداخل الإسرائيلى، وهو ما بدا فى العديد من المشاهد، ربما أبرزها الاحتجاجات التى تشهدها مدن الدول العبرية للمطالبة بوقف إطلاق النار، وهو ما يعكس حقيقة مفادها أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يواجه ليس مجرد تراجع فى الشعبية، نتيجة أخطاء ارتكبتها حكومته، وإنما خسر ثقة شعبه، فى قدرته على إدارة الأزمة، فى غزة، سواء من حيث الجانب العسكرى، أو حتى فيما يتعلق بها من قضايا أخرى، على غرار الأسرى الذين مازالوا محتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، ناهيك عن محاكمته فى قضايا فساد، تمثل جانبا آخر من المستقبل السياسى المظلم الذى ينتظره.

 

إلا أن الغضب جراء الإدارة الإسرائيلية لعدوان غزة لا تقتصر فى حقيقة الأمر على مجرد المظاهرات والاحتجاجات الشعبية، وإنما تمتد إلى الإعلام الإسرائيلى، والذى تحول هو الآخر فى مواقفه ولو جزئيا إذا ما قورنت بالأوضاع فى بداية العدوان، حيث كالت عدة صحف الانتقادات للحكومة الإسرائيلية فى أعقاب قرارها باستئناف العدوان على القطاع، وما يمثله مثل هذا القرار من خطورة بالغة على العديد من المسارات، أولها فيما يتعلق بمستقبل الأسرى الإسرائيليين الذين لم يتم تحريرهم بعد، بينما يبقى المسار الآخر حول تعاظم احتمالات الفشل فى تحقيق أهداف العدوان، فى حين يمثل احتداد المواقف الدولية تجاه إسرائيل وتراجعها بالأكثر خلال المرحلة المقبلة مسارا ثالثا، خاصة وأن الخطاب الذى تبناه حلفاء الدولة العبرية شهد تغييرا كبيرا فى الآونة الأخيرة.

 

ففى تقرير لها، أدانت صحيفة "هارتس" الإسرائيلية قرار حكومة نتنياهو بالعودة مجددا إلى العدوان، بعد الهدنة التى استمرت حوالى 7 أيام، معتبرة أن الأسرى الإسرائيليين ليسوا فى أولويات الحكومة، خاصة وأن قرار مواصلة العدوان يعرض حياتهم للخطر بصورة مباشرة، أو على الأقل يقوض فرص تحريرهم، بينما يبقى آلاف المدنيين فى تل أبيب معرضين للهجمات التى تطلقها الفصائل الفلسطينية.

 

وأضافت الصحيفة فى مقال منشور للكاتب جدعون ليفى، أن الاحتلال الإسرائيلى قتل حوالى 15 ألف إنسان، بينما يستمر فى قتل المزيد، دون أهداف حقيقية، أو أهداف لا يمكن تحقيقها، موضحا أنه ينبغى أن تفكر قيادة الدولة العبرية فى وضع الأسرى وتحريرهم بدلا من التفكير المطلق فى الحرب.

 

حديث ليفى، والمنشور فى واحدة من أعرق الصحف الإسرائيلية، يمثل بداية تغيير ملموس، فى الداخل الإسرائيلى، يتجاوز الإطار الشعبى، والذى تجسد قبل ذلك فى المظاهرات، حيث يحمل فى طياته بعدا إعلاميا، يبدو منسجما مع الحالة الشعبية الرافضة لاستمرار الأوضاع فى قطاع غزة على حالها، بينما يتزامن فى الوقت نفسه مع صعود التيارات اليسارية، والتى ينتمى إليها الكاتب المذكور، فى مواجهة تراجع حاد فى شعبية اليمين المتطرف.

 

ولو نظرنا إلى المواقف الإعلامية التى تبنتها منابر الاحتلال الإسرائيلى نجد أن ثمة أكاذيب حرصوا على نشرها منذ بداية العدوان، ربما أبرزها مشاهد قطع رؤوس أطفال إسرائيليين، والتى تناقلتها عنهم منصات إعلامية ودولية مرموقة، مما ساهم فى تعزيز حالة التعاطف الدولى مع إسرائيل فى بداية المشهد، تحت ذريعة الدفاع عن النفس، إلا أن الأمور باتت على أهبة التغيير فى الإعلام الإسرائيلى نفسه، خاصة فى صحيفة "هارتس" التى كالت الانتقادات للحكومة فى الآونة الأخيرة، خاصة بعد قرارها بمواصلة القتال بعد الهدنة.

 

المواقف التى تبنتها الصحيفة الإسرائيلية دفعت وزير الاتصالات فى حكومة نتنياهو شلومو كرعى إلى تقديم مقترح بفرض عقوبات عليها، داعيا إلى وقف الإعلانات الحكومية عليها ووقف الاشتراكات بها بسبب ما اعتبره "دعاية انهزامية" و"تحرض" ضد إسرائيل خلال الحرب.

 

الدعوة التى تبناها الوزير الإسرائيلى تعكس امتدادا دائرة القمع المباشر والمعلن إلى الداخل، فى ظل حالة من الرفض الشعبى للحكومة، وفشل ميدانى فى غزة، وعجز دولى عن إعادة بوصلة العالم لتقديم الدعم غير المحدود لدولة الاحتلال، ليصبح الداخل الإسرائيلى هو أحد أهم الجبهات التى أصبحت فى موقع المواجهة مع نتنياهو، مما يعكس تفاقم كبير للمأزق الذى يواجهه فى اللحظة الراهنة، فى ظل تعدد الجبهات والمعارك التى يخوضها، دون دعم حتى من أعضاء الحكومة الذين باتوا يعانون من حالة من الانقسام غير المسبوق، والتى تهدد مستقبلهم السياسى بصورة كبيرة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة