صنايعية مصر.. هنا ورشة عم عبدالسلام أقدم خراط خشب بالشرقية.. منتجاته منتشرة بالمعارض المحلية والدولية.. يصمم العرائس الخشبية ومجسمات بائع العرقسوس والقهوجى ووابور الجاز والعصافير.. فيديو وصور

السبت، 30 ديسمبر 2023 02:00 ص

اعمال فنية من الخشب

الشرقية- فتحية الديب

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"صنايعية مصر" .. هنا ورشة العم" عبده سلام" أقدم خرط خشب بالشرقية .. منتجاته تعرض فى المعارض المحلية والدولية ..صمم العرايس الخشبة وبائع العرقسوس والقهوجى ووابور الجاز والعصافير ويتمنى تشجيع المنتج المصري..فيديو وصور

فى منطقة "يوسف بيه" أحد الأحياء الشعبية القديمة بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، تقع ورشة خراطة يفوح من داخلها عبق التاريخ ورائحة زمن الماضي الجميل، وشاهدة على رسومات خشبية عبارة عن تحف فنية بديعة صممها أقدم خراط بالزقازيق العم " عبد السلام " وشهرته العم " عبده" الذى ذاع صيته داخل المحافظة وخارجها وجابت أعماله المرسومة من خشب البرتقال كافة محافظات مصر وخارجها تحاكي عن أصالة تلك الحرفة التى تتحدى الاندثار لوجود عشاقها الذين أفنوا حياتهم حبا فى هذا الفن من الفنون وهو فن خرط الأخشاب وتشكيلها برسومات متعددة.

يعشق العم " عبده" ورشته وكل الأدوات الكائنة بها يعتز بها يوجد لديه مخرطة منذ أكثر من 45 عاما يرفض بيعها أو استبدالها بالمعدات الأحدث فهو يرى أنها رفيقة رحلته التى تخطت الـ60 عاما، ويقضي داخل ورشته الوقت الأكبر فى حياته منذ الاستيقاظ من نومه حتى صلاة العشاء.

"تعلمتها من مدرسة الحياة" بأربعة كلمات سرد العم " عبد السلام سلام إبراهيم" وشهرته عبده سلام ل" اليوم السابع" رحلته التى بلغت 60 عاما فى مجال خراطة الأخشاب، قائلا: أخذت الحرفة وراثة أبا عن جد، فلم يحالفني الحظ للذهاب للمدارس ولو يوم واحد فى حياتى، فكنت أكبر أشقائي وذهبت إلى ورشة والدى للتعلم فيها فن خرط الأخشاب، حيث كانى والدى يعمل فى خرط الأخشاب بشكل يدوي دون وعلمنى التعامل مع المخرطة ومعدات الخرط، ومع مرور الزمن تعلمت من مدرسة الحياة الكثير وطورت من حرفتى وأصبح لى لون خاص فى خرط الأخشاب حيث بدأت أصمم الشخصيات الشعبية المحيطة حولى البداية عندما صممت رجل بعربة كارو وعليها خضار، وكانت تحفة فنية بعد الإنتهاء منها إندهشت من جمالها ومن هنا كانت الإنطلاقة نحو هذا الفن من فنون خرط الاخشاب، ومنوها أنه يستخدم خشب البرتقال فى كافة أعماله لكونه أسهل فى التقطيع ويحرص على شرائه ن عدة محافظات.

ويستطرد صاحب السبعين عاما حديثه قائلا: هذا النوع يعد فن من الفنون حيث أعمل فيه ليس من اجل المادة، وأحيانا أقبل بتصميم أعمال من الزبائن دون حصولى على مكسب منهم بل من أجل الحفاظ على هذا النوع والإبداع فيه خوفا عليه من الاندثار لعدم الإقبال عليه من قبل الشباب، لافتا أن العديد من مهندسى الديكور يحرصون على مراجعته والأخذ بنصائحه عند تصميم بعض من أعمالهم لديه بحكم الخبرة التى تعلمها من مدرسة الحياة.

وأردف العم " عبده" أن مهنة خرط الأخشاب من المهن الشاقة والتي تتطلب من صاحبها الحرص والحذر عن التعامل مع المخرطة والمعدات، ولا يوجد خراط لم ينجو من الإصابة منها، حيث كانت اول إصابة تعرض لها منذ عدة سنوات بتر عقلة أحد أصابع يده اليمنى أثناء تركيب حلقات من الأخشاب فى أحد الأعمال التى يصممها وآخرها منذ أسبوع تعرض لإصابة فى الوجه.

برع العم" عبده" فى تصميم أعمال من الأخشاب لأصحاب المهن الشعبية بالمنطقة التى ولد فيها فصمم بائع الفول بالعربة وبائعة الطماطم والقهوجى وبائع العرق سوق وكل ما يشاهده فى البيئة المحيطة به، كما صمم مؤخرا وابور الجاز، وعصافير من الأخشاب، وشارك العم "عبده" بمنتجاته الفنية من خلال معرض الأسر المنتجة التابعة لمديرية التضامن الإجتماعى بمحافظة الشرقية فى العديد من المعارض المحلية والدولية ونالت أعماله على اعجاب السياح الأجانب وخاصة العروسة الخشبية التى برع فى تصميمها بأشكال وأحجام مختلفة، ويرى العم" عبده" أن معرض الأسر المنتجة هو داعم أساسي لصناعية مصر فى الحفاظ على الحرف اليدوية من الاندثار حيث يسعى للتواصل مع أصحاب الحرف لعرض منتجاتهم فى المعارض وتقديم الدعم المعنوي لهم ليكون حافزا لهم على الإستمرارية.

واختتم صاحب السبعين عاما حديثه قائلا: يجب على كل حرفى أن يكون غيور على صناعته ويطورها ويحرص على المنافسة لأن الصناعة المصرية هى الأساس ويجب تسليط الضوء على أصحاب تلك الحرف والاستعانة بهم فى تدريسها فى المدارس الثانوية الصناعية للطلاب حرصا عليها من الاندثار.