الندالة والتخلي عن الجنود في المعارك، هي من صفات قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهذا ما اعترف به المتحدث باسم جيش الاحتلال خلال العمليات العسكرية الدائرة في قطاع غزة، فمنذ السابع من شهر أكتوبر الماضي، يعاني العديد من الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، بأيادي الفصائل الفلسطينية نتيجة لعمليات "طوفان الأقصى"، تلك الفصائل تنشر يوما بعد يوم، فيديوهات مصورة للعديد من الأسرى يطالبون فيه حكومة تل أبيب، بسرعة التفاوض للإفراج عنهم دون شروط مسبقة، لكن تلك النداءات لم تجدي نفعا لدى نتنياهو وحكومته، التي تواصل الحرب على الشعب الفلسطيني برا وبحرا وجوا.
فالقصف الإسرائيلي المتواصل على غزة، لا يفرق بين طفل أو شيخ، امرأة أو شاب، رهينة إسرائيلي محتجز أو حتى جندي من قوات الاحتلال يعمل على أرض غزة، فقد أسفرت الغارات عن مقتل العديد من الرهائن والجنود سواء عن طريق الخطأ أو عن طريق القصد.
الإسرائيليون
فواقعت الرهائن الإسرائيليين، الذين كانوا يرفعون الأعلام البيضاء طلبا للنجدة من قواتهم المنتشر على أراضي غزة متحدثين باللغة العبرية، والتي قتلتهم فور ظهورهم، تؤكد أن التخلي عن المواطنين هي صفة أساسية من صفات وعقيدة جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي كشف تحقيقات أن يوتام حاييم وألون شمريز وسامر الطلالقة، وجميعهم في العشرينات من العمر، قتلوا بالرصاص خلال عمليات في مدينة غزة.
وأثناء اقتحام أحد المباني في 10 ديسمبر الجاري سمع الجنود نداءات بالعبرية يقول أصحابها "نحن مخطوفون" و"النجدة"، لكنهم اعتقدوا أنها حيلة من مقاتلي الفصائل لإيقاعهم في كمين بالمبنى في الشجاعية شرق مدينة غزة.
ليس الرهائن وحدهم ضحايا خسّة وندالة الاحتلال، بل أن الجنود المقاتلين هو أيضا ضحايا لتلك الصفات، فقد كشفت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل جنديين بقصف دبابة لمبنى في غزة تواجد فيه جنود، في نوفمبر الماضي، في حادث وصفته بأنه "خطير وغير عادي".
حينها قالت إذاعة الجيش في بيان: "قصفت دبابة المبنى، ولم يتضح إلا فيما بعد أنه مقر للجيش وقُتل جنديان"، دون توضيح مكان المبنى.
ونشر الجيش الإسرائيلي نتائج التحقيق في مقتل 3 من جنوده الأسرى في غزة بنيران قواته خلال الحرب المستمرة على القطاع منذ نحو 3 أشهر.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن الجيش "يأسف لمقتل الأسرى الثلاثة بنيران قواته، وإنه استخلص العبر وأمر الجنود باحترام قواعد الاشتباك"، حسب تعبيره.
متحدث جيش الاحتلال دانيال هاغاري
من جهته، قال رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية هرتسي هاليفي إن مقتل الجنود الثلاثة الأسرى في غزة "حادث خطير وله عواقب وخيمة للغاية".
وأكد هاليفي أن الجيش الإسرائيلي فشل في مهمة إنقاذ الأسرى في هذا الحادث، وأضاف أن قيادة الجيش تشعر بالمسؤولية عن مقتل الجنود الأسرى خلال محاولة فاشلة لتحريرهم.
وكشف تحقيق الجيش الإسرائيلي وجود جنود في المبنى نفسه الذي قُتل فيه الأسرى الثلاثة برصاص إسرائيلي عن طريق الخطأ في غزة، وسمعوا صرخاتهم طلبا للمساعدة بالعبرية قبل 5 أيام من الحادثة.
وغادر الجنود الإسرائيليون المبنى معتقدين أنه ملغوم، وقال التحقيق إن 5 من عناصر حماس الذين كانوا يحرسون الأسرى قُتلوا بنيران مروحية إسرائيلية أثناء محاولتهم الهروب من المبنى.
جثث ضحايا إسرائيل
ورجح التحقيق أن الأسرى فروا إثر ذلك من المبنى، وبعد 5 أيام أطلق جنود إسرائيليون النار عليهم بعد أن اعتبروهم "تهديدا".، وكان الأسرى الثلاثة عراة الصدور ويلوّحون بعلم أبيض عند إطلاق النار عليهم، وفق التحقيق.
وخلال الفترة الماضية، توالت التقارير في الإعلام العبري التي تكشف عن مقتل جنود إسرائيليين بـ"نيران صديقة".
وفي 12 ديسمبر الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 20 جنديا بـ"نيران صديقة" في قطاع غزة منذ بدء المعارك البرية أواخر أكتوبر الماضي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة