تفرض التحديات الخارجية وما تحمله من مخاطر تهدد الأمن القومي للدولة المصرية، أهمية لتوحيد الصف الداخلي من قوي سياسية ومعارضة خلف الدولة المصرية وقيادتها لمواجهة المخاطر التي تهدد الأمن القومي والرفض القاطع لأي مساس بالسيادة المصرية.
وهو ما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في أول خطاب له عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية، باعتباره أن انخراط الشعب المصري فى صفوف الناخبين كان دلالة واضحة لكل متابع فى الداخل أو فى الخارج عن حيوية وفاعلية المجتمع المصرى بكافة أطيافه وفئاته وتأكيد على أن إرادة المصريين، نافذة بصوت كل مصرى ومصري، خاصة في الوقت الذى تواجه فيه الدولة حزمة من التحديات على كافة المستويات يأتى فى مقدمتها، تلك الحرب الدائرة على حدودنا الشرقي والتى تستدعى استنفار كل جهودنا للحيلولة دون استمرارها، بكل ما تمثله من تهديد للأمن القومى المصرى بشكل خاص وللقضـية الفلســطينية وكأن اصطفاف المصريين كان تصويتا للعالم كله من أجل التعبير عن رفضهم لهذه الحرب غير الإنسانية وليس لمجرد اختيار رئيسهم لفترة رئاسية.
واعتبر اللواء محمد إبراهيم الدويرى، نائب المدير العام للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أنه في ضوء التحديات الجسام التي تواجهها الدولة المصرية خلال هذه المرحلة ووضوح مدي التوتر في معظم الجبهات المحيطة بمصر سواء فى الشمال الشرقي أو الغرب أو الجنوب أو في منطقة البحر الأحمر فإن الواجب الوطني يفرض علي المواطنين المصريين مجموعة من المسؤوليات.
ولفت في تصريح لـ"اليوم السابع" إلى ضرورة الاصطفاف خلف القيادة السياسية التي تم تفويضها لحماية الأمن القومي ولاشك أن موقف الرئيس عبدالفتاح السيسي تجاه أحداث غزة أثبتت بما لايدع مجالا للشك أن لدينا قيادة قوية قادرة علي الحفاظ على أمن البلاد مستندة علي ظهير شعبي جارف ظهر بقوة في الانتخابات الرئاسية.
وأضاف أن هناك حاجة ملحة لمزيد من توحيد الصف الداخلي سواء أحزاب وقوي سياسية مؤيدة أو معارضة حيث أن الفترة القادمة يمكن أن تشهد تصاعداً في حجم المخاطر التي تتعرض لها الدولة، مشددا أهمية الحفاظ علي الاستقرار الداخلي وذلك من منطلق القناعه بأن هذا الاستقرار من شأنه أن يدعم كافة خطوات القيادة السياسية فى مواجهة أية تحديات محتملة .
وصرح النائب محمود القط، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أن إقبال المصريين خارج مصر و داخلها على الانتخابات الرئاسية كان إعلان واضح و صريح بأن المصريين يقفوا صفا واحدا خلف الدولة المصرية و يرفضوا المساس بأي من مقدراتها.
وأضاف في تصريح لـ"اليوم السابع: أن الشعب المصري يختلف في السياسة و الاقتصاد و لكنه يرفض رفضا قاطعا التدخل في شؤونه الداخلية، فهو جزء لا يتجزأ من تكوين الشخصية المصرية إذ أن الارتباط الوثيق بالأرض دون النظر لمكان تواجد المصري فالمصري خارج مصر ينظر لكل شبر فيها أنها حياته ووجوده والمصري داخل مصر مرتبط بكل حبة رمل وروحه فداء لها.
وتابع قائلا "لا يوجد بيت مصري ليس به شهيد من أجل تراب الوطن فنحن شعب قواته المسلحة من نسيجه و جزء لا يتجزأ منه ونحتاج في الفترة القادمة من الأحزاب و القوى السياسية أن يكون لديها النضج السياسي الذى يجعلها قادرة على الإدراك و الوعي بالمخاطر و التحديات التي تواجه الوطن، وأن تستطيع أن تفرق بين المنافسات السياسية والسعي لتوحيد الصف أمام ما يحاك للوطن من مؤامرات معلنة لم تعد تتم في الخفاء.
وأكد أنه كلما ظهر للعالم التماسك الداخلي أصبح لدى القيادة السياسية الدعم والظهير القوي الذى يجعلها تقف أمام جميع المخاطر والتحديات.
فيما يقول الدكتور السعيد غنيم، النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، إن الشعب المصرى أثبت للعالم كله أنه يقف صفا واحدا خلف القيادة السياسية لحفاظ على السيادة المصرية، واتضح ذلك جليا خلال الفترة الأخيرة بشكل واضح سواء فى الانتخابات الرئاسية التى شهدت إقبالا غير مسبوق فى تاريخ الاستحقاقات الدستورية.
وتابع النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر،:" ومن المشاهد التى أكدت وقوف الشعب المصرى صفا واحدا خلف القيادة السياسية ايضا المسيرات الحاشدة التى خرجت لرفض تصفية القضية الفلسطينية من خلال التهجير القسرى، وعدم المساس بالسيادة المصرية، وخرج الشعب المصرى يعلن تفويض جديد للرئيس للحفاظ على الأراضى المصرية".
وأكد السعيد، أن الاصطفاف خلف القيادة السياسية فى ظل الأوضاع الجارية سواء على الصعيد الإقليمى أو الدولى واجب وطنى لا يقل اهمية عن المشاركة فى الاستحقاقات الدستورية، وفي ظل ما تشهده مصر من طفرة كبيرة فى العمل السياسى والحزبى بفضل الحوار الوطنى لابد ان يكون هناك مزيد من الالتفاف خلف الوطن ودعم الدولة المصرية.
وأشار السعيد غنيم، إلى أن الاصطفاف رسالة للعالم برفض الشعب المصرى عن بكرة أبيه المساس بالسيادة المصرية، ومن ثم على جميع القوى السياسية والحزبية دعم الدولة المصرية وتنحية القضايا الداخلية جانبا لدعم الدولة وعدم المساس بالسيادة المصرية ومواجهة التحديات الصعبة.
بينما أكد النائب علاء عابد، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، ونائب رئيس البرلمان العربي، أن توحيد كافة القوى السياسية بمختلف تياراتها سواء مؤيدة أو معارضة للوقوف خلف الدولة المصرية وقيادتها للحفاظ على الأمن القومي المصري بمثابة واجب وطني في ظل المتغيرات الراهنة.
وقال عابد، إن القيادة السياسية تبذل قصارى جهدها للتصدى للأخطار التي تواجهها مصر في الداخل والخارج بما يحقق أمن البلاد والحفاظ على أمنها القومي وصيانة مقدرات الوطن.
وأشار إلى أن الدولة المصرية تواجه العديد من التحديات لذلك لابد من توحيد جهود جميع الأطراف لمواجهتها ، وأن نكون دائما في اتجاه الرأي العام الواحد للدولة المصرية.
ولفت النائب علاء عابد، إلى أن تعدد القوى السياسية والحزبية يعمل على إثراء المشهد الوطني والفكري والثقافي، مما يساهم في دعم الدولة المصرية في كافة المجالات بما يحافظ على أمنها واستقرارها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة