"اليوم السابع" يرافق عمال حفر أنفاق المترو تحت الأرض.. كيف يتنفسون وماذا لو حدث انهيار؟.. ماكينة الحفر بها غرفة محصنة للطوارئ وشبكة هاتف متصلة بكاميرات للتواصل.. وكل المعدات تعمل بالكهرباء لمنع العادم.. صور

 اقصى مدة عمل متواصلة 10 أيام فقط.. "غطاس" لصيانة مقدمة الحفار 

نستخدم مترو الأنفاق، دون التفكير فى كيفية حفر النفق الذى يمر به القطار، وكيف عاش عمال ومهندسى حفر الأنفاق طوال مدة الحفر خاصة أن النفق يمتد لمسافات طويلة، وكيف تم تأمينهم حال حدوث انهيار للتربة أثناء الحفر، كذلك هل كانوا يعانوا من التنفس بصعوبة داخل النفق أثناء العمل، وغيرها من الأسئلة الهامة، أجاب عنها "اليوم السابع" من خلال جولة داخل نفق الخط الرابع لمترو الأنفاق الجارى تنفيذه الأن، أثناء عمل ماكينة الحفر تحت الأرض على أعماق مختلفة، علما بأن طول الماكينة 100 متر تقريبا ووزنها يصل لأكثر من 700 طن.

ورصد "اليوم السابع" أجواء العمل داخل النفق، وكيفية إدارة وتشغيل ماكينة الحفر، وسط تأمين طاقم العمل عليها، وطرق إدخال الهواء للعمال طوال اليوم حيث تعمل الماكينة على مدار 24 ساعة دون توقف إلا للصيانة فقط، مع تبديل طاقم العمل على ورديتين.

ويقول المهندس أحمد الشيخ أحد المسئولين عن الحفر بالجزء الخاص بشركة بتروجيت، أحد الشركات المنفذة للخط الرابع للمترو، إن العمل يتواصل على مدار 24 ساعة مقسم على ورديتين، كل منهما 12 ساعة على الماكينة، وطاقم العمل فى الوردية يصل لـ12 عاملا ومهندسا.

وأوضح "الشيخ"، أن من أهم عوامل التشغيل وتأمين طاقم العمل داخل النفق، هو توفير الهواء النقى لهم على مدار الساعة، وذلك من خلال نظام تهوية يعمل عن طريق مروحة كبيرة تأخذ الهواء من الخارج لداخل النفق فى الجزء الذى يعمل به العمال عن طريق أنبوب ضخم يتم زيادة طوله مع تقدم العمل فى النفق، وهذه المروحة موجودة فى مكان بعيد عن الأتربة وبها فلاتر لتنقية الهواء.

وأشار إلى أن عدد العمال على الماكينة محدد، لا يتم تجاوزه لتقليل الخطر أثناء تشغيل ماكينة الحفر، كما توجد غرفة محصنة للطوارئ داخل نهاية جسم الماكينة تستوعب 20 فرد وبها سبل اعاشة لمدة 4 ساعات، يتم اللجوء إليها حال حدوث اى طارئ، موضحا أن الغرفة بها أنابيب أكسجين وتتحمل الضغط الكبير وبها مياه وأسطوانات أكسجين طبى للتنفس الصناعى حال وجود اختناق لأى من أفراد العمل، وخلال الـ4 ساعات يتم انقاذ المتواجدين بالغرفة حال الطوارئ.

وقال الشيخ إن هناك عدد ساعات عمل للفرد لا يمكن تجاوزها حفاظا على صحتهم، منها أن العمل 10 أيام فقط 12 ساعة فى اليوم، ثم راحة "إجازة" متصلة 5 أيام، ويتم تقسيم ورديات العمل بالتبادل مرة 10 أيام ليلى ثم إجازة 5 أيام ثم 10 أيام نهار، ثم إجازة 5 أيام ثم العودة للعمل ليلى.. وهكذا. 

ومن الأمور المهمة الواجب توافرها، هو وجود شبكة اتصال متصلة بماكينة الحفر، ومتصلة بهواتف خاصة مع مسئولى الوردية داخل النفق، يتم التواصل مع العمال على مدار الساعة طوال فترات العمل، ومتصلة أيضا بالإدارة الخارجية، بالإضافة إلى شبكة كاميرات مراقبة للعمل داخل النفق يتم رصدها من خلال غرفة تحكم خارج النفق، لافتا إلى أن الخدمات لا تنقطع، ويتم توفيرها بشكل خاص للتواصل مع وردية.

وكشف المهندس سامى الجوهرى، مدير محطة مترو الأهرامات الجارى تنفيذها من شركة المقاولون العرب، ضمن الخط الرابع للمترو، أن من الملحوظات الهامة الواجب توافرها داخل نفق المترو خلال حفره، هو ضغط الهواء النقى للعمال، وأن تكون كل المعدات العاملة بالمشروع داخل النفق صديقة للبيئة ولا تسبب أى تلوس، بما فيها ماكينة الحفر، مشيرا إلى أن كل المعدات تعمل بالكهرباء فلا تنتج أى عادم للحفاظ على العمال، وكل السيارات التى تخدم على ماكينة الحفر تعمل أيضا بالكهرباء.

وأضاف الجوهرى لـ"اليوم السابع"، أنه يتم مراجعة تأمين العمال بشكل مستمر، قائلا: لابد من تطبيق إجراءات سلامة وصحة مهنية، للعمال ويتم متابعتها قبل بدء العمل، مثل الخوذة وفيست وحذاء بمقدمة صلب ونضارة وجوانتى وأحزمة أمان حال العمل على ارتفاعات، كما يوجد أفرد لمتابعة تطبيق هذه الإجراءات، ويتم فحص العمال صحيا قبل العمل لاختيار الذين يتحملون ظروف العمل داخل النفق.

ويعلق المهندس أحمد الشيخ، مسئول الحفر بشركة بتروجيت، أن هناك فئة من الفنيين والعمال تحتاج لرعاية وتأمين خاص، وهم الفنيين المسئولين عن إصلاح مقدمة ماكينة الحفر، ويطلق عليهم الغواصين لعملهم أسفل التربة أمام مقدمة ماكينة الحفر تحت ضغط هواء يصل لـ3 بار، ويتم فحصهم بشكل دورى من اطباء متخصصين "اطباء أعماق" لقياس مدى تحمل جسم العامل للضغط الجوى، ويعمل لمدة لا تتخطى الساعتين حفاظا على صحته. 

وأضاف "الشيخ" أن هناك تواجدا دائما لعيادة صحية ودكتور على مدار الـ 24 ساعة بموقع الحفر، وهناك تواجد دائم لإسعاف مجهزة على أعلى مستوى، وبها عناية مركزة، ويوجد استراحات خاصة بالعمال والمهندسين قريبة من مكان العمل لتوفير الوقت والمجهود، مع توفير وسائل نقل للعمال ووجبة يوميا، بالإضافة إلى تنظيم محاضرة للتوعية بتأمين العمال للحفاظ على أنفسهم خلال العمل.

وبدوره أكد المهندس عزت عبد القوى، مدير مشروع الخط الرابع للمترو، بالهيئة القومية للأنفاق، أن مصر عملت على توطين صناعة الأنفاق، معتمدة على الخبرة الكبيرة للعمال والمهندسين، والشركات المصرية العاملة فى هذا المجال، مشيرا إلى أن مشروع الخط الرابع للمترو يعمل على توطين صناعة الأنفاق، وتم الاستغناء عن الخبير الأجنبى والاعتماد على المصريين بنسبة 100 % وتم تدريب مصريين آخرين فى المجال، مما يعمل على توسعة مشاريع الشركات المصرية فى صناعة الأنفاق فى المنطقة العربية وأفريقيا، لافتا إلى أن بعض الشركات المصرية بدأت فى تنفيذ مشاريع من هذا النوع خارج مصر.

وأوضح أنه يتم تنفيذ مشروع الخط الرابع للمترو من خلال 6 ماكينات حفر مملوكة للشركات الوطنية، تم تركيب 4 ماكينات منهم على مسار خط المترو الواصل من حدود 6 أكتوبر حتى محطة الفسطاط مرورا بشارع الهرم، وبدأت الماكينة الاولى فى حفر جزء من النفق وتركيب الحلقات الخرسانية محلية الصنع.

وتم تركيب ماكينتى حفر ببئر النزول القريب من محطة حدائق الأشجار، كما تم تركيب ماكنتى حفر ببئر النزول بمحطة الأهرامات بشارع الهرم، حيث تم تقسيم أطوال المرحلة الأولى من المشروع لقطاعات، كل قطاع استلمه شركة ويتم تركيب الماكينات ببدايته لإنشاء الأنفاق.