مع قرب بدء فصل الشتاء رسميا، وانتشار حالات الإصابة بأدوار البرد، تُعد تلك الفترة موسما سنويا لإقبال المواطنين على شراء حقن البرد والتى عُرفت باسم "هتلر" من الصيدليات، أو حقن المضادات الحيوية والكورتيزون، وغيرهم من الكوكتيلات الدوائية التى تمنح المريض شعورا وهميا بالشفاء، وتؤدى إلى ضرار صحية تصل إلى الوفاة فيما بعد، ونتيجة لتكرار حالات الوفاة إثر ضرب حقن بالصيدليات، أعلن صيادلة خلال هذا العام توقفهم عن ضرب الحقن بصيدلياتهم، وتوجيه المرضى للمستشفيات.
وحذرت وزارة الصحة والسكان من قيام البعض بالحصول على حقنة البرد عند الإصابة بنزلات الأنفلونزا، مشيرة إلى أن نزلات البرد يتم الشفاء منها خلال 3 أيام من خلال تناول السوائل الدافئة والراحة التامة، كما أن الإنفلونزا الموسمية تظل على مدار 10 أيام من خلال معالجة سخونة الجسم بخوافض الحرارة، محذرة من الحصول على حقن البرد إذ تحتوى على مضاد حيوى وكورتيزون، حيث أن هناك حالات وفاة حدثت خلال الفترة الماضية بسبب حقن البرد المنتشرة والحصول عليها بشكل عشوائى من قبل المواطنين.
من ناحيتهم، قال الدكتور أحمد الدمرداش عضو مجلس نقابة صيادلة القاهرة، أن أغلب الصيادلة حاليا امتنعوا عن ضرب الحقن وذلك نظرا للغط المتعلق بإعطاء الحقن فى الصيدليات، وتعرض صيادلة للحبس، ويتم توجيه المرضى لأقرب مستشفى، لافتا إلى أن النقابة الفرعية كانت قد طالبت أعضائها بالامتناع عن تقديم خدمة إعطاء الحقن، وترك هذه الخدمة للمنوط به الأمر لحين صدور تشريع قانونى يحمى الصيدلى والمواطن.
وأشار الدمرداش، فى تصريحات لليوم السابع، أن النقابة أيضا أكدت على كافة الصيدليات بالامتناع التام والبات والحاسم عن إعطاء الحقن فى الصيدليات تحت أى ظرف من الظروف، وتوجيه المواطن لمقدم الخدمة الطبية الذى قام بوصف تلك الحقن، ومن يخالف قرار مجلس النقابة سوف يتم تحويله للتحقيق الفورى.
فى سياق مُتصل، قال الدكتور على عبدالله، رئيس المركز المصرى للدراسات الدوائية، أن كثيرا من الصيدليات بدأت تمتنع منذ فترة من صرف المضادات الحيوية أو الحقن للمرضى، وفقط الاكتفاء بأدوية عرضية ورفع المناعة، والتنبيه على المرضى بأخذ اللقاح "الحقن أو الكبسولات"، لافتا إلى أن بعض الصيدليات قد تضطر إلى بيع الأدوية تحت تأثير الضغط الشعبى، بناء على تأكيد المريض أنه سيتجه إلى المستشفى، إلا أن ذلك يظل النسبة الأقل فى كل الأحوال.
وأضاف عبدالله، فى تصريحات لليوم السابع،: أن تكرار حالات المضاعفات والشكاوى وحبس صيادلة كان سببا أساسيا فى اتخاذ القرار للصيادلة، رغبة فى حماية أنفسهم خلال مزاولة المهنة، لافتا إلى أن كثيرا من المرضى يتجهون من الصيدليات لطلب حقن كورتيزون وحقن المضادات الحيوية لعلاج نزلانت البرد رغم خطورة الحصول عليها، مشيرا إلى أطلق حملة لتوعية المرضى بكيفية رفع المناعة بقيتامين سى أو الزنك وفقا للجرعات المنصوص عليها، وتوجيه المرضى لتناول المشروبات الساخنة، أو الحصول على اللقاحات، مؤكدا أن المرضى أيضا أصبحوا أكثر مرونة فى استقبال رفض الصيدليات ضرب الحقن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة