رصدت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، كيف اختلفت النظرة الدولية للأحداث في غزة عن الحرب في أوكرانيا، مؤكدة أن ردود الفعل الدولية على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كشفت “ازدواجية المعايير” لدى دول العالم وخاصة دول الغرب؛ حيث أنه لم تقتصر ردود الفعل الدولية فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا فقط على الإدانة أو التأييد عبر خطابات وبيانات رسمية، وتم التعبير أيضًا عن هذا التأييد لأوكرانيا في شكل مساعدات ضخمة سواء إنسانية أو عسكرية أو مالية، ذلك في حين أن عددًا محدودًا للغاية من الدول هو الذي أرسل مساعدات إلى مطار العريش الدولي لتقديمها إلى المواطنين الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة.
وأكدت الدراسة أن في قطاع غزة الذي لا يجاوز تعداد سكانه 2.4 مليون نسمة، تخطى تعداد الشهداء خلال 31 يومًا فقط من بدء الصراع في 7 أكتوبر الماضي أكثر من 10010 شهداء بينهم أكثر من 4000 طفل و2500 امرأة، حيث إن 70% من ضحايا العدوان هم من النساء والأطفال والمسنين، ووصل تعداد الجرحى إلى أكثر 25000 بينهم أكثر من 9600 طفل، بينما في أوكرانيا بلغ تعداد القتلى من المدنيين بعد أكثر من 500 يوم نحو 9614.
وكشفت أنه بتتبع المواقف الدولية، يتجلى قيادة مصر للمساعدات وجهود الدعم والإغاثة لتتصدر القائمة ب5900 طن منها وحدها والباقي من الدول الأخرى بينما كانت المساعدات الموجهة لأوكرانيا تفوق بأكثر من 20 ضعفًا المساعدات المقدمة لغزة، فعلى سبيل المثال قدمت الإدارة الأمريكية 76 مليار دولار لأوكرانيا كمساعدات إنسانية ومالية وعسكرية، في حين قدمت فقط 100 مليون دولار كمساعدات إنسانية لقطاع غزة، وقدم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا ما يقرب من 6 مليارات يورو كمساعدات إنسانية لأوكرانيا فقط، فضلًا عن المساعدات العسكرية والمالية الأخرى، في حين تم قدم مساعدات بقيمة 75 مليون يورو لقطاع غزة، وأرسلت روسيا 27 طنًا من المساعدات الإنسانية.
بينما على مستوى غزة المحاصرة، فإن مصر هي التي قادت جهود الدعم والإغاثة لسكانها، ولا يزال التعنت الإسرائيلي يحول دون وصول الكثير من المساعدات إلى القطاع القابع تحت الحصار ويعاني انقطاعًا شبه كامل للكهرباء ونقصًا حادًا في الوقود الذي بات على وشك النفاد، مع صعوبات بالغة في الوصول لمصادر مياه نظيفة وغذاء كافٍ.
ونوهت إلى أنه محاولة من مصر لإيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، دعت وزارة الخارجية المصرية في وقت سابق خلال أكتوبر جميع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية الراغبة في تقديم مساعدات إنسانية وإغاثية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؛ تخفيفًا عنه واستجابةً لمعاناته نتيجة القصف الإسرائيلي العنيف والمتواصل، وحددت مطار العريش الدولي ليكون بشكل رئيسي هو بوابة استقبال هذه المساعدات الإنسانية الدولية من الأطراف والمنظمات الدولية المختلفة.
ومنذ ذلك الوقت تسعى مصر إلى توفير الاحتياجات الإنسانية اللازمة لسكان قطاع غزة والفلسطينيين بصورة عامة، والتي بلغت حتى الآن 7094 طنًا منها 5900 طن من مصر وحدها والباقي من الدول الأخرى، وتم تسليم 6000 طن وصلت لغزة بالفعل عبر معبر رفح.
واعتبرت أن فارق المساعدات المقدمة لأوكرانيا عن غزة والحجم الكبير الذي قُدم لأوكرانيا مقارنة بما قُدم لغزة رغم أن الكارثة الإنسانية في الأخيرة أكبر بكثير، وأيضًا المواقف الدولية تجاه الحربين؛ يعكس ازدواجية المعايير لدى تلك الدول في التعامل مع انتهاكات حقوق الإنسان، حيث يغض الكثير من الدول والمنظمات الدولية الطرف عن جرائم إسرائيل وتصمت إزاء ما ترتكبه من جرائم في حق الشعب الفلسطيني منذ عقود، بينما تتحرك بحزم أمام انتهاكات أخرى.
وأختتمت دارسة المركز المصري للفكر والدراسات، أن ذلك يكشف نظرة الغرب لحقوق الإنسان والتي ما هي إلا شعارات تستخدم عندما تخدم المصالح الغربية، وتعطل في الوقت الذي تتعارض فيها مع هذه المصالح، مشيرة إلى أن موقف الغرب كان سببًا في دفع إسرائيل إلى ارتكاب مجازر أكبر تحت ذريعة الدفاع عن النفس، وسمح كذلك بمحاصرة أهل غزة وقطع كل مقومات الحياة عنهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة