تشير بعض الدراسات إلى أن الزواج السريع أحد أسباب الطلاق فى السنة الأولى، والتى تعد من أصعب الفترات فى علاقة الزوجين، وتتنوع أسبابها وفقا لشكاوى الأزواج والزوجات أمام محاكم الأسرة، إلي إخفاء بعض الأزواج حقائق تخص حياتهم الخاصة من أمراض والوضع المالي وأحيانا الاجتماعي وطبيعة العمل ومعلومات خاصة بالأهل، فيما يشكو بعض الأزواج والزوجات من تهرب شريك الحياة من تحمل المسئولية، وأحيانا يكون أحد طرفي العلاقة الزوجية أو كلاهما ليس على المستوى الكافي من النضح او غير قادرين على إدارة الأزمات التي تنشب بسبب الخلافات الأسرية.
وخلال السطور التالية نرصد بعض القضايا التي نظرتها محاكم الأسرة بعد لجوء أحد الزوجين لها بعد اشتعال الخلافات الزوجية بينهما وعجزهم للوصول لحل يرضي الطرفين خلال مدد زواج لم تدم طويلا، ونتعرف أيضا على الموقف القانوني للزوجين وحقوقهم الشرعية وفقا لقانون الأحوال الشخصية.
بعد 17 يوم.. الزوجة تهرب من عش الزوجية
"شقيقات زوجي أثناء زيارتهن منزلي بعد الزواج في أول أسبوع نشب بيننا مشاجرة كبيرة ، فطلبت من زوجي الحديث معهن لوضع حدود للعلاقة بيننا، وفي ثاني زيارة قررن الانتقام مني واتهموني بالتفريق بينهن وشقيقهن".. بتلك الكلمات وقفت إحدي الزوجات تطالب بتسوية خلافها مع زوجها بالطلاق للخلع بعد أن هجرت منزل الزوجية بعد 17 يوما من الزواج، ووقفت أمام محكمة الأسرة بأكتوبر، في ظل رفض زوجها تطليقها ومحاولته اصطحابها بالقوة من منزل عائلتها.
وتابعت الزوجة فى دعواها أمام محكمة الأسرة: "لقنت علقة موت على يد شقيقات زوجي مستغلين عدم مكوثه بالمنزل، واستغثت بالجيران لاصطحابي للمستشفي بعد أن أصبت بكدمات وجروح استلزمت اسبوعين علاج".
وحررت الزوجة محضرا برفقة عائلتها وتركت منزل الزوجية وطلبت الانفصال عن زوجها ولكنه رفض فطلبت الخلع.
زوجة تبحث عن الطلاق
"كدت أموت بسبب عنف زوجي، التي جعلت حياتي جحيما خلال 6 شهور زواج، ما دفعني للتقدم للحصول على الطلاق، وملاحقته بدعوى حبس لمعاقبته على ما لحق بي من ضرر مادي ومعنوي".. كلمات جاءت على لسان زوجة بدعوي طلاق، وذلك بعد أن أثبت إصابتها بكسور على يد زوجها.
وأكدت الزوجة:" اكتشفت أن زوجي يتعاطي مواد مخدرة، بعد شهرين زواج، وعندما طالبت عائلته بالتدخل انهال على بالضرب وطردني من منزلي وباع مصوغاتي، وقضيت شهور بمنزل عائلتي أطلب الطلاق وبعد أن فشلت بإقناعه ذهبت لمحكمة الأسرة فلاحقني وتعدي على وتسبب في إصابتي بكسور وتلقي علاج دام شهرين".
أسرع قضية طلاق بعد تعدي الحمي على والدة الزوجة
وقفت زوجة تبلغ من العمر25 عاما، أمام محكمة الأسرة بأكتوبر، تطالب بحقوقها الشرعية بعد إلقاء زوجها عليها يمين الطلاق بعد دقائق من عقد القرآن، بسبب خلاف على قائمة المنقولات.
وأكدت الزوجة:" تمت خطبتنا سنه و3 شهور، كانت مليئة بالخلافات الأسرية، بسبب إصرار والدته تحميل أهلى شراء بعض المنقولات، بخلاف سبها لى بألفاظ بذيئة، وبالرغم من ذلك قبل أهلي استمرار الزواج".
وأضافت الزوجة: " تعدت حماتي على والدتي بالضرب أثناء حفل الزفاف، ونشب شجار بين العائلتين، انتهي بإلقاء زوجي يمين الطلاق على بالحفل، وبعدها لجأت عائلته لتحرير بلاغ ضد أشقائى، وقاموا بسرقة منقولاتى من منزل الزوجية، ومصوغاتى الذهبية، واتهامى وعائلتى بسرقتها".
سيدة تلاحق زوجها بالحبس بعد أسابيع من الزواج
"زوجي دمر حياتي وسبني بأبشع الألفاظ وأنهال علي بالضرب المبرح، وواصل تهديدي للتنازل عن حقوقي الشرعية المسجلة بعقد الزواج بعد أسابيع قليلة من الزواج".. بتلك الكلمات أقامت زوجة دعوي طلاق، ودعوي حبس، ضد زوجها، واتهمته بهجرها بعد أسبوعين زواج، بتبديده منقولاتها ومصوغاتها.
وأشارت الزوجة بدعواها أمام محكمة الأسرة:" زوجي قال بأنه غير قادر على تحمل المسؤولية، وطالبني بسداد مبلغ شهري له حال استمرار زواجه بي، ولاحقني بالسب بأبشع الألفاظ وأنهال علي بالضرب بعد رفضي الخضوع لتهديداته، لأعيش في جحيم بسبب تصرفاته، وعندما طالبته بالانفصال عني رفض وتركني معلقة".
رجل ينفصل عن زوجته برسالة على "واتس آب" بعد 13 شهر زواج
"طردني للشارع، رغم يسار حالته المادية رفض الإنفاق علي، واستولى على منقولاتي ومصوغاتي، وحاول التنصل من حقوقى المالية، وتركني معلقة، وهددني باتهامي بخيانته"..بتلك الكلمات وقفت زوجة بدعوى طلاق، بعد فشلها في إثبات طلاقها على يد زوجها، برسالة صوتية عن طريق تطبيق واتساب ورفضه توثيق الطلاق.
وأشارت الزوجة بدعواها بعد 13 شهر زواج أمام محكمة الأسرة بأكتوبر:"لاحقني وأسرته بالتطاول على بالسب والضرب وابتزازي وتهديدي للتنازل عن حقوقي رغم أنه ميسور ماديا، وإصراره على معاقبتي وملاحقتي باتهامات كيدية انتقاماً مني".
وأضافت: " كنت خادمة له ووالدتي، ليقابل ذلك بتعنيفي وضربي، واستغلاله صبري على تصرفاته ليخونني ليلا ونهارا، ويتركنى دون عائل أعانى، رغم أنه ميسور الحال، ويعيش فى مستوى اجتماعي راقي".
موقف قانون الأحوال الشخصية من الطلاق السريع وحقوق الزوجين؟
استحدث المشرع المصري القانون رقم 10 لسنة 2004 الذى نص فيه على إنشاء محاكم الأسرة مستحدثأ فيه أيضاَ النص على إنشاء مكاتب تسوية المنازعات الأسرية بكل محكمة أسرة على مستوى الجمهورية – وهو ما لم يكن معمولا به قبل سن هذا القانون.
والهدف الرئيسي من مكاتب تسوية المنازعات الأسرية جعله بمثابة بذل مساعي جادة وحثيثة للصلح بين أطراف الخصوم قبل لجوئهم إلى رفع دعوى من دعاوى الأحوال الشخصية التى يمكن الصلح فيها قانونا .
ويوجد في دائرة كل محكمة للأسرة مكتب أو أكثر لتسوية المنازعات الأسرية، ومهمة تلك المكاتب إزالة أسباب الشقاق والخلاف بين أفراد الأسرة، واللجوء إلى مكاتب تسوية المنازعات الأسرية قبل رفع الدعوى وجوبيا في كلا من دعاوى التطليق بكافة أنواعها وتشمل "الخلع"، النفقات والأجور، حضانة الصغير وحفظه ورؤيته وضمه والانتقال به، دعاوى الحبس، الاعتراض على إنذار الطاعة، مسكن الزوجية، ونفقة المتعة، ودعاوى المهر والجهاز والشبكة، والدعاوى المتعلقة بتوثيق ما يتفق عليه ذو الشأن أمام المحكمة فيما يجوز شرعاً، وكلك الدعاوى المتعلقة بالإذن للزوجة بمباشرة حقوقها متى كان القانون يتطلب ضرورة الحصول على إذن الزوج لمباشرة تلك الحقوق .
ويقوم مكتب التسوية بعد تقدم الزوج بالطلب بتحديد ميعاد لحضور لحضور أطراف الخلاف، وإذا لم يحضر أى من الزوجين بغير عذر جاز اعتباره رافضاً لاجراءات التسوية، و تجتمع هيئة مكتب التسوية بأطراف النزاع وبعد سماع أقوالهم تقوم بتوعيتهم بأثر الخلافات على حياتهم الأسرية وتحثهم على الصلح، وتبدى لهم النصح والإرشاد بقصد تسوية النزاع وديا، ويقوم المكتب بتقريب وجهات النظر ومحاولة التسوية خلال 15 يوما من تاريخ تقديم الطلب، وإذا فشلت فى ذلك جاز لها أن تمد الفترة بموافقة الزوجين وإذا تم تسوية النزاع فى جميع عناصره أو بعضها يحرر محضر بما تم الصلح فيه و يوقع من اطراف النزاع.
وعندما يتم الصلح بين الزوجين فى المحكمة بعد الحكم، وهنا يتم التصالح على الصيغة التنفيذه والتنازل عن الحكم الصادر سواء للزوج او للزوجة، أما لو تم التصالح بموجب عقد اتفاق خارج المحكمة يجب أن يتم العقد تحديد مستحقات الاطفال من نفقات، تحديد مستحقات الزوجة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة