أعرب الفنان كاظم الساهر، عن أمله فى أن يعم الأمن والسلامة على أطفال وأهل غزة، وأن تتوقف الحرب التى يدفع ثمنها الأبرياء، مشيرًا فى هذا الإطار إلى أنّه سيقوم بالتعاون مع جمعية الأمم المتحدة للموسيقى الكلاسيكية بإدارة بريندا فونجوفا، بتسجيل أغنية تدعو لوقف الحرب وعنوانها - أوقفوا الحرب.
جاء ذلك مشاركته جمهور معرض الشارقة الدولى للكتاب فى دورته الـ42، شيئًا من مسيرته فى عالم الشعر والأدب والألحان، ووجّه لهم العديد من الرسائل القيّمة التى ناهزت فى ثرائها أغانيه وألحانه وشكّلت إضافة استثنائيّة لهذا الحدث الثقافى العالمي.
وأضاف أنه سيتوجه إلى نيويورك؛ لتسجيل هذه الأغنية وسنطلقها قريبًا، ونأمل أن توصل رسالتنا، وأن نسهم فى وقف الحرب التى تلحق بالمدنيين الأبرياء والموت الكارثى للأطفال".
وتوجّه الساهر بالشكر لإمارة الشارقة على استضافته فى المعرض مشيراً إلى أنّه طالما تعدّ الشارقة عاصمة للثقافة، فإنّ القراءة والكتاب سيبقى حاضراً فى يد القرّاء، معبّراً عن فخره بأن يكون اليوم جزءاً من معرض الشارقة الدولى للكتاب الذى أتاح له فرصة مخاطبة جمهوره.
وتطرّق الساهر - فى حديثه - إلى تأثير الكتاب على حياته، قائلاً: "بدأ هذا التأثير منذ الطفولة، وأذكر موقفاً فى سنّ المراهقة ذهبت مع أحد أصدقائى فى زيارة لشقيقه، حيث كان أصدقاءه يتناقشون إحدى الموضوعات الفكرية، ولم أكن أعى شيئاً من كلامهم، فدفعنى ذلك للبحث والاطلاع لأسجلّ حضورى فى هكذا جلسات، وكنت محظوظاً أنّ شقيقى من القراء الجيدين، أخذت أحد الكتب حول هذا الموضوع وباتت الصورة واضحة وازداد وعيي، وعندما بدأت بخوض النقاش معهم شعرت بالارتياح وآمنت أن الحياة بدون اطلاع وبدون قراءة فإنّ الإنسان سيبقى فى دائرة محدودة، فحتى موهبتى الموسيقية لو لم أدعمها بالقراءة ودراسة الموسيقى ستبقى محدودة، ومن ضمن علمى أيضاً اختيار المفردات والأفكار التى تؤثر فى الناس، لو لم أقرأ فلن أستطيع إيصال رسالتى وألامس مشاعر المستمعين أو أؤثر فى المفكرين والمثقفين".
وحول أثر القراءة فى العائلة، أكّد الساهر أنّ تأثيرها يطال الجميع، مشيراً إلى أنّ الأطفال عندما يقرأون يذهبون إلى عوالم وأفكار وثقافات مختلفة، فيزداد وعيه واحترامه للرأى الآخر، وستُفتح له آفاقٌ جديدة فى الحياة ومستقبل من فرص العمل. وأضاف: "أيضاً لكسر الروتين فى المنزل فإنّ القراءة واكتساب الأفكار ومن ثم الجلوس فى حوار مع العائلة ستساهم فى صنع متعة وقصة جميلة تأخذنا إلى عالم آخر. كما أنّ القراءة للإنسان الذى يعانى من مشكلة عاطفية، تشكّل داعماً وصديقاً له، فعندما يمرّ الإنسان بمشكلة ولا يجد شخصاً يعطيه التوجيهات الصحيحة، فإنّ الكتاب يمنحه الراحة والطمأنينة بالإضافة إلى أفكار ووسائل جديدة لحل أى أزمة".
وانتقل كاظم الساهر للحديث عن الشعر بالقول: "الجمهور العربى يتذوق الشعر، ويحاسبنى إذا كان لفظى للكلمة خطأ؛ فيجب أن أنتبه لكل كلمة وحرف، الشباب متذوقون للشعر، وأنا ضد فكرة من يقول أن الناس بدأوا يهجرونه نحو أشكال أخرى، لا أتفق مع ذلك من خلال تجاربى على مدار 35 سنة من تقديم أعمال وقصائد. وأيضاً لا يمكن أن نظلم الفنون الأخرى بالتأكيد فهناك ألوان غنائية جميلة وتسعد الجمهور، لكن أنا أجد فى القصيدة أكثر عمقاً وخيالاً". وتحدّث حول قصيدة "الحياة" مشيراً إلى أنه كتبها كرسالة، وألقى جزءاً منها على مسامع الحضور.
وأضاف: "الشعر موهبة، لحنت أول قصيدة فى سنّ 12 عاماً، وكتبت أول خاطرة فى عمر 13 – 14، وبدأت أقرأ الشعر فى المجلات ودواوين نزار قباني، فقد كنت متأثراً به جداً. وبالتأكيد بدون قراءة فإنّ الموهبة لا تكفي، لا أستطيع أن أكتب قصيدة أو أن اضع لحناً إن لم أقرأ". وعند ذكر نزار قبانى فإنّ كاظم الساهر لم يُغفل الحديث عن تأثيره عليه، ليقول: "نزار قبانى كان مصدر دعم وتحفيز لي، فعندما كنت أطلب منه فى بعض القصائد أن أقوم بتعديل سطر أو ما شباه، كان يعود لى خلال فترة قصيرة ويخبرنى ويقول سجّل هذا البيت الجميل، لم يقل سجل هذا السطر، بل البيت الجميل، لقد كان متعاوناً وعظيماً جداً، وهكذا العظماء يكونون دائماً بسطاء".
وأشاد كاظم بصديقه الراحل الشاعر كريم العراقى بالقول: "مهما كُرم فى حياته فهذا قليل بحقه، كان سعيداً جداً عندما تم عمل طابع باسمه. كريم العراقى شاعر عظيم، كان نزار يعتب على إذا تأخرت فى قصيدة ما، لكن إذا كان العمل مع كريم فكان يقول لى تمسّك بكريم، ويقول لكريم تمسك بكاظم، نزار كان معجباً بكريم بشكل رهيب وكان يحترمه جداً، وكريم هو من فرض هذا الاحترام، كان يقرأ بشكل واسع". وأشار الساهر إلى أنّ العراق ولّادة للشعراء الرائعين الذين يكتبون أشعاراً فى غاية الجمال. وعبّر عن أمنيته واستعداده كذلك للمساهمة فى أى نهضة فنيّة قد تشهدها العراق فى أى وقت.
وأشار الساهر إلى أثر عائلته وبلده فى تكوين شخصيته، بالقول: "شخصيتى بُنيت فى البيت بشكل أساسى وساهمت أمى كثيراً فى بناء هذه الشخصيّة وتأثرت بها بشكل كبير، وكنت أعجب دائماً كيف تحملت هى ووالدى مسؤولية 10 أبناء فى الوقت الذى كان بيتنا يفتقد لكثير من الأساسيات ، لذلك لهم فضل كبير عليّ. أيضاً لبلدى وجمهورى الفضل، وللجيران الذين كانوا يساهمون فى التربية كالأهل تماماً" .
وفى الختام، تحدّث القيصر حول أثر القراءة فى إحياء الأمل لديه عندما مرّ يوماً بحالة صعبة، وقال: "فى هذه الحياة نمر بتجارب ومشاهدات، ففى صغرنا نقرأ قصص الخيال ونرى عوالم أخرى، فيكبر إبداعنا، ولكنّ الحياة تفرض عليك أموراً صعبة وتأخذ منك أشياءً جميلة. خلال السنوات الماضية خسرت أعز الناس لدي، وكنت أمر من أزمة إلى أخرى، وأفقد عزيزاً ما، ووصلت إلى طريق مسدود بحيث جلست مع نفسى وحيداً لفترة، فأخرجنى منها الكتاب والقراءة وكذلك الأصدقاء الطيبين. ضعفت لدرجة كبيرة ووصلت لمرحلة تمنيت خلالها أن أخرج على المسرح لأصرخ صرخة واحدة وأنتهي، لم تكن هناك متعة وسعادة. جلست مع نفسى وبفضل الإيمان بالله أولاً ثمّ القراءة وكذلك الأصدقاء الطيبين عاد لى الأمل مجدّداً، هذه هى الحياة لا بدّ أن نقبلها كما هي".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة