معبد الحب.. قصة عشق رمسيس لـ نفرتارى تتجسد فى المعبد الصغير بأبو سمبل.. أثرى: الملك شيد معبدا لزوجته فى سابقة فريدة بالتاريخ الفرعونى.. وضعها بمنزلة الآلهة واهتم بإظهار جمالها.. ورغم ذلك تزوج عليها 23 مرة.. صور

الأربعاء، 29 نوفمبر 2023 01:00 ص
معبد الحب.. قصة عشق رمسيس لـ نفرتارى تتجسد فى المعبد الصغير بأبو سمبل.. أثرى: الملك شيد معبدا لزوجته فى سابقة فريدة بالتاريخ الفرعونى.. وضعها بمنزلة الآلهة واهتم بإظهار جمالها.. ورغم ذلك تزوج عليها 23 مرة.. صور معبد نفرتارى
أبوسمبل – عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما تسافر إلى مدينة أبو سمبل أقصى جنوب مصر، فإنك تشاهد عظمة القدماء المصريين فى براعة التشييد والبناء من خلال المعبد الموجود فى المدينة السياحية، ورغم أن اسمه ارتبط واشتهر بظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس فى يومين فقط من أيام السنة، إلا أن المكان مليئ بالأسرار والقصص الأخرى.

وبجوار المعبد الكبير للملك رمسيس الثانى فى أبوسمبل، يوجد معبد آخر قد لا يعرفه الكثيرون ولا يعلمون شيئاً عن قصته وسبب بناءه، وتماثيل السيدة الموجودة فى واجهة المعبد وبداخله، ووجوده بجوار معبد رمسيس الكبير، كل هذه الاستفسارات يتحدث عنها الباحث الأثرى أحمد مسعود، المتخصص فى آثار أبوسمبل وكبير مفتشى المنطقة الأثرية.

قال الأثرى أحمد مسعود لـ"اليوم السابع"، إن معابد أبوسمبل بُنيت بالقرن الـ12 قبل الميلاد أى قبل نحو 3200 سنة، والذى بناها هو أحد أشهر ملوك مصر عبر التاريخ المصرى القديم، لأنه حكم خلال فترة طويلة وصاحب جهود كبيرة بمصر من الناحية المعمارية والعسكرية فى هذا الوقت، وهو الملك رمسيس الثانى، ثالث ملوك الأسرة الـ19 فى زمن الدولة الحديثة.

الاهتمام-بالملكة
الاهتمام-بالملكة

 

وأضاف الباحث الأثرى، أن معبد أبوسمبل حقيقة ليس معبداً واحداً، ولكن هو معبدين منحوتين فى جبل مصمت، بناهما الملك رمسيس، واحد منهم لنفسه وهو المعبد الكبير المشهور ذات التماثيل الأربعة العملاقة، والمعبد الآخر الذى يقع بجواره من الناحية الشمالية هو معبد محبوبته وزوجته الملكة نفرتارى.

وعلق كبير مفتشى آثار أبوسمبل، قائلاً: رغم أن رمسيس كان لديه 100 من الأولاد بعد زواجه من 24 امرأة، ولكن كانت نفرتارى هى الزوجة المحبوبة والمفضلة عنده، لذا بنى لها معبداً للحب بجوار معبده الكبير، فى سابقة هى الأولى من نوعها بالتاريخ الفرعونى، وللدرجة التى صف زوجته فيها بمصاف الآلهة دون وجود تفسير علمى لهذا المغزى الذى قام به الملك رمسيس.

وأوضح الأثرى مسعود، أن معبد نفرتارى مخصص لزوجة رمسيس ومحبوبته والذى دون لها عبارات تاريخية أكد خلالها أن هذا المعبد لأجل زوجته التى تشرق الشمس المقدسة من أجلها، وتتكون واجهة معبد الزوجة من 6 تماثيل كبيرة، 4 منها تمثل الملك رمسيس واثنين يمثلان الملكة نفرتارى، وارتفاع التمثال الواحد نحو 10 أمتار، وعلى اليمين واليسار يوجد تماثيل صغيرة لأطفال أمراء من أبناء الملك والملكة وكل واحد مكتوب اسمه بجواره، وتفاصيل المعبد من الداخل خاصة أكثر بالنساء خالية من حروب الملك وقتاله مع الأعداء مثلما هو موجود فى المعبد الآخر، ولكن يهتم بتفاصيل الملكة واستعراضها للأزياء التى ترتديها والحلى والزينة التى كانت توضع عليها.

صحفى-اليوم-السابع-بالمعبد-الصغير
صحفى-اليوم-السابع-بالمعبد-الصغير

 

وأشار إلى أن المصرى القديم ليس من عادته تشييد معابد للزوجات، ولكن المعابد عندهم تبنى إما للآلهة أو لتخليد ذكرى ملك بعد وفاته، وكل معابد النساء فى العصر القديم هى لحكام حكمن مصر مثل حتشبسوت، وليس لزوجات ملك مثلما الحال مع نفرتارى، وهو ما يشير إلى مكانة هذه المرأة عند الملك رمسيس، وهو ما ظهر أيضاً عندما بنى لها مقبرة من أجمل مقابر مصر القديمة وهى موجودة فى مقابر وادى الملكات، مقبرة مكتملة من كافة الجوانب من حيث العمارة والألوان والأساس الجنائزى، مضيفاً أن مكانة الملكة ظهرت أيضاً فى حضورها مع زوجها الملك فى المناسبات الدينية والمراسم والاحتفالات الرسمية، علاوة على اقتران اسمها باسم الملك فى العديد من النقوش، وحضرت مع زوجها الأحداث السياسية الكبيرة منها حضور معاهدة السلام فى حروب رمسيس مع الحيثيين.

واستكمل حديثه، أن معبد نفرتارى تعرض خلال فترات زمنية مختلفة لتدخل الأيادى البشرية، بعد أن هجرت المعابد المصرية لفترة طويلة وأصبحت أماكن للإيواء واستراحات للرحالة المسافرين عبر نهر النيل، وكان المكان بمثابة استراحات لطرق القوافل والذى حدد ذلك هو مشاهد "السناج الأسود" الموجود فى سقف معبد نفرتارى من الداخل، نتيجة إشعال النيران للتدفئة أو الإنارة أو لإعداد الطعام، ومن الشواهد أيضاً الثقوب الموجودة فى أعمدة المعبد "الوتد"، بالشكل الذى يسهل للرحالة ربط الدواب والماشية بالمكان، بجانب وجود كتابات ونقوش وجرافيتى تعود لعام 1816م، وكان أيضاً المكان طريقاً رئيسياً للحملات القادمة من مصر إلى السودان لإخماد الثورة المهدية وترك هؤلاء الجنود أسمائهم محفورة على المعبد، حتى أن بعض هؤلاء الجنود وهو ضابط إنجليزى برتبة رائد مدفون بجوار المعبد بعد أن حضرته الوفاة فى المكان، وتم نقل مقبرته مع نقل المعبد خلال فترة الإنقاذ عقب بناء السد العالى.

وأكد "مسعود"، أن معابد أبوسمبل تعرضت للغرق بعد أن تكونت بحيرة ناصر وارتفاع منسوب المياه فى النيل، خلال فترة إنشاء السد العالى، وكان ذلك يمثل تهديداً واضحاً للآثار المصرية الموجودة فى منطقة النوبة القديمة جنوب مصر، وبدأت النداءات الدولية لإنقاذ الحضارة المصرية من الغرق، وتكلفت هذه العملية وقتها نحو 40 مليون دولار، وانتهت فى عام 1968.

الأفواج-السياحية-بالمعبد
الأفواج-السياحية-بالمعبد

 

الإله-حتحور-لدى-القدماء-المصريين
الإله-حتحور-لدى-القدماء-المصريين

 

 
التقاط-صور-تذكارية-للمحبوبين-أمام-المعبد
التقاط-صور-تذكارية-للمحبوبين-أمام-المعبد

 

السياحة-بأبوسمبل
السياحة-بأبوسمبل

 

بنى-معبداً-للحب
بنى-معبداً-للحب

 

جانب-من-حياة-الملك-والملكة
جانب-من-حياة-الملك-والملكة

 

زيارات-السائحين-للمعبد
زيارات-السائحين-للمعبد

 

سناج-النيران-بسقف-المعبد
سناج-النيران-بسقف-المعبد

 

 
معبد-الملكة
معبد-الملكة

 

معبد-نفرتارى
معبد-نفرتارى

 

معبد-نفرتارى-من-الداخل
معبد-نفرتارى-من-الداخل

 

معبدى-رمسيس-ونفرتارى
معبدى-رمسيس-ونفرتارى

 

وتد-الرحالة-المسافرين
وتد-الرحالة-المسافرين

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة