أشاد عدد من الخبراء الفلسطينيين بخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم أمس حول ما يجرى فى الأراضى الفلسطينية وتحذيراته من مخطط تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدين أن الدعم المصرى يعد خط الدفاع الأول للفلسطينيين فى الحصول على حقوقهم فى ظل المحرقة التى ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى.
أكد المحلل السياسى الفلسطينى الدكتور عزام شعث أن الدولة المصرية تتبنى موقفًا تقليديًا وثابتًا فى دعم الشعب الفلسطينى وقضيته الوطنية، بما يضمن تثبيته وتعزيز صموده فوق أرضه، موضحا أن هذه المواقف تتأكد فى التحرك النشط لمؤسسات الدولة المصرية وفى كل الاتجاهات لإفشال المخططات الإسرائيلية التى تتعدى مسألة القضاء على حركة حماس في قطاع غزة وتفكيك بنيتها العسكرية، وإسقاط حكمها فى القطاع إلى إنهاء القضية الفلسطينية والإجهاز على فكرة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وتهجير سكان القطاع إلى الأرض المصرية.
وأشار الدكتور عزام شعث فى تصريحات لـ"اليوم السابع" إلى الجهود الاستثنائية التى تبذلها مصر- وهي ليست وليدة العدوان الحربي الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي- تتأسس على مسارين متكاملين أولهما، وقف الهجمات العسكرية الإسرائيلية، وضمان تجنيب المدنيين في القطاع ويلات العدوان والاندفاعة العسكرية الإسرائيلية في مواجهتهم. وثانيهما، انطلاق مسار التسوية السياسية المعطل بفعل السياسات الإسرائيلية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل على أساس الاتفاقات الموقعة بينهما، ووفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية بما يضمن تلبية الحقوق الفلسطينية.
وأكد أن مبدأ "تهجير فلسطينيى غزة" يتعارض مع استمرارية القضية الفلسطينية والتواصل بالمعنيين الجغرافي والإدارى مع الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، وهذا ما تدركه الدولة المصرية تمام الإدراك وتعمل على تجنبه.
وأوضح أن الفلسطينيون يدركون أهمية وحيوية الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية، ويتفهمون حرص الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في تصريحاته بعدم السماح بتهجير سكان قطاع غزة من منطلق استمرارية القضية الفلسطينية وبقائها، وصولًا إلى تحصيل الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية عبر تسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي بحل نهائي دون الارتهان لحلول انتقالية تروج لها إسرائيل بعد وقف عدوانها على غزة.
من جانبه، أكد المحلل السياسي الفلسطيني جهاد حرب أن الموقف المصري الداعم للقضية الفلسطينية على مدار السنوات الطويلة يشكل دعما أساسيا ورافدا مهما لكفاح الشعب الفلسطيني وصموده في مواجهة الاحتلال وتطوير مواقف الفلسطينيين والمواقف الدولية تجاه قضية فلسطين، مشيدا بالمواقف الداعمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي للفلسطينيين في هذه الحرب وهو الموقف الداعم والمساند للشعب الفلسطيني والرافض لكل سياسات وإجراءات إسرائيل لتهجير الفلسطينيين.
وأوضح المحلل السياسي الفلسطيني في تصريحات لـ"اليوم السابع" أن موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي يشكل خطا للدفاع الأول عن الشعب الفلسطيني في مواجهة هذه السياسات وتطوير لقدرات الفلسطينيين على المستوي السياسي والدولي في مواجهة سياسات التهجير التي تريدها الحكومة الإسرائيلية، مؤكدا أن مواقف الرئيس السيسي تشكل رافعا ورافدا في مواجهة المظلمة التي يعيشها من نازية العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة.
ولفت إلى أن الدعم من الرئيس السيسي وكذلك الشعب المصري للفلسطينيين له مكانة مقدرة على المستوي السياسي والشعبي من قبل الشعب الفلسطيني، لأن هذه المواقف الداعمة للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والاستقلال مهمة لصد لجميع الهجمات الإسرائيلية التي تسعى لتدمير القضية الفلسطينية، مشيدا بالموقف المتجانس بين القيادة المصرية مع موقف الشعب المصري المساند للفلسطينيين والقضية الفلسطينية في كل المراحل.
ولفت إلى أن خطاب الرئيس السيسي يشكل رافعة لمساندة الشعب الفلسطيني للعبور من هذه الكارثة ومساندته لاستعادة حقه والتخفيف عن الالام الفلسطينيين في ظل المحرقة التى تقوم بها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أعطى إشارة البدء لانطلاق قافلة جديدة من المساعدات إلى قطاع غزة، قائلا خلال مؤتمر "تحيا مصر.. استجابة شعب" لدعم الشعب الفلسطيني: "على بركة الله.. على بركة الله.. قافلة مصر إن شاء الله تصل إلى أشقائنا في فلسطين لقطاع غزة تخفف عنهم ما أمكن.. شكرا جزيلا".
وأكد الرئيس السيسي خلال كلمة له أن قراره كان حاسما وهو ذات قرار مصر دولة وشعبا بأن نكون فى طليعة المساندين للأشقاء في فلسطين وفي ريادة العمل من أجلهم ، ذلك القرار الراسخ في وجدان أمتنا وضميرها.
وشدد الرئيس السيسي خلال كلمته على أن تهجير الفلسطينيين خط أحمر ولن يسمح به، مشيرا إلى أنه إذا ترك الفلسطينيون أرضهم لن يستطيعوا العودة مرة أخرى، وأكد الرئيس السيسى أن معبر رفح تم قصفة 4 مرات من قبل القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطينى، مضيفا أن مصر لم تغلق المعبر أبدا".
وتابع الرئيس السيسى: "لقد كان قرارى حاسما، وهو ذاته قرار مصر - دولة وشعبا - بأن نكون فى طليعة المساندين للأشقاء فى فلسطين، وفى ريادة العمل من أجلهم ذلك القرار الراسخ فى وجدان أمتنا وضميرها، فمصر قد كتب تاريخ كفاحها، مقرونا بالتضحيات من أجل القضية الفلسطينية، وامتزج الدم المصرى بالدم الفلسطينى على مدار سبعة عقود وقد كان حكم التاريخ والجغرافيا أن تظل مصر هى الأساس، فى دعم نضال الشعب الفلسطينى الشقيق".
وأضاف الرئيس السيسى، أن الدولة كثفت اتصالاتها الدولية، مع القادة والمسئولين الإقليميين والدوليين، حيث أكدنا للجميع الموقف المصرى الرافض والحاسم لمخططات تهجير أشقائنا الفلسطينيين قسريا، سواء من قطاع غزة أو الضفة الغربية إلى مصر والأردن، حفاظا على عدم تصفية القضية، والإضرار بالأمن القومى لدولنا، مضيفًا: "وهنا أشكر دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التى أكدت على دعمها للموقف المصرى، ورفضها لأى محاولات بهذا الشـأن".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة