جهود مصرية دبلوماسية، زادت بعد السابع من أكتوبر، من أجل التوصل إلى اتفاق لصالح القضية الفلسطينية، وعقد هدنة إنسانية، ونجحت في النهاية للوصول إلى الهدنة التي تشمل إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود، إلى كل مناطق قطاع غزة، بلا استثناء شمالاً وجنوباً، وإطلاق سراح 50 من محتجزي الاحتلال من النساء والأطفال، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من أبناء الشعب الفلسطيني من سجون الاحتلال الاسرائيلي حسب الأقدمية.
الجهود المصرية بدأت منذ اندلاع الأزمة الحالية كعنصر أساسي للتوسط والتهدئة في مواجهة التحديات الإنسانية والسياسية الملحة في قطاع غزة، وتغيير نظرة الدولية التي حاولت إسرائيل في البداية إعلانها كمدافع عن نفسها، لتبدأ مصر برئاسة عبد الفتاح السيسى مهمتها فى نقل الصورة الحقيقية للعالم والعمل على اتخاذ قرارات دولية لصالح فلسطين، واستقبل الرئيس العديد من الزيارات رفيعة المستوى للتأكيد على الموقف المصري اولًا برفض تهجير الفلسطينيين باعتباره اسدالًا لستار نهاية قضيتهم.
وترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماع مجلس الأمن القومي حيث تناول الاجتماع استعراض تطورات الأوضاع الإقليمية، خاصةً ما يتعلق بتطورات التصعيد العسكري في قطاع غزة، وتم اصدار عدة قرارات.
كما استضافت مصر أعمال قمة القاهرة للسلام ، والتي كان على هامشها انعقاد لقاءات ثنائية منفصلة مع كلًا من أنطونيو جوتيريش سكرتير عام الأمم المتحدة، وجورجيا ميلوني رئيسة وزراء إيطاليا، وشارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي.
وخاضت مصر أشرس معاركها الدبلوماسية مع كافة القوى الدولية الفاعلة بالمنطقة والمعنية بالقضية الفلسطينية، ولم يدخر أي قطاع أو مؤسسة مصرية حكومية كانت أو أهلية جهدًا فى تعبئة وتوصيل المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى غزة منذ بداية التصعيد واستهداف المدنيين وتشديد الحصار على قطاع غزة عبر معبر رفح البري.
وظهر موقف مصر واضحًا وجليًا في لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمستشار الألماني أولاف شولتز، بالمطالبة بضرورة وقف التصعيد الراهن بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث تم التوافق على أهمية العمل المكثف نحو وقف التصعيد العسكري، للحيلولة دون انجراف الوضع إلى دوائر مفرغة من العنف والمعاناة الإنسانية.
وأكد الرئيس خلال اللقاء رفض مصر لتصفية القضية الفلسطينية بالأدوات العسكرية، أو أية محاولات، لتهجير الفلسطينيين قسريا من أرضهم، أو أن يأتي ذلك على حساب دول المنطقة، وأن مصر ستظل على موقفها، الداعم للحق الفلسطيني المشروع فى أرضه، ونضال الشعب الفلسطيني.
كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي أورسولا فون ديرلاين رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي ، بحضور سامح شكري وزير الخارجية وكبار مسئولي المفوضية الأوروبية، وركز اللقاء على مستجدات التصعيد العسكري الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وأكد السيسي على موقف مصر بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وحماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الإغاثية لأهالي القطاع الذين يتعرضون لمعاناة إنسانية هائلة، مشدداً على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته وتنفيذ قراري مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة في هذا الشأن، ومستعرضاً الجهود التي تقوم بها مصر في ذلك السياق إلى جانب استقبال المصابين الفلسطينيين وإجلاء الرعايا الأجانب.
كما شدد الرئيس خلال اللقاء على رفض مصر القاطع لتهجير الفلسطينيين، سواء بالنزوح داخلياً أو بالتهجير خارج أراضيهم لاسيما إلى الأراضي المصرية في سيناء، وهو ما اتفقت معه رئيسة المفوضية الأوروبية مؤكدة الموقف الأوروبي برفض التهجير، وأكد الجانبان أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية يكمن في تحقيق السلام الشامل والعادل على أساس حل الدولتين وفقاً للمرجعيات الدولية المعتمدة .
وكذلك تحول موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد لقاءه الرئيس عبد الفتاح السيسي، من دعم قوى لإسرائيل وصل إلى حد زيارة تضامن ، حتى مطالبات بتشكيل تحالف دولي ضد حماس، إلى تصريحات شديدة اللهجة ضد عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي، و أثارت تصريحاته خيبة أمل عميقة بالجانب الإسرائيلي، وبادرة جيدة للعالم المتضامن مع فلسطين، وذلك بعد مطالبته في مقابلة مع "بي بي سي" بوقف إطلاق النار، وأن على إسرائيل وقف قتل النساء والأطفال.
كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس وزراء المملكة المتحدة ريشي سوناك بقصر الاتحادية، عقد الجانبان جلسة مباحثات، أكدا فيها على ضرورة استمرار تدفق المساعدات إلى قطاع غزة من مواد طبية وإنسانية لمساعدة 2.3 مليون فلسطيني موجودين في القطاع.
كما دعت مصر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، لزيارة معبر رفح الحدودي ودعا إلى وقف إطلاق نار إنساني للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وأكد جوتيريش في كلمة من أمام معبر رفح على الجانب المصري أن الفارق بين الحياة والموت بالنسبة إلى سكان غزة هو المساعدات والتي نحتاج لتحريكها إلى الجانب الآخر بأسرع وقت ممكن وعلى نطاق واسع.
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، في قمة القاهرة للسلام، والتقى قادة ورؤساء حكومات ومبعوثي عدد من الدول الإقليمية والدولية، للتشاور والنظر فى سبل الدفع بجهود احتواء الأزمة المتفاقمة في قطاع غزة، وخفض التصعيد العسكري الذي راح ضحيته آلاف القتلى من المدنيين الأبرياء، حيث سعت مصر من خلال دعوتها الي هذه القمة، إلى بناء توافق دولي عابر للثقافات والأجناس والأديان والمواقف السياسية، على أن يكون محور هذا التوافق قيم الإنسانية وضميرها الجمعي ونبذ العنف والإرهاب وقتل النفس بغير حق، مع ضرورة وقف الحرب الدائرة التي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء علي الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، واحترام قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة