ناقشت جلسة (قيادة التغيير - رعاية قادة الغد) أبرز تأثيرات تعليم التكنولوجيا المالية على طلاب الجامعة والحاجة لتوسيع المعرفة بالتكنولوجيا المالية، ودعم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية في مصر، وفرص تنمية الابتكار لمواكبة عصر الحلول الرقمية عبر الجهات التنظيمية في التكنولوجيا المالية بما يتماشى مع رؤية مصر لعام 2030.
أدار الجلسة - المقامة على هامش رابع أيام معرض ومؤتمر القاهرة للتكنولوجيا في الشرق الأوسط وأفريقيا، المنعقد تحت شعار دمج العقول والآلات من أجل عالم أفضل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس - محمد منير الأحول الرئيس التنفيذي لشركة paemstro الذي استعرض آراء وخبرات المشاركين حول الدور الذي يلعبه التعليم والابتكار في تشكيل مشهد التكنولوجيا المالية في مصر، وما ينتج عنها من أثر في مواكبة ثورة الذكاء الاصطناعي التوليدي بالإضافة المساهمة في تحقيق الاستدامة.
وقال مجدي حسن الرئيس التنفيذي لشركة تالي للمدفوعات الرقمية، إن عنصر الاستدامة هو العامل الأساسي في تنمية مجال الابتكار، مشيراً إلى أن تشكيل وتطبيق أي "فكرة" تخدم المجتمع أو حل لمشكلة تواجهه لا يكون على المدى القصير أو مؤقتة، وذلك لا يتحقق إلا بالاعتماد على العلم المنهجي والبحث، بالإضافة إلى المركزية في التنفيذ لضمان الاستمرارية والتطور، فالفكرة هنا ليس شرطا أن تكون شركة متميزة بل قد تمثل جزءا من المنظومة أو أداة مجردة أو حتى عامل تكميلي تساعد على اكتمال الهدف والنجاح لدعم العمل.
وأكد حسن، أن الدراسات تكشف نجاح فكرة واحدة فقط من بين ألف فكرة بمجال التكنولوجيا مالية لاعتمادها على مناهج البحث والعلم واستهدافها الاستدامة، منوها بأن مجال ريادة الأعمال لم يعد كما كان في السابق مقتصرا على البحث والتطوير بسبب احتكار الشركات العالمية للسيطرة على العقول والمبدعين.
وكشف مجدي حسن، أن مصر مؤهلة لتدخل حلبة المنافسة بقوة بساحة ريادة الأعمال ودعم الابتكار في ظل احتدام المنافسة، خصوصا مع سعي دول المنطقة من حولنا لمواكبة مستجدات السوق واستقطاب الأفكار الخلاقة لدعمها والاستفادة منها.
وتابع المتحدث بأن التحدي الآن يتمركز على خلق بيئة تحفيزية للمبدعين وبناء قدراتهم على الابتكار ودعم أفكار الشباب النوعية، لرفع كفاءة إنتاج التكنولوجيا ومن ثم تحسين فرص التحول إلى تصدير الحلول والابتكارات.
ولفت مجدي حسن إلى أن الدولة أحرزت تقدم ملحوظ في توفير مناخ داعم لرواد الأعمال والشركات الناشئة، عبر إصدار التشريعات التي تشجع على مواصلة الابتكار، بما يؤثر في مواكبة التحول الرقمي وتسارع مقدراته، فضلا عن إعداد البنية التحتية الرقمية مع انتشار وتداول الأجهزة الذكية بكثافة، وعلى رأسها الهواتف والحاسبات كذلك توافر الإرادة السياسية الراغبة في التطوير والداعمة للتكنولوجيا، بما يؤكد جاذبية مصر كسوق واعد في مسار التحول الرقمي السريع.
وشرح حسن أن التحول الرقمي سيقوم بتوجيه استخدامنا التقنية إلى الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومن ثم تحليل البيانات الكبيرة، خاصة أن عقول الشباب في العصر الحالي لم تعد تقبل استخدام أية حلول غير رقمية في مختلف الخدمات خاصة التعاملات المالية.
واعتبر أن البيانات هي وقود العصر الرقمي، والذي يجب توطين آلياته وتحسين حالة تطبيقها، حيث ستمثل محورها الرئيسي (علوم البيانات)، لافتاً إلى أن الاعتماد على التكنولوجيا لم يعد محض اختيار بل سيصبح (لايف ستايل) واستخدام مستمرة في الأعمال اليومية.
وتوقع أن يتسارع التحول التكنولوجي خلال الفترة المقبلة بشكل أكبر من التسارع الفترة الماضية، فإذا تم المقارنة بين تسارع عملية الرقمنة والتحول التكنولوجيا بين الوقت الحالي وقبل 30 عام فسنجد أن الفارق كبير.
من جانبها كشفت نيللى محمود رئيس الاتصالات المؤسسية وقطاع خدمات الشباب والشمول المالي بـ"إيجي بنك" أن دعم الأفكار الريادية والابتكار بمجال الشمول المالي يحتاج إلى زيادة درجة الوعي لدى المواطنين بدور التكنولوجيا المالية في الحياة وحجم تأثيره، من حيث سهولة الحصول على الخدمة ومرونة الدفع وخفض هدر المال والجهد، مشيرة إلى أن منظومة الشمول المالي في مصر تضم أكثر من 44 مليون مواطن بما يعادل 67.3% من إجمالي المواطنين منهم 19 مليون سيدة لشمول المرأة رقميا منذ 2016 بزيادة 226%.
وأكدت محمود على أن نشر الوعي وتحسين المعرفة باستخدام التكنولوجيا في المعاملات المالية سيسهم في تنمية ثقافة التعامل المالي التكنولوجي، بما يجعل منها عادة يومية بوصفها (لايف ستايل) الأمر الذي سيوجه العقول بشكل مباشر الى ابتكار خدمات جديدة وحلول لأي مشكلات تظهر في مجال التقنية المالية بما يعزز دور ريادة الأعمال في ذلك مجال التقنيات المالية.
وأضافت نيللي محمود أن بناء قدرات الأفراد على الابتكار في مجال التقنيات المالية يعتبر عملا تشاركيا بين مختلف المؤسسات سواء الحكومة والقطاع الخاص من الشركات، بالإضافة إلى البنوك والجامعات.
وبينت أن شكل الدعم يختلف من مرحلة عمرية لأخرى مثل دعم الابتكار لأطفال المدارس كذلك رعاية الأفكار من طلاب الجامعات وعمل حاضنات الأفكار وإطلاق أنشطة "الهاكثون" الشبابية.
وضربت المتحدثة مثالا بشركة "مصروفي" لتقديم حلول مالية لطلاب المدارس، والتي تقوم فكرتها التكنولوجيا المالية لمساعدة الأطفال من سن 5 إلى 15 سنة لاستخدام وسيلة دفع إلكتروني و لدعمهم في الاستقلال المادي عن الأهل، حيث حصلت على 3 جولات تمويل خلال 2023 وهي الآن في طريقها للحصول على ترخيص البنك المركزي ليتم الاعتراف بخدماتها بشكل قانوني.
من جانبها أشارت الدكتورة هبة لبيب رئيس قسم الابتكار بجامعة النيل الجامعة تتبنى الأبحاث العلمية للشباب وربطها بسوق العمل وريادة الأعمال، موضحة أن نشاط جامعة النيل يغطي أنحاء الجمهورية سواء في التعليم أو الفكر أو المبادرات، مضيفة بأن الجامعة تقدم دورات تدريبية لدعم المبتكرين ونشر الفكر الإبداعي لخدمة المجتمع وإيجاد حلول للتحديات سواء بحث علمي أو فكرة ريادية لإنشاء مشاريع معينة، كما تقدم الجامعة برامج لتعليم وتدريب للعاملين بالقطاع المصرفي على التفاعل السريع مع بيئة العمل وتطوير طرق التواصل.
وكشفت هبة لبيب في كلمتها أن تطوير الابتكار بمجال التكنولوجيا المالية عنصر يحتاج لكثير من الأدوات البحثية فضلا عن كثير من العلوم المعتمدة على المنهجية في البحث، موضحة أن الجامعة تشكل مجموعات تعليمية لتخصصات متنوعة للفكر الريادي الإبداعي سواء الشباب أو الخبرات الكبيرة، وكذلك المعارف التقنية والدمج بينهم البعض لتحقيق الانسجام المعرفي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة