فى محاولة لتغيير الرواية الأساسية حول اقتحام مبنى الكابيتول فى 6 يناير 2021 بما يخدم مصالح الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب والمرشح الجمهورى الأوفر حظا لخوض سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، قال رئيس مجلس النواب مايك جونسون، إنه يعتزم نشر آلاف الساعات من اللقطات علنًا من الهجوم على مبنى الكابيتول الأمريكى للوفاء بالوعد الذى قطعه لأعضاء اليمين المتطرف فى حزبه عندما كان يقوم بحملته الانتخابية لتولى المنصب.
واعتبرت الوكالة أن كل ذلك جزء من جهد أكبر يبذله الجمهوريون لتغيير الرواية الأساسية حول التمرد المميت بعد النتائج التى توصلت إليها لجنة 6 يناير فى مجلس النواب العام الماضى. وأمضت اللجنة المختارة المكونة من سبعة ديمقراطيين واثنين من الجمهوريين أشهرًا فى التوثيق المضنى، باستخدام الشهادات وأدلة الفيديو، لكيفية حشد ترامب مؤيديه للتوجه إلى مبنى الكابيتول و"القتال مثل الجحيم" بينما كان الكونجرس يشهد خسارته أمام الديمقراطى جو بايدن.
وقال جونسون فى بيان: "سيوفر هذا القرار لملايين الأمريكيين والمتهمين الجنائيين ومنظمات المصلحة العامة ووسائل الإعلام القدرة على رؤية ما حدث فى ذلك اليوم بأنفسهم، بدلا من الاضطرار إلى الاعتماد على تفسير مجموعة صغيرة من المسؤولين الحكوميين".
وقال رئيس البرلمان المنتخب حديثًا أن الدفعة الأولى من اللقطات الأمنية، حوالى 90 ساعة، سيتم نشرها على موقع اللجنة العامة على الإنترنت قريبا، ومن المتوقع نشر بقية الـ 44000 ساعة خلال الأشهر القليلة المقبلة. وفى هذه الأثناء، سيتم إنشاء غرفة عرض عامة فى مبنى الكابيتول.
وقالت وكالة "الأسوشيتيد برس" الأمريكية إنه على مدى الأشهر القليلة الماضية، أتاحت لجنة إدارة مجلس النواب بقيادة الحزب الجمهورى الفيديو لأعضاء وسائل الإعلام والمتهمين الجنائيين وعدد محدود من الأشخاص الآخرين. ويُظهر مقطع الفيديو بعض القتال عن قرب، ويعطى نظرة شاملة لمجمع الكابيتول - مشهد نادرًا ما يراه الزوار - حيث اقتحم المئات من أنصار الرئيس دونالد ترامب المبنى، وهاجموا بعنف ضباط الشرطة واقتحموا النوافذ والأبواب.
ومن خلال توسيع هذا الوصول إلى عامة الناس، يفى جونسون بأحد التعهدات التى قطعها الشهر الماضى أمام الأعضاء الأكثر محافظة فى حزبه، بما فى ذلك النائب مات جايتز من فلوريدا، الذى نظم الإطاحة برئيس البرلمان السابق، كيفن مكارثى. وأشاد كل من جايتز ودونالد ترامب – الذى يترشح حاليًا لإعادة انتخابه حيث يواجه اتهامات فيدرالية لدوره فى هجوم 6 يناير – بقرار جونسون.
وفى منشور على منصته "تروث سوشال"، هنأ ترامب المتحدث "على شجاعته وثباته" لنشر اللقطات.
ستمنح خطوة جونسون لعامة الناس مستوى مذهلًا من الوصول إلى اللقطات الأمنية الحساسة والصريحة بتاريخ 6 يناير، والتى حذر العديد من النقاد من أنها قد تعرض سلامة الموظفين وأعضاء الكونجرس فى مجمع الكابيتول للخطر إذا وقعت فى الأيدى الخطأ. لا تعرض ساعات اللقطات تفاصيل الاعتداء الصادم الذى قام به مثيرو الشغب على شرطة الكابيتول الأمريكية أثناء اقتحامهم المبنى فقط، ولكن أيضًا كيفية وصول مثيرى الشغب إلى المبنى والطرق التى استخدمها المشرعون للفرار إلى بر الأمان. ورفضت شرطة الكابيتول طلب للتعليق.
وقال جونسون الجمعة أن اللجنة تقوم بمعالجة اللقطات لطمس وجوه الأفراد "لتجنب استهداف أى شخص للانتقام من أى نوع". وأضاف أن ما يقدر بنحو 5% من اللقطات لن يتم نشرها علنًا لأنها "قد تتضمن معلومات أمنية حساسة تتعلق بهندسة المبنى".
وتم تداول الصور ومقاطع الفيديو من هجوم الكابيتول الذى قام به أنصار ترامب على نطاق واسع من قبل الوثائقيين والمؤسسات الإخبارية وحتى مثيرى الشغب أنفسهم. ولكن حتى هذا العام، قام المسئولون بحجب الكثير من مقاطع فيديو المراقبة عن مئات الكاميرات الأمنية المتمركزة داخل مبنى الكابيتول وما حوله.
فى فبراير، منح مكارثى، مضيف قناة فوكس نيوز، تاكر كارلسون، حق الوصول الحصرى إلى اللقطات، وهى خطوة أدانها الديمقراطيون بسرعة باعتبارها انتهاكًا "خطيرًا" للأمن مع عواقب محتملة بعيدة المدى.
وأوضحت الوكالة أن الشبكة المحافظة بثت الدفعة الأولى لملايين المشاهدين وعملت على تغيير التصورات حول الحصار العنيف والقاسى ونشرت رواية مؤيدة لترامب.
وخلص التقرير النهائى للجنة الذى صدر فى ديسمبر الماضى إلى أن ترامب تورط إجراميا فى "مؤامرة متعددة الأجزاء" لإلغاء النتائج القانونية للانتخابات الرئاسية لعام 2020 وفشل فى التحرك لمنع أنصاره من مهاجمة مبنى الكابيتول.
وأحالت اللجنة تحقيقها إلى وزارة العدل، وأوصت بأن يقوم المدعون الفيدراليون بالتحقيق مع الرئيس السابق فى أربع جرائم، بما فى ذلك المساعدة فى التمرد. وفى أغسطس، تم توجيه الاتهام إلى ترامب بأربع تهم جنائية لدوره فى الهجوم، حيث اتهمته وزارة العدل بالاعتداء على "الوظيفة الأساسية" للديمقراطية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة