أخصائية نفسية لـ"اليوم السابع": 60 % من منقذى ضحايا الكوارث يحتاجون برامج علاجية

السبت، 07 أكتوبر 2023 05:57 م
أخصائية نفسية لـ"اليوم السابع": 60 % من منقذى ضحايا الكوارث يحتاجون برامج علاجية الدكتورة نيكول هانى
إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

يواجه العالم يومًا تلو الآخر أشكال عديدة من الكوارث الطبيعية الناجمة عن التغيرات المناخية غير المسبوقة، كان آخرها  زلزال المغرب وإعصار "دانيال ف" فى درنة الليبية ، فيما تتوالى الفيضانات العاتية بمختلف الدول ، آخرها ما شهدته سريلانكا والهند أمس الجمعة ، مع توقعات باستمرار هذه الكوارث طالما استمرت أفعال الإنسان الضارة بالطبيعة .

ويترتب على تلك الكوارث معاناة نفسية شديدة تستمر على المدى البعيد سواء بالنسبة للضحايا أو المنقذين الذين يتولون مهمة إنقاذ إخراج العالقين من تلك الكوارث وتقديم الدعم لهم ، وهذا المجال يعد من المجالات الشاقة فى العمل ، ويستلزم للعاملين فيه تلقى برامج نفسية معينة ، وفى هذا الصدد توضح الدكتورة نيكول هانى، أخصائية نفسية بالعاصمة البنانية بيروت، إن العمل فى مجال إنقاذ ضحايا الكوارث الطبيعية مثل الزلازل او الفيضانات أو الحرائق وغيرها، له آثار نفسية شديدة ، فأعضاء فرق إنقاذ ضحايا الكوارث مثل الزلازل والفيضانات يعيشون حالة صراع يتمثل فى سباقهم مع الوقت لإنقاذ العالقين، وبين آلام مشاهد انتشال الجثث، البعض ينتابهم شعور بالذنب لعدم قدرتهم على إنقاذ المستغيثين بهم، هذه المشاعر تُترجم إلى كوابيس من صرخات الضحايا وأصوات استغاثاتهم، ويظلوا لأسابيع طويلة يعانون اضطرابات النوم.

تستكمل الدكتورة نيكول حديثها لـ"اليوم السابع"، قائلة : إن هؤلاء يتعرضون أيضًا لنوبات بكاء هيستيرية، وتختلط مشاعر الحزن بالفرح ما بين حزنهم للفشل فى إنقاذ البعض، وفرحتهم لتمكنهم من إنقاذ آخرين، والعجز عن إنقاذ العالقين يخلق ردود فعل نفسية عنيفة على المديين القصير والبعيد، سواء على مستوى الشعور أو الإدراك أو الانفعال أو الصحة العضوية أيضا، فسيطرة الشعور بالحزن والذنب يخلق مشاهد مؤلمة تظل عالقة بالذاكرة، وهذا يؤثر على الصحة الجسدية أحيانا، إضافة إلى تأثيرات على الجانب المهنى والاجتماعى للمنقذين.

وأكدت الدكتورة نيكول، أن أكثر من 60 % من المنقذين يحتاجون لخدمات الرعاية النفسية وبرامج علاجية نفسية، مثل الإسعاف والدعم النفسى الاجتماعى، و20% يحتاجون لعلاجات نفسية متخصصة، إصابة بعضهم بهلاوس سمعية وبصرية ونوبات هلع، وفقدان تدريجى للتركيز .

و تنعكس أيضا آثار تلك الساعات التى يمضونها بين الركام والجثث على سلوكهم مع عائلاتهم، حتى إن بعض الفرق تتعرض لصدمة نفسية جماعية، بعد مشاهد الجثث والدمار التى يعايشونها لأيام متواصلة.

وتشدد الدكتورة نيكول على ضرورة مراعاة الجانب النفسى لأعضاء فرق الإنقاذ حتى لا تؤثر على سلوكهم بشكل دائم.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة