تمتلك القارة الأفريقية أكثر من 30% من احتياطيات المعادن في العالم، ومن بينها خام الليثيوم، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، إذ تمتلك القارة موارد كبيرة من هذا المعدن تصل لـنحو 5% من الإنتاج والاحتياطي العالمي، الأمر الذى جعلها محط تنافس عالمى، فضلا عن حاجتها لاستغلال هذا المعدن لتلبية الطلب العالمى المتزايد عليه لدعم اقتصاديات دولها.
أبرز 5 بلدان أفريقية تمتلك "الليثيوم"
هناك العديد من الدول الأفريقية التي تمتلك مناجم الليثيوم، وتتمثل أبرزها بحسب تقرير لموقع إنرجي كابيتال آند باور (energy capital power) منصة الطاقة المتخصصة، فى 5 مشروعات فى القارة من حيث الإنتاج التقديري، من بينها منجم جولامينا في مالي، الذى يمثل أول منجم لليثيوم الصخور الصلبة في غرب أفريقيا بالقرب من باماكو عاصمة مالي.
وتمتلك زيمبابوي أكبر احتياطي من الليثيوم في القارة، وخامس احتياطي على مستوى العالم، يمثل منجم "أركاديا" في زيمبابوي أكبر موارد الليثيوم الصخرية في العالم، وهو مشروع مفتوح يقع بالقرب من عاصمة زيمبابوي، هراري، وبينما يقدر عمر المنجم بنحو 18 عامًا، يُقاس الإنتاج التقديري بـ400 ألف طن سنويًا من تركيزات الليثيوم.
وإلى جانب منجم اركاديا من أبرز مناجم الليثيوم في زيمبابوي، منجم "بيكتا" بمقاطعة ماسجينجو جنوب غرب البلاد، الذي تشير تقديرات إلى احتوائه على نحو 11 مليون طن متري من الليثيوم، بالإضافة إلى منجم "زولو" الذي يحتوي على 213.195 طن متري، ومنجم Kamativi الذي يحتوي على 154.600 طن متري وفقاً لتقديرات سبتمبر 2022، بالإضافة إلى منجم Good Days.
ويعد منجم مانونو في الكونغو الديمقراطية من أهم 5 مشروعات ليثيوم في أفريقيا، وهو مشروع مفتوح يضم ما يقدر بنحو 93 مليون طن من الاحتياطيات. ويأتى منجم "بيكيتا" في زيمبابوي فى المرتبة الثالثة ويقع بمقاطعة ماسفينغو، ويمثل أكبر مكامن الليثيوم المعروفة في جميع أنحاء العالم، باحتياطيات تبلغ 11 مليون طن، بحسب ما نشره موقع إنرجي كابيتال آند باور (energycapitalpower).
ومنجم إيوويا في غانا، يقع على بُعد نحو 100 كيلومتر جنوب غرب العاصمة أكرا، ويمثل أول منجم لإنتاج الليثيوم في غانا ويهدف المشروع، الذي طورته احدى الشركات، إلى استغلال مكامن إيوويا وأبونكو وكامباكروم في غرب غانا، ومن المتوقع أن يحتوي على 18.9 مليون طن من الخام المحتمل، ويستهدف الإنتاج الأول في الربع الثالث من عام 2024، بإنتاج يصل إلى 225 ألف طن سنويًا.
استخدامات الليثيوم
كل هذه المناجم بطاقتها الانتاجية الضخمة جعلت من القارة ساحة تنافس دولى للاستحواذ على هذا المعدن لاسيما كونه عنصراً أساسياً في الاقتصاد العالمي وتعتمد عليه الدول الصناعية الكبرى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين وغيرهما، ويدخل في عدد من الصناعات المدنية والعسكرية الحديثة ويستخدم في تصنيع السيارات الكهربائية من خلال بطاريات الليثيوم.
كما يعد مكون أساسي في صناعة الهواتف والأجهزة اللوحية الذكية وأجهزة الحاسب الآلي المحمول والكاميرات الرقمية وخوادم الإنترنت، والعديد من التقنيات الحديثة التي تعتمد على خفض الانبعاثات في إطار التوجه العالمي للانتقال إلى الاقتصاد الأخضر والطاقة النظيفة لمواجهة أزمات تغير المناخ.
"الصين" تتفوق على الجميع
كل هذه الأهمية التى يحظى بها هذا المعدن فى العالم، دفع الصين لإنفاق المليارات للاستحواذ عليه، حيث أنفقت بكين المليارات على إبرام صفقات خاصة داخل القارة، لتعزيز قبضتها على المناجم، لا سيما في زيمبابوي، صاحبة أكبر احتياطي بالقارة.
ونبَّه تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية تحت عنوان (كيف تربح الصين السباق على الليثيوم في إفريقيا)، إلى السباق العالمي على "الليثيوم" في القارة السمراء، وبحسب التقرير بنت الصين موقعاً مهيمناً على عديد من المعادن الضرورية لانتقال الطاقة، بما في ذلك الكوبالت والليثيوم والمعادن الأرضية النادرة.
ويلفت التقرير إلى أن بكين تسعى إلى تنويع مصادر الحصول على "الليثيوم" وتعتمد في ذلك على القارة الأفريقية، حتى أن 3 شركات صينية وخلال أشهر قليلة (من نهاية 2021 وحتى مارس 2022) استحوذت على حصص مختلفة في مناجم في زيمبابوي، لتعزز مكانتها كلاعب رئيسي في هذا القطاع داخل القارة، وبالنظر لما تتمتع به الشركات الصينية من نفوذ واسع في قطاع التعدين بدول أخرى مثل الكونغو الديمقراطية، كما اشترت الصين نجم "أركاديا"، في زيمبابو في2021، بقيمة 422 مليون دولار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة