الاحتفال باليوم العالمي للسكتة الدماغية في 29 أكتوبر من كل عام، للتوعية من خطر تلك الإصابة من ناحية، ومن ناحية أخرى للتعارف على مفهوم السكتة الدماغية، والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة بها، وأعراضها، وأنواع هذه السكتات، والآثار الجانبية لها، وسوف يعرض التقرير التالي كل ذلك، وفقا للأطباء المخ والأعصاب.
ما السكتة الدماغية؟
قال الدكتور وليد أبو زيد أستاذ المخ والأعصاب بطب سوهاج في تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، إن السكتة الدماغية تحدث عندما يتوقف، أو يتعرقل تدفق الدم إلى أحد أجزاء الدماغ ما يحرم أنسجة الدماغ من الأكسجين الضروري جدًا ومواد التغذية الحيوية الأخرى، ومن جراء ذلك تتعرض خلايا المخ للموت خلال دقائق قليلة، مشيرًا بأنها حالة طوارئ طبية، والعلاج الفوري لها أمر بالغ الحيوية والأهمية، إذ يمكن من خلاله تقليل الأضرار للدماغ، ومنع المضاعفات المحتملة بعد السكتة.
أنواع السكتة الدماغية
هناك نوعان رئيسيان للسكتة الدماغية، تعرف عليها:
السكتة الدماغية الإقفارية (Ischemic stroke)
يُشكل هذا النوع حوالي 80% من السكتات الدماغية، وهذه السكتة تحدث عندما تضيقّ شرايين الدماغ أو تنسدّ، ما يُسبب انخفاضًا كبيرًا في كمية الدم المزوّدة إلى الدماغ، وهذا يمنع تزويد الدماغ بالأكسجين ومواد الغذائية المختلفة، ما يؤدى إلى موت خلايا الدماغ خلال دقائق معدودة.
أنواع السكتة الدماغية الإقفارية الأكثر شيوعا هي:
السكتة الدماغية الخـثارِية (Thrombotic stroke)
يحدث هذا النوع من السكتة الدماغية عندما تتكوّن خثرة (Thrombus) في أحد الشرايين المسئولة عن توريد الدم إلى الدماغ، وتخثر الدم يحدث عادة في المناطق التي كانت قد تضررت من جراء مرض تصلب الشرايين.
السكتة الدماغية الصِمية (Stroke embolic)
يحدث هذا النوع من السكتة الدماغية عند تكون خثرة أو جسيم آخر في داخل أحد الأوعية الدموية البعيدة عن الدماغ في منطقة القلب فيجرفها تيار الدم معه حتى تستقر في وعاء دموي ضيق في منطقة الدماغ، ويسمى هذا النوع من الخثرة صِمة(Embolus)، هذه الحالة تنشأ نتيجة لاضطرابات نظم القلب.
السكتة الدماغية النزفية (Hemorrhagic stroke)
تحدث هذه السكتة عندما يبدأ أحد الأوعية الدموية في الدماغ بالنزف أو بالتمزق، هذا النزف قد يحدث نتيجة بعض الحالات الطبية التي تؤثر على الأوعية الدموية، مثل: ارتفاع ضغط الدم غير المعالج وأُمهات الدم (Aneurysm)، وثمة سبب آخر أقل شيوعا للنزف هو تمزق الأوعية الدموية، وهو تشوه شريانى وريدى.
هنالك نوعان من السكتة الدماغية النزفية
نزيف داخل الدماغ
في هذا النوع من السكتة الدماغية ينفجر أحد الأوعية الدموية الموجودة في داخل الدماغ فيتدفق الدم إلى أنسجة الدماغ من حوله ما يُسبب ضررًا لخلايا الدماغ، كذلك خلايا الدماغ الموجودة وراء التسرب لا تحصل على إمدادات منتظمة من الدم فيصيبها الضرر.
وقد يسبب فرط ضغط الدم مع الوقت سكتة دماغية من هذا النوع، ويمكن لفرط ضغط الدم أن يجعل الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة داخل الدماغ أكثر هشاشة وأكثر عرضة للتشقق والتمزق.
نزف تحت العنكبوتية
في هذا النوع من السكتة الدماغية يبدأ النزف في أحد الشرايين الكبيرة أو في منطقة سطح الدماغ فيتدفق الدم في الحيز بين الدماغ والجمجمة، ويكون مصحوبا بصداع قوي جدا وفجائى.هذا النوع من السكتة الدماغية ينجم غالبا عن تمزق أو تسلخ واحدة أو أكثر من أمهات الدم التي قد تتكون وتكبر مع الوقت، أو قد تكون خلقية.
بعد بدء النزف قد تتوسع الأوعية الدموية في الدماغ وتضيق بطريقة غير منتظمة، مما قد يسبب ضررا للخلايا جراء الهبوط الإضافي في تزويد أجزاء الدماغ الأخرى بالدم.
وفى ذات السياق أوضح الدكتور خالد سلام أستاذ أمراض المخ والأعصاب بطب بنها ،أعراض السكتة الدماغية التي تشمل مشاكل الرؤية ، والتحدث في الكلام ، وصعوبة في المشى أحيانا .
أعراض السكتة الدماغية
1.مشكلة في التحدث وفهم ما يقوله الآخرون ربما تشعر بالاضطراب أو تتحدث بكلمات غير واضحة أو تواجه صعوبة في فهم الكلام.
2. شلل أو خدر بالوجه أو الذراع أو الساق، قد تشعر فجأة بخدر أو ضعف أو شلل في الوجه أو الذراع أو الساق، وغالبا ما يحدث ذلك في جانب واحد من الجسم ، وفى تلك الحالة حاول رفع ذراعيك الاثنين فوق رأسك في نفس الوقت، إذا بدأت إحدى ذراعيك بالسقوط، فربما تكون مصابا بسكتة دماغية.
3. مشاكل فى الإبصار في عين واحدة أو كلتا العينين ، قد تشعر فجأة بتغيم الرؤية أو رؤية سوداء بإحدى العينين أو كلتيهما، أو ربما تشعر برؤية مزدوجة.
4.قد تشير الإصابة بصداع مفاجئ وشديد، قد يكون مصحوبا بالقيء، أو الدوار أو تغير في الوعي، إلى أنك مصاب بسكتة دماغية.
5.صعوبة في المشي ، قد تتعثر أو تفقد اتزانك. قد تشعر أيضا بدوار مفاجئ أو فقدان في التناسق بين الأطراف.
عوامل تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية
1.ارتفاع ضغط الدم.
2.تدخين السجائر أو التعرض للتدخين السلبي.
3.ارتفاع مستوى الكوليسترول.
4.داء السكرى.
5.انقطاع النفس الانسدادى النومي.
6.المرض القلبي الوعائي، بما في ذلك فشل القلب أو عيوب القلب أو التهاب عضلة القلب أو اضطراب النظم القلبي، مثل الرجفان الأُذيني.
7.تاريخ شخصي أو عائلي من السكتات الدماغية أو النوبات القلبية أو النوبات الإقفارية العابرة.
كما أوضح الدكتور خالد بأن الفئة العمرية من 55 عاما الأكثر عرضة لخطر السكتة الدماغية من أولئك الأصغر سنا مشيرا الى أن الرجال يتعرضوا لخطر السكتة الدماغية أكثر من النساء. عادة ما تكون النساء أكبر سنا عندما يصبن بالسكتات الدماغية، وهن أكثر عرضة للوفاة بالسكتات الدماغية من الرجال.
وأضاف الاستشارى إن معدلات الإصابة بالسكتة الدماغية متساوية لدى النساء والرجال، إلا إن النساء أكثر عرضة من الرجال للموت من جراء السكتة الدماغية، كما أن ذوي البشرة السمراء أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية من الأشخاص ذوي أصول عرقية أخرى.
مضاعفات السكتة الدماغية
تبعًا لطول المدة الزمنية التى عانى الدماغ خلالها من نقص في تزويد الدم يمكن للسكتة الدماغية أن تسبب مجموعة متنوعة من الإعاقات التي قد تكون مؤقتة، أو قد تكون مستديمة، حيث أن المضاعفات المحتملة نتيجة للسكتة الدماغية تختلف بأختلاف الجزء المتضرر من الدماغ، وتشمل الأتى:
1.شلل أو فقدان القدرة على تحريك العضلات.
2.صعوبات في الكلام أو البلع.
3.فقدان الذاكرة أو مشاكل في الفهم العام.
4. الم متفرفة بالجسم.
5. الأشخاص الذين يصابون بسكتة دماغية أحيانا يصبحون انطوائيين وأقل اختلاطا ،ومشاركة في الحياة الاجتماعية، وقد يفقدون القدرة على الاعتناء بأنفسهم، وقد يحتاجون إلى رعاية تمريضية لمساعدتهم في المهام اليومية، مثل النظافة الشخصية وغيرها.
تشخيص السكتة الدماغية
الفحوصات الأتية هي فحوصات التفرس الأكثر شيوعا ،والقادرة على تحديد درجة خطر التعرض لسكتة دماغية، ولكن يمكنها أيضا أن تشكل وسيلة تشخيص، في حال كان الشخص قد أُصيب بسكتة دماغية:
فحص جسمانى.
تصوير بموجات فوق صوتية (Urtlasound) للشريان السباتى .
تصوير الشرايين.
تصوير مقطعى محوسب.
تصوير بالرنين المغناطيسيى.
تخطيط صدى القلب.
علاج السكتة الدماغية
تلقى الإسعاف الطبي الفوري ،والعاجل فور الإصابة بالسكتة الدماغية هو أمر حيوى ، ونوع العلاج يتعلق بنوع السكتة الدماغية، كما في الأتى:
علاج السكتة الدماغية الإقفارية
ينبغي على الأطباء استئناف تزويد الدماغ بالدم بأسرع وقت ممكن.ينبغي إعطاء أدوية لتشجيع تخثر الدم في غضون ثلاث ساعات منذ لحظة ظهور الأعراض الأولى للسكتة الدماغية، والعلاج السريع لا يزيد فرص البقاء على قيد الحياة فحسب، بل يمكن أن يساعد في تقليل المضاعفات التي قد تنجم عن السكتة الدماغية.
قد يوصي الطبيب المعالج بإجراء عملية جراحية لفتح شريان المسدود، جزئيا أو كليا، ومنها:
1.فتح الشريان، بجانب تثبيت دعامة شبكية مرنة (stent) داخل التضيق.
2.علاج السكتة الدماغية النزفية.
قد تكون الجراحة مفيدة في معالجة السكتة الدماغية النزفية ،أو في منع السكتة الدماغية المقبلة.أحيانا يوصى الطبيب بأي من هذه الإجراءات إذا كان الشخص يواجه خطرا كبيرا ومتزايدا لتكون أمهات الدم أو تمزق أوعية دموية ،جدل أو لف أو ربط أم الدم ،أو إزالة الأوعية الدموية المشوهة.
الوقاية من السكتة الدماغية
ينصح الأطباء باتباع جميع طرق الوقاية للحماية من الإصابة بالسكتة الدماغية.
طرق وقائية منزلية
للوقاية من الإصابة بالسكتة الدماغية ينصح باتباع أسلوب حياة صحي يشمل:
. معالجة ارتفاع ضغط الدم.
. تقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالكولسترول والدهون.
. تجنب التدخين.
. معالجة السكرى.
.المحافظة على وزن صحى.
. ممارسة الرياضة بانتظام.
. معالجة الضغوط النفسية.
. تجنب المشروبات الكحولية.
. تجنب المخدرات.
.المحافظة على نظام غذائي متوازن وصحى.
2.الوقاية بالأدوية
إذا كان شخص قد أصيب بسكتة دماغية إقفاريه فقد يشجعه الطبيب على تناول أدوية للحد من مخاطر الإصابة بنوبة إقفاريه عابرة، مثل: الأسبرين .
إذا كان العلاج بالأسبرين لا يقي من خطر الإصابة بنوبة إقفارية عابرة، أو إذا كان الشخص المعني غير قادر على تناول الأسبرين، فقد يصف له الطبيب أدوية أخرى لتمييع الدم.
العلاجات البديلة للسكتة الدماغية:
لا يوجد علاج للسكتة الدماغية بالأعشاب، ولكن قد تخفف بعض الأعشاب من تخثر الدم وتجلطه، ومنها:
الكركم.
الزنجبيل.
الفلفل الأحمر.
الثوم.
القرفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة