شَهد اليوم، المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط وقائع المؤتمر الصحفى عن الافتتاح الرسمى للمعرض الأثرى المؤقت" رمسيس وذهب الفراعنة" بمحطته الرابعة بمدينة سيدنى بأستراليا والمقرر له يوم 17 نوفمبر 2023.
حضر الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذى للمتحف القومى للحضارة المصرية، والدكتور ميسرة عبدالله نائب الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف القومى للحضارة المصرية للشئون الأثرية وعالم الآثار ووزير الآثار الأسبق الدكتور زاهى حواس، وجون نورمان رئيس الشركة المنظمة للمعرض، والسفير دومنيك جوه سفير سنغافورة بالقاهرة، وRon Tan الرئيس التنفيذى لشركة Neon Global Group المنفذة للمعرض.
واستهل الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف القومى للحضارة المصرية، وقائع المؤتمر بالترحيب بالحضور، كما تم عرض فيلم قصير عن الملك رمسيس الثاني.
وفى كلمته استعرض الدكتور أحمد غنيم تاريخ الملك رمسيس الثانى ونقوشه وقصة الكشف عن تابوت الملك رمسيس الثانى فى خبيئة الدير البحرى، معربًا عن سعادته باستضافة المتحف لهذا المؤتمر وبمشاركته فى هذا المعرض الناجح بإعارة أحد أهم القطع الأثرية المعروضة بالمتحف وهى تابوت الملك رمسيس الثانى مما يعد إضافة عظيمة لقيمة المعرض لما لهذا الملك من شهرة عظيمة وما تركه من نقوش وتماثيل ومبانى أثرية عريقة بمعابد الأقصر، والكرنك، وأبو سمبل، والرامسيوم وغيرها.
وأكد على أن تابوت الملك رمسيس الثانى يعد من القطع الأثرية الفريدة بالمتحف والتى لها عظيم الأثر بين زائرى المتحف من المصريين والأجانب، وإن سفر هذا التابوت للمشاركة فى المعرض يعتبر خير سفير لمصر القديمة وحضارتها الخالدة.
وفى كلمته التى ألقاها خلال المؤتمر الصحفى استعرض د. مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار رحلة معرض "رمسيس وذهب الفراعنة" منذ افتتاحه بمحطته الأولى خارج مصر بمتحف هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية والتى استغرقت 6 أشهر، شهد خلالها توافد بضع مئات من الزائرين على زيارته، ثم انتقاله إلى مدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأميركية أيضا والتى شهدت زيادة طفيفة فى إعداد الزيارة إلى أن جاءت محطته الثالثة بقاعة لافييت بالعاصمة الفرنسية باريس والتى شهدت توافد 817 ألف زائرا خلال خمسة أشهر محققا نجاحا كبيرا على غرار معرض الملك توت عنخ آمون والذى تم إقامته فى عام 2019 بنفس القاعة بباريس.
وأشار د. مصطفى وزيرى إلى الاهتمام البالغ الذى يوليه المتحف الاسترالى لاستضافة هذا المعرض والدعاية التى قام بها للترويج للمعرض بمدينة سيدنى والذى ينبأ بنجاح المعرض على غرار النجاح الكبير الذى حققه خلال فترة عرضه بقاعة لافيليت بالعاصمة الفرنسية باريس.
وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أنه من المتوقع أن يكون للمعرض مردود كبير وبالغ الأثر فى الحركة السياحية الوافدة لمصر من استراليا، وهو ما شهدته الحركة السياحية من توافد كبير من السياحة الفرنسية إلى مصر بعد نجاح المعرض هناك، موضحًا أن المعرض يضم بين مقتنياته 181 قطعة أثرية من مقتنيات المتحف المصرى بالتحرير تعود لعصر الملك "رمسيس الثاني" بالإضافة إلى بعض القطع الأثرية من مكتشفات البعثة المصرية بمنطقة البوباسطيون بسقارة.
ووصف عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق الدكتور زاهى حواس الآثار، فى كلمته خلال المؤتمر، الملك رمسيس الثانى بملك كل الملوك، وتعتبر فترة حكمه التى استمرت 66 عاما هى أمجد وأعظم وأقوى عصور مصر، كما أنه عُرف أيضًا باسم سيد البنائين، حيث قام بتشييد العديد من الآثار والمعابد والتماثيل والمسلات أكثر من أى ملك آخر فى مصر القديمة.
كما استعرض أعمال التنقيب الأثرى التى يقوم بها منذ عام 2021، على رأس بعثة أثرية داخل مقبرة الملك رمسيس الثانى بمنطقة وادى الملوك بالبر الغربى بالأقصر والتى تعرضت خلال القرون الماضية لعدد من السرقات، والسيول والأمطار الغزيرة التى تسببت فى تدمير النقوش وتجمع الأوساخ التى سدت ممرات وغرف المقبرة الداخلية بالكامل.
وبعد القيام بأعمال التنظيف للممرات والغرف، استطاعت البعثة المصرية بالكشف عن أسرار هذه المقبرة وطريقة بنائها وتصميمها ونقوشها، من بينها تلك التى صورت عليها فصول من كتاب البوابات وكتاب الإيمى ديوات، مؤكدًا على أن مقبرة الملك رمسيس الثانى هى المقبرة الملكية الوحيدة المكتملة بالنقوش والزخارف والهندسة المعمارية فى وادى الملوك.
وأضاف الدكتور زاهى حواس أنه تم العثور على البئر الخاص بالمقبرة والذى وصل عمقه إلى أكثر من 9 أمتار تحت سطح الأرض، مشيرًا إلى أنه يعتبر من أغرب الآبار الخاصة بالمقابر الملكية حيث أنه يعتبر الوحيد الذى يوجد بكل ركن من أركانه ثلاثة نقوش وفصول من كتب العالم الآخر، الأمر الذى يرجح أن للبئر وظيفة دينية.
كما تمكنت البعثة المصرية من وضع تصور لحجم الكنوز التى كانت موجودة بالمقبرة باستخدام نظام قياس لحجم الغرف الداخلية بها.
وفى نهاية حديثه أعرب الدكتور زاهى حواس عن تمنياته بافتتاح مقبرة رمسيس الثانى للزائرين بعد استكمال أعمال البعثة الأثرية المصرية بها والتى لازال العمل بها يستغرق الكثير وخاصة داخل حجرة الدفن، آملا فى نجاح البعثة فى العثور على النفق الذى يربط بين مقبرة ورمسيس الثانى ووالده الملك سيتى الأول.
ومن جانبه أكد جون نورمان رئيس الشركة المنظمة للمعرض أن هذا المعرض سيحقق نجاحًا كبيرًا حيث تم بيع ما يقرب من 100 ألف تذكرة حتى الآن قبل افتتاح المعرض بسيدنى بحوالى شهر، مثمنا على التعاون المثمر بين وزارة السياحة والآثار والشركة المنظمة للمعرض والذى نشأ منذ عام 2005 منذ تنظيم معرض توت عنخ آمون، أملا فى استمرار هذا التعاون وتحقيق المزيد من النجاحات.
وأشار كيم ماكاى المدير والرئيس التنفيذى للمتحف الاسترالى إلى أن تابوت رمسيس الثانى سيكون أيقونة المعرض، مضيفًا أن عرض هذا التابوت الرائع الجمال الذى يعتبر عملًا ذو قيمة لا تقدر بثمن، ورمزًا قويًا لأحد أعظم قادة العالم القديم، هو نجاح كبير للمتحف حيث تعد سيدنى هى المدينة الثانية فقط فى العالم، بعد باريس، التى سيتم عرض التابوت بها، مؤكدًا علـى إنها فرصة رائعة للجمهور الأسترالى لرؤيته فى الواقع مع باقى القطع الأثرية المتميزة.
تجدر الإشارة إلى أن المعرض يضم 181 قطعة أثرية من مقتنيات المتحف المصرى بالتحرير من عصر الملك "رمسيس الثاني"، وبعض القطع الأثرية الأخرى من مكتشفات البعثة المصرية بمنطقة البوباسطيون بسقارة، بالإضافة إلى مقتنيات عدد من المتاحف المصرية تُبرز بعض الخصائص المميزة للحضارة المصرية القديمة من عصر الدولة الوسطى وحتى العصر المتأخر، من خلال مجموعة من التماثيل، والحلى، وأدوات التجميل، واللوحات، والكتل الحجرية المزينة بالنقوش، بالإضافة إلى بعض التوابيت الخشبية الملونة.
وبدأ المعرض رحلته فى أولى محطاته فى نوفمبر 2021 بمدينة هيوستن، ثم محطته الثانية فى أغسطس 2022 بمدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية، ثم محطته الثالثة فى إبريل 2023 بالعاصمة الفرنسية باريس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة