كثفت روسيا من استخدامها ونشرها للمروحيات الهجومية من طراز Mi-28NM بهدف توسيع مهامها في الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة حالياً، وظهرت المروحية في مسرح العمليات مزودة بنوعية جديدة من الصواريخ المضادة للدبابات لمهاجمة الأعداد المتنامية من المركبات المدرعة والمصفحات لدى أوكرانيا.
ولفتت مجلة "مليتري ووتش" الأميركية إلى أنه برغم تقادم ترسانة أوكرانيا من الدبابات، فإن البلاد كانت أكبر البلدان الأوروبية امتلاكا للدبابات والمركبات المدرعة قبيل اندلاع الحرب مع روسيا في فبراير 2022، وعلاوة على ذلك سرعان ما بدأت كييف في استلام مركبات مدرعة من أعضاء حلف "الناتو"، فيما أعلنت بريطانيا أخيراً عزمها تسليم دباباتها من طراز "تشالينجر 2" للجيش الأوكراني.
ولمواجهة الوحدات المدرعة الأوكرانية، يحشد الجيش الروسي أسطوله من المروحيات الهجومية Mi-28 بأعداد يتوقع أن تصل إلى حوالي 120 طائرة مروحية عاملة في الخدمة حالياً، بخلاف الطائرة المقاتلة ثنائية المرواح من طراز Ka-52، التي ينتجها "مكتب تصميم كاموف"، وتعد أقوى مروحيات هجومية يمتكلها الجيش الروسي في الوقت الراهن.
ودخلت مروحية Mi-28 الخدمة لأول مرة في يناير 2008، بعد سلسلة من التأجيلات بسبب تفكك الاتحاد السوفييتي وانهيار القطاع الدفاعي الروسي، وهو الأمر الذي جعلها تخرج للعيان وتبدأ خدمتها في الجيش الروسي بعد 22 عاماً من ظهور المروحية الأميركية AH-64 Apache، أقرب شبيهة لها في ترسانة الجيوش الغربية. وقد طورت المروحية Mi-28 باعتبارها امتداداً لسابقتها السوفييتية من طراز Mi-24، المنافسة المباشرة لـ"الأباتشي" الأميركية، وقد شكل الطرازان القديمان عصب أساطيل الطائرات المروحية في حلفي "الناتو" و"وارسو" في ثمانينيات القرن الماضي.
والمروحية الروسية Mi-28 بوسعها التزود بأكثر من 16 صاروخ مضاد للدبابات أو 80 صاروخاً غير موجه عيار 80 مم، كما أنها تتفوق على "الأباتشي" في جوانب تحليق الطيران، والقوة النيرانية، والقدرة على الصمود، وسهولة الصيانة، فضلاً عن تفوقها الشهير بقدرتها على الطيران للخلف على غرار الطيور الطنانة "هامينجبيرد".
وتشير "ميليتري ووتش" إلى أن الطراز الأخير من المروحية الروسية Mi-28NM، الذي ظهر بأعداد متزايدة في أوكرانيا في الأشهر الأخيرة، تم نشره لأول مرة في عمليات قتالية في سوريا عام 2016. وشجع أداؤها القوي خلال تلك الفترة وزارة الدفاع الروسية على إبرام عقود لتزويد الجيش بـ98 مروحية أخرى بحلول عام 2027، مع إجراء تحسينات عليها تضمنت تركيب محركات VK-2500P، التي تزيد سرعتها بنسبة 13%، وتزويدها بمستشعرات جديدة تمكنها من رؤية الأجواء المحيطة كاملة، وتحديث السيطرة النيرانية. كما تتمتع المروحية بقدرات الاشتباك في قتال جو- جو، ويمكن تجهيزها بقذائف R-74M.
المروحية في الأصل مزودة بصواريخ عيار 80 مم و120 مم للقيام بعملياتها في أوكرانيا، لكن لوحظ أنها تستخدم أيضاً صواريخ موجهة مضادة للدبابات من طراز 9M120 Ataka. وكانت لقطات مصورة بُثت في 14 يناير الجاري أظهرت أن المروحية مزودة بتسليح جديد لأول مرة، وهو صواريخ LMUR، المصممة لاستخدامها من المروحيات بصفة أساسية لضرب المدرعات والمركبات المصفحة. وتفيد تقارير بأن تلك النوعية من الذخائر تم تجريب استخدامها لأول مرة في سوريا، رغم أن أداءها لم يختبر بالكيفية المطلوبة نظراً لندرة المركبات المدرعة والدبابات لدى المسلحين المتصارعين في مسرح العمليات.
تمتاز صواريخ "لمور" بمداها الطويل الذي يقترب من 15 كيلومتراً، واستخدامها لوسائل توجيه وحركة بالقصور الذاتي والأقمار الصناعية والرؤية البصرية مجتمعة، لتعظيم مستويات دقة التوجيه والضربات.
وتقول المجلة المعنية بالشؤون العسكرية إنه في ضوء النمو المتوقع لقدرات أوكرانيا المدرعة بما يشكل تهديداً خطيراً بانضمام المئات من الدبابات وغيرها من المركبات المصفحة التي تعهد بتقديمها العديد من الدول الأعضاء في حلف "الناتو"، فإن تزويد المروحية الروسية بصواريخ متطورة وموجهة مضادة للمدرعات سيعزز من سيطرة موسكو على الأجواء في جبهات القتال بغرض التأثير على توازن القوى على الأرض وتحقيق مصالحها الميدانية.
كما أن نجاح صواريخ LMUR المضادة للمدرعات في أوكرانيا سيمهد الطريق أمام موسكو لمزيد من المبيعات والصادرات في الخارج، ليس لدول الجزائر والعراق وأوغندا فحسب، التي تمتلك مروحيات Mi-28، بل للبيع أيضاً لعملاء كثيرين آخرين يستخدمون مروحيات روسية من طراز Mi-8، مؤهلة لاستخدام نفس الصواريخ.
وفي المقابل، حث "ميخايلو بودولاك" مستشار الرئيس الأوكراني اليوم، حلفاء بلاده على التفكير بشكل أسرع بشأن تعزيز دعمهم العسكري لأوكرانيا، وذلك عقب يوم واحد من الفشل في التوصل إلى اتفاق بشأن إرسال دبابات قتالية لكييف.
وقال بودولاك - في تغريدة على موقع التدوينات القصيرة (تويتر) نقلتها قناة "فرنسا 24" الإخبارية في نشرتها الناطقة بالإنجليزية - "ستساعد أوكرانيا بالأسلحة اللازمة على أي حال، وستدرك أنه لا يوجد خيار آخر لإنهاء الحرب غير هزيمة روسيا.. إلا أن التردد يتسبب في مقتل المزيد من شعبنا.. كل يوم تأخير هو وفاة للأوكرانيين.. فكر بشكل أسرع".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة