تشهد الخريطة الديمجرافية للعالم تغييرات كبيرة فى الفترة القادمة، بعدما أعلنت الصين عن أول تراجع فى عدد سكانها وذلك لأول مرة منذ 6 عقود.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس إن الصين أعلنت تراجع عدد سكانها، وذلك لأول مرة منذ عقود، بعد أن شهدت تراجع المواليد فيها.
وأشار المكتب الوطنى الصينى للإحصاءات، اليوم الثلاثاء، إلى أن عدد سكان البلاد تراجع بنحو 850 ألف فى نهاية 2022 مقارنة بالعام السابق. وشمل الإحصاء سكان البر الرئيسى للصين فقط، دون هونج كونج وماكو والمقيمين بالخارج.
وبذلك أصبح إجمالي عدد السكان 1.41 مليار نسمة، وكان عدد المواليد 9.56 مليون مقابل 10.41 مليون وفاة، وفقا للأرقام التي تم الإعلان عنها اليوم.
وتجاوز الرجال النساء عددا بـ 722.06 رجل مقابل 686.69 امرأة، نتيجة لسياسة الطفل الواحد الصارمة والتي تم إنهائها رسميا فى عام 2016، وتفضيل تقليدى للذكور من أجل حمل اسم العائلة.
ومنذ التخلي عن تلك السياسة، سعت الصين لتشجيع العائلات على إنجاب طفل ثان وحتى ثالث، دون تحقيق نجاح كبير، مما يعكس الاتجاهات فى أغلب شرق أسيا حيق تتراجع معدلات المواليد بشكل كبير. وفى الصين، عادة ما يذكر ارتفاع تكاليف تنشئة الأطفال كسبب للعزوف عن الإنجاب.
وتحمل الصين لقب أكبر دول العالم من حيث عدد السكان منذ فترة طويلة، لكن من المتوقع أن تتخطاها الهند قريبا إن لم يكن هذا قد حدث بالفعل. وتشير التقديرات إلى أنت عدد سكان الهند أكثر من 1.4 مليار نسمة، ولا يزال فى ازدياد.
وذكرت وكالة أسوشيتدبرس إن المرة الأخيرة التي يعتقد أن الصين سجلت فيها تراجعا فى عدد السكان كان فى نهاية خمسينيات القرن الماضى فى ظل قيادة ماو تستونج ودفعه نحو التحديث والزراعة الجماعية والذى أدى إلى مجاعة حادة أسفرت عن وفاة عشرات الملايين.
وبدأ التراجع فى عدد سكان الصين قبل 10 سنوات عن الموعد الذى تنبأ به المسئولون الصينيون والأمم المتحدة، بحسب ما قالو يي فوكشيان، خبير الديموجرافيا والمتخصص فى اتجاهات الشعب الصينى فى جامعة ويسكونسن ماديسون الأمريكية. وأضاف أن هذا يعنى أن الأزمة الديموغرافية الحقيقية فى الصين تتجاوز الخيال، وأن كل السياسات الخارجية والاقتصادية والدفاعية لبكين كانت مبنية على بيانات ديمغرافية خاطئة، على حد قوله.
وأضاف أنه بناء على البحث الذى أجراه، فإن سكان الصين يتراجعون بالفعل منذ عام 2018، مما يدل على أن أزمة السكان أكثر خطورة مما كان يعتقد من قبل. والآن أصبح لدى الصين واحدا من أدنى معدلات الخصوبة فى العالم، لا تقارن إلا بتايوان وكوريا الجنوبية.
وتابع قائلا عن الأزمة الاقتصادية التي تلوح فى الأفق ستكون أسوأ من أزمة اليابان، حيث أن سنوات من النمو المنخفض كانت مسئولة جزئيا فقط عن تراجع عدد السكان. ويوضح قائلا إن الصين أصبحت أكبر سنا قبل أن تصبح غنية.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أن عدد سكان العالم وصل إلى 8 مليار نسمة فى 15 نوفمبر الماضى، وان الهند ستحل محل الصين كأكبر دول العالم من حيث عدد السكان فى 2023. وكان من المقرر أن تجرى الهند أحدث إحصاء لسكانها فى 2022، لكت تم تأجيله بسب وباء كورونا.
وفى تقرير صدر فى يوم السكان العالمى، قالت الأمم المتحدة إن نمو السكان العالمى قد تراجع 1% فى عام 2020 وذلك لأول مرة منذ عام 1950.
وتقول منظمة الأمم المتحدة إن عدد سكان العالم قد ارتفع بأكثر من ثلاثة أضعاف مقارنة بما كان عليه في منتصف القرن العشرين، إذ بلغ 8.0 مليار نسمة في منتصف نوفمبر 2022 بعد ما كان يقدر بنحو 2.5 مليار شخص في عام 1950، وازداد بمليار فرد منذ عام 2010 وبمليارين منذ عام 1998. ومن المتوقع أن يواصل على هذا المنوال ليرتفع بنحو ملياري فرد خلال السنوات الثلاثين المقبلة، ليصل إلى 9.7 مليار بحلول عام 2050. كما أنه من المرجح أن يبلغ ذروته بما يقرب من 10.4 مليار في منتصف العقد الثامن من هذا القرن. ويُتوقع أن يزيد عدد سكان العالم بما يقرب ملياري فرد في الـ30 عاما المقبلة، وهذا يعني يزيد سكان العالم من 8 مليارات في الوقت الراهن إلى 9.7 مليار مع حلول عام 2050، وأن يصل العدد إلى 10.4 مليارا في منتصف العقد الثامن من هذا القرن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة